قال الدكتور أحمد خطاب، مدير المعهد القومى للاتصالات، إن المعهد يعمل على تنفيذ ما يزيد على ٢٠ مبادرة قومية، تستهدف النشء والخريجين، لتدريبهم على الذكاء الاصطناعى وشبكات الجيل الخامس والأمن السيبرانى، وتتضمن التدريب من أجل التوظيف ودعم العمل الحر وبناء كوادر فى مجالات تكنولوجيا المستقبل.
وأوضح «خطاب»، فى حوار مع «الدستور»، أن برنامج التدريب من أجل التوظيف مدته ٤ أشهر، بالتعاون مع نحو ٧٤ شركة مصرية وعالمية، ويبدأ الأمر بتحديد احتياجات سوق العمل ثم تصميم المناهج، وهناك تدريب عملى لمدة شهر، ويحظى الخريجون بشهادات دولية.
ولفت إلى أن التدريب لا يقتصر على التخصصات التقنية، بل يشمل خريجى معظم الكليات الأخرى، مشيرًا إلى أن التدريب يصل إلى كل المحافظات من الإسكندرية إلى أسوان، منوهًا بأن هناك بعض الشباب من أسوان استطاعوا الحصول على فرص عمل عن بُعد مع شركات يابانية، وآخرين من الشرقية عملوا مع شركات سويسرية.
■ بداية.. ما أبرز جهود المعهد القومى للاتصالات حاليًا؟
- المعهد القومى للاتصالات يعد إحدى أذرع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وينفذ استراتيجية الدولة للتحول الرقمى وبناء القدرات البشرية.
نعمل حاليًا على تنفيذ أكثر من ٢٠ مبادرة قومية، تستهدف فئات مختلفة من المجتمع، بداية من النشء إلى الخريجين، وتشمل مجالات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعى وشبكات الجيل الخامس والأمن السيبرانى وغيرها.
دور المعهد لم يعد مقتصرًا على التدريب الأكاديمى، بل أصبح مركزًا متكاملًا لتطوير الكفاءات وتقديم الاستشارات التكنولوجية والبحث العلمى.
المبادرات تغطى مسارات متعددة؛ منها التدريب من أجل التوظيف ودعم العمل الحر وبناء كوادر فى مجالات تكنولوجيا المستقبل وتنمية المهارات الرقمية لموظفى الدولة والقطاع الخاص.
على سبيل المثال، ننفذ برامج تدريبية متخصصة تستهدف بناء المهارات اللازمة لوظائف المستقبل، مثل الذكاء الاصطناعى والأنظمة المدمجة والحوسبة السحابية وشبكات الاتصالات الحديثة، كذلك نعمل على رفع وعى المجتمع بأهمية الأمن السيبرانى، ونعمل على برامج توعوية وتدريبية للنشء والأسر من خلال أكاديمية الأمن السيبرانى التى أطلقها المعهد لهذا الغرض.
■ كيف يجرى تنفيذ برنامج التدريب من أجل التوظيف؟
- برنامج التدريب من أجل التوظيف يُعد من أبرز برامج المعهد، مدته ٤ أشهر، ونتعاون خلاله مع أكثر من ٧٤ شركة متخصصة مصرية وعالمية تمثل القطاع الخاص.
نبدأ بتحديد احتياجات سوق العمل مع هذه الشركات، ثم نصمم المناهج التدريبية بالتعاون مع خبراء من الشركات والمعهد، ويحظى المشاركون بتدريب عملى مكثف، ويحصلون على شهادات دولية من خلال شراكاتنا مع ١٣ أكاديمية عالمية.
كما يخوض المشاركون مقابلات تقييم فى اللغة الإنجليزية والمهارات التقنية والمهارات الشخصية، وبعد انتهاء التدريب النظرى يحظى المشاركون بتدريب عملى لمدة شهر كامل داخل الشركات، ونفخر بأن البرنامج يحقق نسبة توظيف تجاوزت ٩١.٣٪، دون أى دعاية، لأن الشركات تشارك فى بناء المتدرب من البداية وتكون مستعدة لتوظيفه فورًا.
■ هل البرامج موجهة فقط لخريجى كليات الهندسة والحاسبات؟
- البرامج لدينا لا تقتصر على التخصصات التقنية فقط، فلدينا برامج مخصصة لخريجى معظم الكليات الأخرى، مثل التجارة والسياحة والتربية النوعية وغيرها. برنامج «وظيفة- تك» مثلًا، يجرى تنفيذه بالتعاون مع بنك ناصر الاجتماعى، ويؤهل خريجى التجارة للعمل فى نظم إدارة المؤسسات «ERP»، ويحقق نسبة توظيف تتجاوز ٩٥٪، وهذا يعكس اهتمامنا بتقديم حلول تدريبية تتناسب مع كل التخصصات وتناسب جميع فئات الخريجين للانطلاق إلى الأسواق ليست المحلية فقط بل والعالمية أيضًا.
■ هل يصل التدريب لكل المحافظات أم أنه فى القاهرة فقط؟
- هناك توجيهات واضحة من الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بعدم تمركز التدريب فى القاهرة فقط.
المعهد القومى للاتصالات متواجد فى كل محافظات الجمهورية من خلال مراكز «إبداع مصر الرقمية - كريتيفا» التابعة لوزارة الاتصالات، والتى تعمل كبيئات حاضنة للكفاءات.
ونؤمن بأن أبناء مصر فى كل مكان يستحقون نفس الفرصة، لذلك وفرنا برامج تدريبية بنفس الجودة متاحة لكل الخريجين من أسوان إلى الإسكندرية.
