في ذكرى رحيله.. قصة تعرض عاطف الطيب لمؤامرة من مخرجين أكبر سنًا

في ذكرى رحيله.. قصة تعرض عاطف الطيب لمؤامرة من مخرجين أكبر سنًا
في
      ذكرى
      رحيله..
      قصة
      تعرض
      عاطف
      الطيب
      لمؤامرة
      من
      مخرجين
      أكبر
      سنًا

في ذكرى رحيله اليوم، تعود سيرة المخرج الكبير عاطف الطيب إلى الواجهة، ذلك المبدع الذي مثّل صوت الناس البسطاء في السينما المصرية، وخلّد عبر عدسته قضايا المهمّشين والمنسيين من أبناء هذا الوطن، فعلى مدار خمسة عشر عامًا، قدّم الطيب أفلامًا حملت هموم المواطن، وواجه من أجلها الرقابة والمؤسسات والنقاد والنجوم، حتى أصبح واحدًا من أبرز رموز الواقعية الجديدة في تاريخ السينما.

نشأة عاطف الطيب

وُلد عاطف الطيب عام 1947 في محافظة سوهاج، قبل أن ينتقل مع أسرته إلى القاهرة، وهناك بدأ رحلة الكفاح مبكرًا، إذ عمل في توزيع الخبز صباحًا وفي صالات الأفراح مساءً أثناء دراسته، التحق بالمعهد العالي للسينما وتخرّج عام 1970، ثم عمل مساعدًا لمخرجين كبار أمثال شادي عبد السلام ويوسف شاهين، من قلب هذه التجارب، تشكّلت ملامح أسلوبه السينمائي الذي يجمع بين الصدق الفني والانحياز الواضح للناس.

عاطف الطيب

أفلام عاطف الطيب التي يرصدها موقع تحيا مصر لم تكن مجرّد حكايات، بل كانت مرايا لواقع مؤلم، بدءًا من "سواق الأتوبيس" الذي قدّم فيه معاناة الطبقة الكادحة في صراعها للبقاء، مرورًا بـ"البريء" الذي واجه فيه وحشية السلطة، و"الزمار" الذي اصطدم بالرقابة، و"الهروب" الذي صوّر العلاقة الملتبسة بين المواطن والدولة، وصولًا إلى "ناجي العلي"، الفيلم الذي أثار عواصف سياسية واتُّهم فيه بالخيانة.

عاطف الطيب يتعرض لمؤامرة

لكن طريق عاطف الطيب لم يكن مفروشًا بالورود، فقد تعرّض لحرب خفية من داخل الوسط السينمائي ذاته، وواجه مؤامرات من بعض المنتجين وصنّاع القرار الذين حاولوا عرقلته، وقال طارق الشناوي في أحد لقاءاته: "“عاطف وجيله قوبلت نجاحاتهم بقدر كبير من الهجوم العنيف من مخرجين أكبر سنًا، وأشاعوا أنهم يقدمون ما سُمي وقتها بـ أفلام الصراصير الصراع تحول إلى معركة حياة أو موت، وتصدر عاطف قائمة المغضوب عليهم السوداء”.

حتى داخل مواقع التصوير، لم تخلُ الأمور من التوتر، إذ نشب خلاف شهير بينه وبين النجم أحمد زكي أثناء تصوير فيلم "ضد الحكومة" حين أصرّ زكي على تقديم مشهد المرافعة بشكل مختلف، لكن الطيب أصرّ على رؤيته الفنية التي تُعلي من قيمة الموضوع لا النجم، وهو ما أثار جدلاً في الكواليس.

كانت حياة عاطف الطيب الشخصية امتدادًا طبيعيًا لأفلامه، إذ عاش ببساطة ورفض المظاهر، حتى عندما اشتد عليه المرض وأصيب بمضاعفات في القلب بسبب حُمّى روماتيزمية قديمة ومرض السكري، رفض السفر للعلاج على نفقة الدولة، مؤكّدًا أن هناك من هو أَولى منه بالعلاج، رحل في 23 يونيو 1995 عن عمر 47 عامًا، وهو يُنجز فيلمه الأخير "جبر الخواطر"، الذي أكمله المونتير محسن متولي بعد وفاته.

عاطف الطيب في ذاكرة السينما المصرية

ورغم الرحيل المبكر، يبقى عاطف الطيب حاضرًا في ذاكرة السينما المصرية، لا فقط كصانع أفلام، بل كصوت ضمير، حرّك الكاميرا نحو الإنسان لا النجم، نحو الألم لا اللمعان، وفي زمن غلبت فيه البهرجة على المضمون، تبدو أفلام الطيب أكثر حضورًا من أي وقت مضى، شاهدة على مخرج اختار أن يكون مع الناس لا فوقهم، ودفع ثمن هذا الخيار فنيًا وشخصيًا، لكنه كسب خلودًا لا تمنحه الجوائز، بل تمنحه الحقيقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق خطط إثرائية باستخدام الذكاء الاصطناعي لخدمة قاصدي الحرمين الشريفين
التالى «جولة دبلوماسية جديدة».. وزير خارجية إيران يزور مصر ولبنان الأسبوع المقبل