8000 أسرة في الظلام.. انهيار شبكة الكهرباء في إسرائيل وشلل بالمرافق العامة

8000 أسرة في الظلام.. انهيار شبكة الكهرباء في إسرائيل وشلل بالمرافق العامة
8000
      أسرة
      في
      الظلام..
      انهيار
      شبكة
      الكهرباء
      في
      إسرائيل
      وشلل
      بالمرافق
      العامة

في أعقاب التصعيد العسكري غير المسبوق بين إيران وإسرائيل مطلع يونيو 2025، تبرز أزمة انقطاع الكهرباء كواحد من أبرز التحديات التي تواجه المجتمع الإسرائيلي.

 وفق تصريحات وزير الطاقة الإسرائيلي، انقطعت التيار الكهربائي عن 8,000 منزل في مدينة أسدود وحدها بعد استهدافها بالصواريخ الإيرانية، ما يشكل نموذجاً مصغراً لأزمة طاقة أوسع تضرب "الأراضي المحتلة".

هذه الانقطاعات ليست مجرد أعطال فنية عابرة، بل نتاج تدمير ممنهج للبنى التحتية الحيوية، حيث أعلنت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية أن نحو 240 مبنى تضم أكثر من 2,000 شقة سكنية دُمّرت أو تضررت بشدة جراء الضربات الصاروخية منذ 13 يونيو، بما في ذلك شبكات توزيع الكهرباء المتشابكة مع هذه المباني.

هجمات استراتيجية على مرافق الطاقة

ركزت الهجمات الإيرانية على محاور حيوية في المنظومة الكهربائية الإسرائيلية. فبالإضافة إلى أسدود، استُهدفت محطات توليد الكهرباء في حيفا ورامات غان وأسدود، ما تسبب في انقطاعات متتالية عن عدة مناطق سكنية وصناعية وفق وسائل إعلام عبرية.

 تأثرت مدينة تل أبيب بشكل خاص، حيث خلّف سقوط صاروخ باليستي إيراني بالقرب من مجمع تكنولوجي يضم مكتباً لشركة مايكروسوفت حرائق متصاعدة أضرّت بخطوط الكهرباء المحيطة، وفقاً لبيانات خدمات الطوارئ الإسرائيلية "نجمة داوود الحمراء". 

كما تعرضت منشأة "بازان" للصناعات البتروكيماوية في حيفا – التي تُعد مصدراً حيوياً لمدخلات الصناعات المحلية – لأضرار جسيمة في بنيتها التحتية، ما عطّل خطوط أنابيب الطاقة المرتبطة بها وأجبر الشركة على وقف عمل أقسام كبيرة منها.

تحول انقطاع الكهرباء إلى أزمة إنسانية متعددة الأبعاد

في القطاع الصحي تضررت 5 مستشفيات إثر الهجمات، واضطرت إلى الاعتماد على المولدات الاحتياطية التي تواجه نقصاً حاداً في الوقود، فيما أدى تحطم النوافذ الزجاجية في هذه المرافق إلى تعريض المرضى – خاصةً ذوي الحالات الحرجة – لصعوبات سريرية، وفقاً لتصريحات رئيس جمعية الهلال الأحمر الإيراني (المتضامن مع الوضع الإسرائيلي في سياق التغطية).

اومن حيث لخدمات الأساسية توقفت مضخات المياه في عدة مدن بسبب انقطاع التيار، ما دفع البلديات إلى تنظيم توزيع المياه عبر صهاريج متنقلة، كما توقف تشغيل أنظمة التبريد في ظل ارتفاع درجات الحرارة الصيفية، مما زاد من معاناة النازحين الذين يقدر عددهم بـ 9,000 شخص فقدوا منازلهم.

كما ضرت الصواريخ الإيرانية الاقتصاد المحلي عن طريق توقف خطوط الإنتاج في المناطق الصناعية بأسدود وحيفا، خاصةً في قطاعات التكنولوجيا الفائقة التي تعتمد على استقرار الطاقة، فيما  كشفت تقارير صحفية عن خسائر أولية تقدر بمئات الملايين من الدولارات جراء توقف المصانع وتعطل سلاسل التوريد.

جهود الإصلاح.. عقبات لوجستية وأمنية

واجهت فرق الإصلاح التابعة لشركة الكهرباء الإسرائيلية تحديات جسيمة أبرزها: صعوبة الوصول إلى المواقع المتضررة بسبب استمرار القصف الصاروخي المتقطع، خاصةً في مدن الجنوب مثل أسدود وبئر السبع، ونقص قطع الغيار اللازمة لإصلاح المحولات الرئيسية المدمرة، حيث تعتمد إسرائيل على استيراد 70% منها من أوروبا والولايات المتحدة، وتعطلت الشحنات الجوية بعد إغلاق المجال الجوي الإسرائيلي وإيقاف مطار بن جوريون.

أما مراكز الإيواء فقد استقبلت آلاف النازحين، مما زاد الضغط على شبكات الكهرباء المحلية فيها. وقد أشار اتحاد السلطات المحلية الإسرائيلي إلى أن الحكومة اضطرت لإيواء جزء من النازحين في فنادق، بينما انتقل آخرون إلى منازل أقاربهم، مما خلق أحمالاً غير متوقعة على الشبكة في مناطق كانت أقل تأثراً بالهجمات.

السياق الجيوسياسي لأزمة الطاقة

تُعد هذه الأزمة حلقة في حرب أوسع تستخدم فيها إيران سلاح استهداف البنية التحتية كردّ استراتيجي. فقد صرّح وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس بأن طهران "تجاوزت الخط الأحمر باستهداف المدنيين"، في إشارة إلى ضرب شبكات الكهرباء والمياه. 

ومن جهتها، حذّرت إيران من أن أي هجوم على منشآتها النووية سيُقابل بـ"ردّ ساحق"، وفقاً لتصريحات القائد الجديد للحرس الثوري محمد باكبور ، مما يضع قطاع الطاقة الإسرائيلي كرهينة في دائرة التصعيد المتبادل.

وتشير تقديرات الخبراء إلى أن استعادة استقرار الشبكة الكهربائية قد تستغرق شهوراً، خاصةً مع استمرار التهديد الصاروخي، فيما حذّرت كارنيت فلوج، الحاكمة السابقة لبنك إسرائيل، من أن "العامل الحاسم الذي سيحدد تكلفة الحرب هو مدتها.. إذا امتدت لأسبوعين أو شهر، فستكون قصة مختلفة تماماً"، ما يعكس آثار الصواريخ التي تمتد إلى ما بعد الدمار المادي المباشر، لتمسّ جوهر الحياة اليومية لمئات الآلاف من المدنيين.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق محلية النواب تناقش طلبات إحاطة حول تأخر مشروعات خدمية وتقنين أوضاع الأراضي في جنوب سيناء بحضور المحافظ
التالى أشرف صبحي وزير الشباب: نسعى لتطوير الرياضة الجامعية على المستويين القاري والدولي