نقاد: "مدرسة الدراسات الثقافية" يتصدى لمواضيع مهمة فى لحظة تاريخية فارقة

في حشد ثقافي كبير شهدته جماعة الفنانين والكتاب بـ "أتيليه القاهرة"، تم تدشين كتاب "مدرسة الدراسات الثقافية العربية المقارنة" بحضور مؤلفه دكتور حاتم الجوهري.

وشهدت الندوة حشدا كبيرا من المثقفين ضم السفير الليبي الأسبق عمر الحامدي، والمهندس أحمد بهاء شعبان رئيس الحزب الاشتراكي المصري، الكاتب صبحي موسى، والناقد دكتور أحمد الصغير، الإعلامي معتز العجمي، دكتور عبدالعظيم الصلوي ممثلا عن دار أروقة التي ناشر الكتاب، والكاتب إبراهيم السخاوي رئيس اللجنة الثقافية بالأتيلية، ودكتور أحمد الجنايني رئيس الأتيليه، بالإضافة إلى حشد واسع من الحضور.

"مدرسة الدراسات الثقافية" يتصدى لمواضيع مهمة في لحظة تاريخية فارقة

في بداية الأمسية، قال الكاتب حزين عمر، إن موضع النقاش كتاب له أهمية كبرى، ويتصدى لمواضيع مهمة في لحظة تاريخية فارقة، وإن المؤلف بذل فيه جهدا واضحا ليخرج بهذا الشكل.

ومن جانبه تحدث دكتور حاتم الجوهري، مؤلف كتاب مدرسة الدراسات الثقافية، عن ظروف خروج الكتاب وعلاقته بالنظرية المعرفية التي تهيمن في المشهد العربي، مشيرا إلى أزمة كبرى لدى الذات العربية وهي العجز عن إنتاج معرفة بديلة تقف على أرضية ثابتة في مواجهة معرفة تم إنتاجها لتواكب ظروف ذوات أخرى، مدللا على الأزمة وضاربا مثالا بحديث البعض عن رفض سرديات الهيمنة الثقافية التي يسعى الغرب لفرضها علينا، لكن في الوفت نفسه قبول هذا البعض ذاته بتبعيته وتلقيه السلبي لنظريات معرفية، تقف على قدم المساواة مع سرديات الهيمنة الثقافية تلك التي يرفضها.

وأجمل في مشروع الكتاب وأطروحته دون أن يدخل في تفاصيله قائلا: "إن مدرسة الدراسات الثقافية الغربية خرجت بفلسفة تنتصر للهوامش يأسا من قدرتها على التصدي لمتون الليبرالية الغربية في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، بينما يجب أن تسعى مدرسة الدراسات الثقافية العربية للاهتمام بالمتون العربية وكيفية استعادتها، في لحظة تم تفجير التناقضات واستخدام ما يسمى بالهوامش العربية والثقافات الفرعية لتفكيك الوجود العربي.

مدرسة <a href=
مدرسة الدراسات الثقافية العربية المقارنة

ومن جانبه أشاد حيدر الجبوري بالكتاب باعتباره مشروعا يصلح لأن يكون أساسا مهما لبناء عربي جديد، وأن الكتاب في جانبه التطبيقي الذي شغل الجزء الأخير من الكتاب، اهتم بمشروع المشترك الثقافي العربي بينيا بين مصر ومجموعة من الدول العربية كل على حده، لكنه أشار إلى ضرورة التحرك على مستوى موازٍ يتناول المشترك الثقافي العربي في عمومه وبين كل الدول العربية.

وقال “الجبوري”: حاتم الجوهري يقدم مشروعا مؤسسيا وليس مشروعا فرديا، ويجب أن تتبناه المؤسسات العربية لأن هناك جانبا مهما من مشروع جامعة الدول العربية كان يركز على الجانب الثقافي وفعالياته، لم يتم الاهتمام به بعد، وأن كتاب مدرسة الدراسات الثقافية العربية المقارنة يصلح أساسا ممتازا في هذا الجانب.

 يؤسس لمشروع عام ومدرسة علمية عربية

وبدوره قدم دكتور شريف الجيار مداخلة مطولة طوف فيها في الفضاء المعرفي للكتاب، وفي أبعاده الفلسفية والسياسية والثقافية التي تأتي ضمن طبقات ومستويات للتلقي داخل الكتاب، وذكر أن حاتم الجوهري يقدم فلسفة التمفصل الثقافي في مواجهة مشاريع التبعية، وان بعضا من جوانب الكتاب وأطروحته تذكرنا بأطروحات د.عبدالعزيز حموده ومعاركه في مواجهة بعض النقاد وأطروحاتهم.

وتعرض لما قدمه الكتاب في نقده للتلقي العربي لمدرسة الدراسات الثقافية الغربية، وتحديدا في بعض النماذج العربية الشهيرة وفي بعض النماذج المصرية، وانتقل إلى تناول المشروع العام للكتاب موضحا أن حاتم الجوهري يطرح بالفعل مدرسة علمية ذات ملامح محددة، وأنه جاد في هذا الطرح ويسعى لمواجهة المركزية المعرفية التي تأتي المركزية السياسية محمولة عليها.

مدرسة <a href=
مدرسة الدراسات الثقافية العربية المقارنة

وأشار إلى قراءة الجوهري المدققة للغاية للمنجز المعرفي الغربي، قبل أن ينتقل لطرح بديل عربي يناسب اللحظة التاريخية القائمة، مبرزا اهتمام أطروحة الكتاب بنقد مقولات ما بعد الحداثة العامة، وكيف استطاع المؤلف تفكيك بنيتها ليصل إلى فكرة الازدواج والهيمنة الكامنة في المتون الرسمية في الغرب.

وختم حديثه مؤكدا أن هذا كتاب مدرسة الدراسات الثقافية ليس مشروعا فرديا أبدا، بل هو مشروع مؤسسي ويجب أن يحظى برعاية مؤسسية أيا كان نوعها، لأنه يؤسس لمشروع عام ومدرسة علمية عربية حقا.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق 5 ضحايا في حريق محل ميكانيك ببرج بوعريريج
التالى «جولة دبلوماسية جديدة».. وزير خارجية إيران يزور مصر ولبنان الأسبوع المقبل