ولد كوازيمودو "أحدب نوتردام" مشوهًا الوجه غريب المظهر تركه أهله وتخلوا عنه لأنه قبيح التقطته كاتدرائية نوتردام لتكون ملاذه الآمن وتربى بداخلها وقبلته بكل عيوبه ولكنه وحده من كان يعرف معنى الحب، وفي قلب روزاريو ولد ولد نحيل قصير القامة يتحدث قليلًا وينمو بطيئًا عن بفية أقرانه.
مولد البرغوث
ولد ليونيل ميسي في الـ24 من يونيو 1987 في مدينة روزاريو كوازيمودو وبرهن أن الأشياء المستحيلة التي تحلم بها بالإمكان تحقيقها وأن المعجزات تحتاج للإيمان بالقدرات ومن هذا المنطلق تصنع المعجزات.
تربى كوازيمودو داخل أسوار الكاتدرائية على يد القس فرولو الذي عرف بالتشدد والقسوة عاش طول عمره وحيدًا يقرع أجراس الذي لم يعرف بيت غيره قط وهو لا يعرف شئ عن العالم خارج الكنيسة، تمامًا مثل ليونيل ذلك الولد الذي ولد في مدينة تبعد عن العاصمة بـ300 كلم تحديدًا في حي "لا باخاريا" هو حي بسيط هادئ وتتناثر رائحة الفقر والجوع به حاله كحال منزل ليو الصغير الذي كان يتكون من غرفتان وكان متواضعًا ويخلو من وسائل الترفيه.
خلل في إفراز هرمون النمو
ولأن المصائب لا تأتي فرادى ففي عمر العاشرة تم تشخيص ميسي بأنه يعاني من خلل في إفراز هرمون النمو كان قصير القامة عظامه ضعيفة منطويًا لا يلهو ويلعب مع أقرانه، وكان علاجه باهظ الثمن على والده خورخي ميسي عامل الصلب ووالدته سيليا منظفة المنازل.
فمثلما رفض المجتمع أحدب نوتر، رفض المجتمع الكروي الأرجنتيني ليو ورفضوا تحمل نفقات علاجه وصرح بعض المسؤولون في أندية مثل أولد بويز وريفير بليت " هذا الطفل لن يكون لاعبًا انظروا إلى حجمه" ففي بلاده كان مجرد ظل لا يراه أحد لكن في قلبه اشتعلت نار البطولة رغم أن الجميع أخمد شموعه.
كانت كرة القدم "إزميرالدا" ليونيل ميسي وكانت تلك الفتاة هي الوحيدة التي عاملت أحدب نوتردام بلطف وإنسانية تمامًا مثلما حدث بين ليو والساحرة المستديرة، سافر ليو إلى إسبانيا وهو ابن الـ13 عام بعدما وافق برشلونة على تحمل نفقات علاجه، كان ميسي طفل خجول واجه في بداياته تحديات أخرى مثل اللغة علاوة على قلة قدراته التواصلية وأنه طفل منطوي، ولكن لأنه ميسي ففي تلك الأرض الغريبة كان ميسي يعيد تشكيل أحلامه حرفًا حرفًا ودمعة دمعة.
كرة القدم
كسر ليو عقدة اللغة بلغة أخرى كان يجيدها ويشكلها مثلما يشكل الشاعر لغته وهي كرة القدم لجأت إزميرالدا إلى الكنيسة وهي تصرخ اللجوء اللجوء وكان في تلك العصور لا يجوز قتل أي شخص يلجأ إلى الكنيسة، مثلما لجأ ميسي إلى ملاعب كرة القدم وكانت حرمه وملاذه الآمن من الحياة بعيدًا عن رفض المجتمع له ومحاسبته على شئ لم تجنه يده عليه.
تدرج ليو من حواري حي "لا باخاريا" وهو يواجه أقرانه وهم حافين الأقدام إلى مواجهة أعتى المنظومات الدفاعية وكان ذلك الطفل النحيل الذي ولد بعلة جسدية قليل الكلام يخلخلها بسهولة، ولكن بلغة لاأحد يجيدها مثل إجادته لها ولم يلامس أحلامه الذي شكلها بدموعه فقط بل لامس عنان السماء. بعد مرور سنوات كثيرة وجدوا هيكل أحدب نوتردام بجانب قبر محبوته ومعشوقته التي ظلت ملاذه، وفي يومنا هذا يتم ليو عامه الـ38 وهو يعلم أن الباقي من عمره الكروي ليس بالكثير ولكن مثلما فضل أحدب نوتردام البقاء مع إزميرالدا يأمل ليو أن يقضي كل عمره بجوار معشوقته كرة القدم.