في بيت بسيط بقرية سنديون التابعة لمركز فوه في محافظة كفر الشيخ، كانت "دعاء" طالبة دبلوم التجارة، 17 سنة، بنت مثل أقارنها في عمرها، تحلم بحب وجواز وفارس يخطفها علي حصانه وارتداء فستان أبيض لكنها حملت داخل الكفن بسبب رغبتها تلك، الفتاة قلبها تعلق بابن عمها، الذي جمعتها به علاقة عاطفية بريئة، ولكنها انتهت بمأساة ومقتل تلك الفتاة على يد أقرب الناس إليها "والدتها".
حين علمت الأم بما يدور في قلب ابنتها، ثارت، ولم تحتمل الفكرة، رأت في الأمر عارًا يهدد ما تبقى من صورة العائلة في عيون الناس، ولم يكن أمام دعاء سوى المواجهة.
المواجهة الأخيرة
في صباح يوم الواقعة، نشب خلاف عنيف بين الأم وابنتها، حاولت "دعاء" الدفاع عن حبها، بل أعلنت نيتها الهروب من المنزل للارتباط بمن تحب إذا لزم الأمر، فما كان من الأم إلا أن استشاطت غضبًا، وتطور النقاش إلى مشاجرة امتدت فيها يد الأم إلى "إيشارب" ملقى على طرف السرير، ولفته حول رقبة ابنتها، وشدت، دون أن تدرك أن هذا الشد سيقطع آخر خيط بين الحياة والموت.
حب ثمنه الموت
أدركت الأم متأخرة أن ابنتها لفظت أنفاسها الأخيرة، فسارعت إلى طمس معالم الجريمة،
بدلت ملابسها من ثياب الخروج إلى عباءة منزلية، وأخفت الملابس في الغسيل، وادعت أن الفتاة نامت ولم تستيقظ.
خيط الحقيقة
حضرت مفتشة الصحة للكشف عن المتوفاة، ومعاينة الجثمان، وفورا لاحظت آثار خنق حول الرقبة وكدمة واضحة أسفل العين اليسرى، أبلغت مفتشة الصحة مركز شرطة فوه بمديرية أمن كفر الشيخ بوجود شبهة جنائية، فانتقل فريق من المباحث بقيادة رئيس فرع البحث الجنائي ورئيس مباحث المركز إلى محل الواقعة.
وأمام علامات الشك المتزايدة، انهارت الأم، واعترفت بتفاصيل الجريمة، مؤكدة أنها لم تكن تقصد قتل ابنتها، بل أرادت تأديبها فقط.
تم نقل جثة "دعاء" إلى مشرحة مستشفى فوه، ثم إلى مشرحة مستشفى كفر الشيخ العام، وتم انتداب الطبيب الشرعي لتشريح الجثة ومعرفة الأسباب الحقيقية للوفاة، فيما تم تحرير المحضر رقم 1975 لسنة 2025 إداري مركز شرطة فوه، وأُحيلت المتهمة إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيق والتي واجهتها بما أسفرت عنه التحريات والضبط أقرت بصحتها وعليه أمرت النيابة بحبسها 4 أيام احتياطيًا علي ذمة التحقيقات وكذا حبس نجلها لمحاولته التستر علي الجريمة وطلبت النيابة تحريات المباحث حول الواقعة وجار استكمال التحقيقات.