■ ما تفاصيل مبادرة «شباب مصر الرقمية»؟
- مبادرة «شباب مصر الرقمية»، المعروفة باسم «i-Lance»، تستهدف دعم فئة الشباب الباحثين عن فرص فى سوق العمل الحر.
كما بدأنا بدراسة شاملة للوظائف المتاحة على منصات العمل الحر العالمية، وحددنا المهارات المطلوبة بدقة، وندرب المشاركين على المهارات التقنية، مثل الذكاء الاصطناعى والبرمجة وتطوير المواقع والتصميمات الإلكترونية، ثم نُدرّبهم أيضًا على كيفية إنشاء حسابات احترافية وتسويق خدماتهم وإدارة أعمالهم عبر الإنترنت، والشركات الشريكة معنا تلتزم بتقديم جلسات تدريبية لمدة أسبوع، ثم تقدم دعمًا فنيًا وتوجيهًا لمدة شهرين. وفاقت نسب الحصول على أعمال «GIGs- عمل تقنى حر» نسبة ٧٦٪ من المتدربين أثناء فترة الدعم والتوجيه.
■ هل هناك أمثلة على نجاح البرنامج؟
- بالفعل، لدينا قصص نجاح ملهمة؛ هناك شباب من أسوان استطاعوا الحصول على فرص عمل عن بُعد مع شركات متخصصة فى اليابان، وآخرون من الشرقية عملوا مع شركات فى سويسرا، وبعضهم من خريجى كليات مثل تربية نوعية وسياحة وفنادق، ما يؤكد أن العمل الحر أصبح متاحًا لكل التخصصات، طالما توافرت المهارة.
■ ما الدعم الذى يوفره المعهد للمتدربين؟
- عقدنا اتفاقية مع بنك ناصر الاجتماعى لتوفير قروض ميسّرة تمكن الطالب من شراء كمبيوتر محمول «لاب توب» له مواصفات تقنية عالية جدًا، تساعد الطالب فى الدراسة أثناء الالتحاق بالبرامج التدريبية، وإنجاز العمل الحر، وذلك من خلال شروط ميسّرة جرى الاتفاق عليها مع بنك ناصر ومتاحة على موقعنا الإلكترونى، ونساعد الشباب على الاستفادة من هذه الفرص دون أعباء مالية كبيرة.
■ كيف يمكن للشباب التواصل معكم؟
- إضافة لموقع المعهد الرسمى، لدينا حضور نشط على جميع المواقع والتطبيقات الشهيرة، مثل «فيسبوك، وتليجرام، ولينكد إن، ويوتيوب». وننشر كل تفاصيل البرامج والفئات المستهدفة والشروط وخطوات التقديم بشكل دورى.
كما أن العديد من صناع المحتوى بدأوا فى الحديث عن برامج المعهد، وهو ما يعكس صدى جهودنا وجهود وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على أرض الواقع.
■ هل هناك برامج خاصة بموظفى الحكومة والقطاع الخاص؟
- نعم، بالتعاون مع قطاع التطوير المؤسسى فى الوزارة، نقدم برامج احترافية لموظفى الجهاز الإدارى للدولة فى مختلف المجالات، مثل الذكاء الاصطناعى والبنية التحتية التكنولوجية والتحول الرقمى والأمن السيبرانى وتحليل البيانات. كما أطلقنا برنامجًا عامًا لتعليم أدوات الذكاء الاصطناعى، موجهًا لكل فئات الشعب المصرى الذى يستخدم هذه الأدوات بالفعل فى أعماله.
■ ما دور المعهد فى المناطق التكنولوجية؟
- المعهد له تواجد فى المناطق التكنولوجية الرئيسية، مثل بنى سويف وأسيوط، ونُنفذ من خلالها رؤية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بإنشاء منظومة متكاملة تشمل التدريب والابتكار والتصنيع والتشغيل، وهذه المناطق تساعد على توفير فرص تدريب عملى حقيقية واعدة من خلال ربط المتدرب بالشركات داخل نفس البيئة.
■ ما الذى يلهمك للاستمرار فى دعم الشباب والتعليم رغم التحديات؟
- رؤية شاب يبدأ من لا شىء، ويصل إلى العالمية، هو أعظم حافز. أشعر بأننا نترك أثرًا حقيقيًا فى حياة الناس، وهذا هو جوهر الرسالة.
■ ما نصيحتك للشباب؟
- أقول لكل شاب: «طوّر نفسك باستمرار، حتى لو لم يُطلب منك ذلك، فالعالم يتغير بسرعة، والمهارات التى تمتلكها اليوم من الممكن أن تكون غير كافية غدًا. التعلم المستمر هو ضمانك الوحيد للبقاء فى المقدمة. ولا تنتظر الفرصة بل اصنعها». وأقول لهم إن النجاح الحقيقى هو أن تكون مفيدًا لنفسك ولمجتمعك فى آنٍ واحد.
ما أبرز جهود المعهد فى مجال الأمن السيبرانى؟
- أطلقنا أكاديمية «الأمن السيبرانى للنشء» لتوعية الأطفال والشباب بخطورة الإنترنت غير الآمن، وبدأت كمبادرة توعوية، ثم تطورت لتصبح تدريبًا احترافيًا مع استكشاف مواهب تستحق الرعاية والدعم. الأكاديمية تستهدف الفئة العمرية من ١٢ سنة وصولًا إلى خريجى الجامعات، فى ثلاث مراحل، ولدينا برامج مهنية للعاملين فى الحكومة والقطاع الخاص فى مجال الأمن السيبرانى، ويجرى تنفيذ بعضها فى عطلة نهاية الأسبوع لتناسب أوقات العمل.
