في تطور أمني خطير سبق بدء الهدنة بساعات، أعلنت وسائل إعلام إيرانية صباح الثلاثاء 24 يونيو 2025 عن مقتل العالم النووي الإيراني محمد رضا صديقي صابر في هجوم بطائرات مسيّرة استهدف منزل والده في مدينة آستانه أشرفية بمحافظة جيلان شمال إيران.
وبحسب الروايات الإيرانية، فإن الهجوم نُفذ باستخدام طائرات مسيّرة يُشتبه بأنها إسرائيلية، ويُعدّ امتدادًا لسلسلة من العمليات النوعية التي استهدفت خلال الأسابيع الماضية شخصيات بارزة في الحرس الثوري والعلماء المرتبطين بالبرنامج النووي الإيراني.
ويُذكر أن صديقي نجا مؤخرًا من محاولة اغتيال مشابهة في طهران، استُهدف خلالها منزله بطائرة مسيّرة، مما أسفر عن مقتل نجله البالغ من العمر 17 عامًا.
من هو محمد رضا صديقي صابر؟
وُلد محمد رضا صديقي صابر في 24 أغسطس 1974، وهو أحد أبرز العلماء العاملين في مشروعات تطوير أجهزة الطرد المركزي وتخصيب اليورانيوم.
ورد اسمه ضمن قوائم العقوبات الأمريكية في يونيو 2025، بوصفه أحد الأفراد الخاضعين لتصنيفات OFAC، بسبب مشاركته في الأنشطة النووية الحساسة.
وكان صديقي يحمل الرقم الوطني الإيراني 2739202830، وقد صنفته وزارة الخزانة الأمريكية ضمن قائمة "المواطنين المعينين خصيصًا" (SDN) في إطار حملة استهدفت شخصيات ترتبط بأنشطة تعتبرها الولايات المتحدة تهديدًا لأمنها القومي.
التوقيت والرسائل
جاء مقتل صديقي قبيل لحظات من تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، والذي أُعلن عنه بموجب مبادرة أمريكية قادها الرئيس السابق دونالد ترامب، ويشمل ثلاث مراحل تبدأ بوقف إيراني يتبعه التزام إسرائيلي خلال 12 ساعة، ثم إعلان الهدنة رسميًا بعد مرور 24 ساعة.
ويرى مراقبون أن اغتيال صديقي يمثل رسالة استخباراتية واضحة من إسرائيل قبل بدء الهدنة، خاصة أنه تزامن مع إعلان إيران استعدادها لوقف إطلاق الصواريخ وتهدئة الوضع الإقليمي.
وتُعيد هذه العملية إلى الأذهان سلسلة اغتيالات سابقة طالت علماء إيرانيين بارزين، مثل فريدون عباسي دافاني وأمير حسين فقيه، ضمن استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى إضعاف البنية التحتية للبرنامج النووي الإيراني من الداخل.
صمت رسمي
حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم تُصدر السلطات الإيرانية أو وزارة الدفاع أي بيان رسمي حول تفاصيل الهجوم، في حين سادت حالة من الغضب داخل الأوساط الشعبية والرسمية الإيرانية، وسط دعوات بالرد.