لماذا لا تتدخل روسيا لإنقاذ إيران من الهجوم الأمريكي الإسرائيلي؟

أكد تقرير أمريكي، وجود ترقب لموقف ورد روسيا على طلب المساعدة من إيران، بعد أن قصفت الولايات المتحدة منشآت طهران النووية، أمس، مشيرًا إلى أن موسكو قد لا تسارع إلى تقديم يد العون لحليفتها.

وبحسب تقرير لشبكة “CNBC” الأمريكية أدت الهجمات على المواقع النووية الإيرانية، التي وصفها الرئيس دونالد ترامب بأنها "إبادة"، إلى سعي طهران نحو طلب الدعم من حلفائها القلائل على الساحة العالمية فقد توجه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى موسكو اليوم لإجراء "مشاورات جادة" مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول كيفية الرد على الهجمات.

لماذا تخلت روسيا عن إيران في مواجهة إسرائيل وأمريكا

وأشار التقرير إلى أن  إيران ساعدت روسيا بطائرات عسكرية بدون طيار طوال الحرب في أوكرانيا، لكن المحللين يقولون الآن إن موسكو قد لا تملك الكثير من القدرة أو الإرادة للرد بالمثل.

وقال هولغر شميدينغ، كبير الاقتصاديين في بنك بيرينبرغ، إن إيران دعمت حرب بوتين ضد أوكرانيا دعمًا هائلًا بالأسلحة والتكنولوجيا، وخلال زيارته إلى موسكو، قد يطلب “عراقجي” الآن من موسكو ردّ الجميل".

وأضاف: "مع ذلك، ربما لا يملك بوتين الكثير ليقدمه سوى بعض الكلمات. فهو بحاجة إلى أسلحته بنفسه لمواصلة حرب أوكرانيا"، مشيرا إلى أنه يتعين على روسيا أن توازن بين استرضاء حليفتها إيران ومساعدتها، والحفاظ على رضا الولايات المتحدة، في سعيها لإعادة بناء علاقاتها مع إدارة دونالد ترامب الصديقة لروسيا.

وقال شميدينغ: "إذا أزعج بوتين ترامب بشأن إيران بأي شكل من الأشكال، فقد يغير ترامب موقفه ويفرض عقوبات صارمة جديدة على روسيا أو يُضعف موقف بوتين بطرق أخرى"، واخذا حتى الآن، كان رد موسكو على الأزمة المتصاعدة خافتًا، حيث دعت روسيا إيران وإسرائيل إلى التفاوض على حل سلمي للأزمة.

ووفق الشبكة يرى محللون أن الصراع الإيراني قد يعزز موقف روسيا في أوكرانيا بشكل طفيف، إذ يصرف انتباه الغرب وربما موارده عن أوكرانيا كما أن ارتفاع أسعار النفط قد يعني زيادة عائدات التصدير لخزائن الحرب الروسية، المنتجة للنفط.

خسائر روسيا جراء ضرب إيران

وفي الوقت نفسه، تراقب روسيا ضعف حليف آخر في الشرق الأوسط، مما يُضعف موطئ قدمها في المنطقة. وقد شهدت روسيا بالفعل انهيار تحالف قيّم مؤخرًا بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد في سوريا العام الماضي، مما وضع مستقبل قواعد موسكو الجوية والبحرية في البلاد موضع شك.

كذلك ستخسر روسيا المزيد من الاستثمارات المربحة ومشاريع البنية التحتية إذا ما تزعزع استقرار إيران بشدة. والسؤال المطروح الآن بالنسبة لموسكو هو إلى أي مدى ستربح أو تخسر بمساعدة إيران أو التخلي عنها.

هل تدعم روسيا إيران في مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة

وقال نيكيتا سماجين، الخبير في السياسات الخارجية والداخلية الإيرانية في مركز كارنيغي روسيا أوراسيا، إن موسكو نفسها مترددة في اتخاذ قرار بشأن حرب جديدة في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أنه من ناحية، استثمرت روسيا بكثافة في مشاريع مختلفة في إيران على مدى السنوات الثلاث الماضية، وقد تذهب جميعها سدىً الآن وفي الوقت نفسه، تأمل موسكو في الاستفادة من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط من خلال ارتفاع أسعار النفط وتراجع الاهتمام بأوكرانيا.

لكن استبعد سماجين إمكانية تقديم روسيا أي مساعدة عسكرية لإيران، قائلًا إن المشكلة الأكبر بالنسبة لموسكو هي التهديد الذي تواجهه جميع المشاريع الإيرانية التي استثمرت فيها بنشاط مؤخرًا، بما في ذلك مشاريع النفط والغاز والبنية التحتية وطرق النقل.

وقال سماجين إنه قبل أيام قليلة من بدء العملية الإسرائيلية، صرّح السفير الإيراني في موسكو بأن روسيا ستكون أكبر مستثمر أجنبي في البلاد في عام 2024، فيما تقدر الاستثمارات الروسية بنحو 2.76 مليار دولار في العام السابق وكانت موسكو تخطط لاستثمار حوالي 8 مليارات دولار في مشاريع النفط والغاز وحدها، لكن الآن، أصبح مستقبل هذه المشاريع موضع شك.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق بين الولاء والانقسام: الزوجان ميلر في قلب صراع ترامب وماسك
التالى «جولة دبلوماسية جديدة».. وزير خارجية إيران يزور مصر ولبنان الأسبوع المقبل