هندسة الفوضى.. كيف ساعد الكرملين إيران في الحرب مع إسرائيل؟

كشفت الحرب بين إسرائيل وإيران التي توقفت عقب إعلان وقف إطلاق النار، بعد 12 يوم من الهجمات المتبادلة بين الجانبين عن التنسيق العسكري الاستراتيجي الوثيق بين الكرملين وطهران. وهو ما ظهر من خلال عدة مؤشرات وتحركات يمكن عرضها على النحو التالي:

زيارة قبل الهجوم

زار وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي موسكو في 23 يونيو الجاري، أي قبل الهجوم الإيراني على القاعدة الأمريكية في قطر، والذي جاء كرد إيران على الهجوم الأمريكي الذي استهدف ضرب منشأة فوردو للتخصيب النووي.

وفقًا لوكالة أنباء فارس، جرى تنسيق الهجمات مباشرةً بعد زيارة موسكو، وهو ما يعني أن هناك تنسيق متعدد المستويات، بين طهران والكرملين.

وبحسب مراقبون، فإن الزيارة ليست مصادفة، بل تأكيد آخر على التنسيق العسكري الاستراتيجي الوثيق بين الكرملين وطهران، ووفقًا لرويترز، سُجِّل في 23 يونيو هجوم صاروخي على منشآت أمريكية في قطر، وتحديدًا قاعدة العديد الأمريكية - مباشرة بعد اجتماع عراقجي مع لافروف في موسكو، وهو ما تم تفسيره بأن موسكو لعبت دورا في تنسيق العمليات وضرب القاعدة الأمريكية، عبر إيران التي اعتبرت كوكيل استراتيجي لروسيا.

فيما يُصنِّف خبراء الهجوم الإيراني على القاعدة الأمريكية بأنه عملية منسقة مُتفق عليها مع الكرملين، وهو ما لايمكن اعتباره مجرد تعاونًا عرضيًا، بل استراتيجية روسية طويلة الأمد تهدف لتقويض نفوذ الغرب.

وإذا نظرنا للحرب الإسرائيلية الإيرانية بصورة أوسع، فقد ظهرت إيران بشكل كأداة لموسكو في فتح جبهة جديدة ضد الغرب.

 تعاون عسكري وتحدي الغرب

ليس فقط الزيارة، بل التعاون العسكري ايضًا لايمكن تجاهله، فلم يعد التعاون بين إيران وروسيا في قطاع الدفاع مجرد افتراضات، بل أصبح واقعًا. وفقًا لصحيفة واشنطن بوست، لا يقتصر التعاون العسكري على الطائرات المسيرة والصواريخ فحسب، بل يشمل أيضًا نقل التكنولوجيا الروسية للصواريخ الإيرانية متوسطة المدى، أما التصريحات الأشد غرابة كانت عندما أعلن دميتري ميدفيديف علنًا عن إمكانية نقل أسلحة نووية إلى إيران، بحسب الجارديان، وهو خطاب ذو مستوى تهديد عالي أكبر من كونه خطاب جيوسياسي.

بالنسبة للغرب، فإن الدعم الروسيّ لإيران تحدّيًا مباشرًا للولايات المتحدة وحلف الناتو. ووفقًا لوكالة إنترفاكس، أدانت موسكو فورًا الضربة الأمريكيّة على إيران، رغم استمرارها تنفيذ هجمات يوميّة على المدن الأوكرانيّة للعام الثالث على التوالي، وكان التفسير حينذاك أن روسيا تريد أن يُقلّل الغرب من تركيزه على أوكرانيا. 

بالنسبة لروسيا، فإن التوترات المختلفة في العالم، مثل الحرب الإيرانية الإسرائيلية، والتصعيد المُحتمل حول تايوان، جميعها عناصر في استراتيجية واحدة لصرف الانتباه عن استمرار الحرب في أوكرانيا.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق التشكيل الرسمي لمباراة ماميلودي صن داونز وأولسان هيونداي في كأس العالم للأندية
التالى أحمد محسن: مبادرة "مصر معاكم" رد جميل لشهداء مصر