قال محمد عثمان، الباحث في العلاقات الدولية، إن الولايات المتحدة قامرت باللجوء لخيار عسكري حتى وإن كان محدود لكي تحاول أن تحسم هذه الحرب المحتدمة ما بين إسرائيل وإيران منذ نحو 10 أيام.
وأضاف خلال تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز "، أن الولايات المتحدة أرادت من خلال استهداف منشآت إيران النووية الرئيسية بشكل يقلص من قدراتها النووية إخراج مشهد نصر نهائي يضع حد لحرب باتت تبدو وكأنها حركة مفرغة من الاستنزاف والاستنزاف المضاد ما بين تل أبيب وطهران، علما بأن تلك الحرب العدوانية شنتها إسرائيل على إيران بمباركة ودعم من الولايات المتحدة.
حرب إيران وإسرائيل
ونوه إلى أن الكرة الآن في ملعب طهران أما استيعاب الضربة وعدم الرد على الولايات المتحدة بشكل مباشر وفوري أو ربما الرد بشكل محدود يتم تنسيقه مع الولايات المتحدة عبر وسطاء مثلما حدث أثناء الرد الإيراني على اغتيال الولايات المتحدة لقاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني اثناء ولاية ترامب الأولى، وحينها قد نرى مسار تدريجي لتحقيق التهدئة ما بين إيران من جانب وإسرائيل والولايات المتحدة من جانب آخر.
واستكمل، أن الخيار الثاني هو رد إيراني شامل يستهدف القواعد الأمريكية بالمنطقة بشكل واسع عبر القوات النظامية الإيرانية والوكلاء الآخرين في الإقليم، وربما محاولة إعاقة الملاحة بمضيق هرمز، حينها تتسع رقعة الحرب وتنخرط فيها الولايات المتحدة بشكل كامل للتحول لمواجهة إقليمية، قد تهزم فيها إيران وتتعرض للتعجيز التام، ولكن ذلك لن يتم دون الحاق أذى بالغ بإسرائيل وأصول ومصالح الولايات المتحدة بالمنطقة، فضلا عن زيادة ضخمة في أسعار الطاقة تعرض العالم لأزمة تضخم جديدة وهذا من شأنه أن يجعل الجميع خاسرا وسيصعد من حدة التوتر بين الولايات المتحدة والقوي العظمي النظيرة لها شرقًا أي الصين وروسيا الائي يتمتعن بعلاقة قوية بالجانب الإيراني.
وأشار إلى أنه في اعتقادي أن إيران لم تحسم أمرها بعد، فكافة الخيارات صعبة في هذه المعادلة المعقدة، وإن كنت أرجح أن تلجأ إيران للخيار الأول ولا تراهن بخسارة كل شئ، وستكشف الأيام المقبلة إلى أي مسلك ستتجه هذه الأزمة الإقليمية الكبرى التي تشكل تهديدا حسيما للأمن والسلم العالمي.