وماذا عن جرائم إسرائيل؟

وماذا عن جرائم إسرائيل؟
وماذا
      عن
      جرائم
      إسرائيل؟

هل تُوقف أمريكا جرائم إسرائيل فى غزة بعد وقف الحرب بين إيران وإسرائيل؟!. لقد شهد العالم تصعيدًا غير مسبوق فى التوتر بين إيران وإسرائيل، والتخوف من حرب إقليمية واسعة النطاق، وانتهت فى غمضة عين. 

يبقى السؤال الأهم الذى يطرح نفسه بقوة هو: هل ستغير الولايات المتحدة الأمريكية موقفها تجاه جرائم إسرائيل فى غزة؟. الإجابة عن هذا التساؤل تتطلب تحليلًا عميقًا للعلاقات المُعقدة بين الأطراف الفاعلة، ودراسة للمصالح الاستراتيجية لكل من أمريكا وإسرائيل، بالإضافة إلى النظر فى طبيعة الصراع الفلسطينى الإسرائيلى نفسه. 

من المؤكد أن التصعيد الإيرانى الإسرائيلى قد دفع بأمريكا إلى موقف حرج، حيث اضطرت للعمل كقوة مهدئة للحيلولة دون انفجار شامل فى المنطقة. هذا الدور وإن كان ضروريًا لمنع كارثة إقليمية، لا يعنى بالضرورة تحولًا جذريًا فى سياستها تجاه غزة. فلطالما كانت أمريكا الداعم الأكبر لإسرائيل، سواءً على الصعيد العسكرى أم الدبلوماسى، وهو دعم ينبع من مصالح استراتيجية عميقة تتمثل فى ضمان أمن إسرائيل فى المنطقة. وهذا الدعم متجذر فى التشريعات الأمريكية، وفى اللوبيات المؤثرة فى واشنطن، وفى الرؤية الأمريكية لإسرائيل كحليف.

إن الحديث عن جرائم إسرائيل فى غزة يعكس وجهة نظر واسعة فى العالم، ويختلف تمامًا عن التوصيف الأمريكى الرسمى، الذى يصف العمليات الإسرائيلية بأنها غير ذلك. وهذا التوصيف هو جوهر المشكلة، الذى يجعل من الصعب التكهن بتغيير فى السياسة الأمريكية. فما دامت واشنطن تنظر إلى هذه الأعمال من منظور الأمن الإسرائيلى، فمن غير المرجح أن تمارس ضغوطًا كافية لوقفها.

إن وقف الحرب بين إيران وإسرائيل لن يغير من الحقائق الجيوسياسية الأساسية فى المنطقة، فالصراع الفلسطينى الإسرائيلى ليس مجرد صراع جانبى يمكن حله بانتهاء أزمة أخرى، بل هو صراع تاريخى معقد له جذوره العميقة فى الأرض والتاريخ والقومية والهوية. هذا الصراع لا يزال يمثل تحديًا كبيرًا للولايات المتحدة، ولن تحل الأزمة دون تفعيل حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل دائم وعادل يُرضى جميع الأطراف. 

وحتى لو انخفضت وتيرة التوترات الإقليمية، فإن الأهداف الاستراتيجية لإسرائيل فى غزة قائمة، ومن الصعب تصور أن الولايات المتحدة ستضغط على إسرائيل للتخلى عن هذه الأهداف. ورغم أن الولايات المتحدة ترى حجم الجرائم الإسرائيلية فى غزة فإنها لا تمارس أى نوع من الضغط على إسرائيل. بل تعرضت صورة أمريكا فى العالم للخطر بشكل كبير بسبب دعمها المطلق لإسرائيل. 

لماذا لا تقوم واشنطن باتخاذ خطوات لتهدئة الأوضاع؟. وبذلك لن يحدث تغيير فى السياسة الأمريكية تجاه جرائم إسرائيل فى غزة. فميزان القوى فى المنطقة، والمصالح الأمريكية الإسرائيلية المتشابكة، والمشهد السياسى الداخلى فى الولايات المتحدة، كلها عوامل تجعل من الصعب تصور تحول دراماتيكى فى الموقف الأمريكى. 

وبينما قد يؤدى وقف الحرب بين إيران وإسرائيل إلى فترة من الهدوء النسبى فى المنطقة، فإن هذا الهدوء لن يطال الموقف الإسرائيلى من فلسطين، ولن يدفع بالضرورة الولايات المتحدة إلى التخلى عن دعمها التاريخى لإسرائيل.

إن وقف جرائم إسرائيل فى غزة يتطلب تغييرًا جوهريًا فى السياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية، وهو أمر بعيد المنال. ولكن التغيير الجذرى الذى يؤدى إلى إنهاء المعاناة فى غزة يتطلب ضغطًا دوليًا أوسع وأكثر تنسيقًا. وهذا يتحقق فقط بتفعيل الشرعية الدولية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

ولذلك جاءت الرؤية المصرية الثاقبة لعودة الهدوء إلى المنطقة متمثلة فى تفعيل حل الدولتين، ومهما فعلت أمريكا وإسرائيل من تطبيع لن يتحقق السلام دون إقامة الدولة الفلسطينية.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق خطوات ورابط الاستعلام عن منحة العمالة غير المنتظمة 2025
التالى «جولة دبلوماسية جديدة».. وزير خارجية إيران يزور مصر ولبنان الأسبوع المقبل