قال الكاتب الصحفي عادل حمودة، إن حواره مع العالم هربرت ماركيوز، مؤسس فكر اليسار الجديد، جاء بالصدفة، حيث كانوا يجلسون في الشارع ويأكلون العيش الفرنسي فقط بدون أي شيء، واختلط الفرنسيون باللبنانيين، مشيرًا إلى أنه كانت هناك شخصية قريبة منه، وهي شابة معترضة تعيش في فرنسا، وقالت: نعمل حوارًا معه، فذهبا إليه وأجريا الحوار، وكتبه حمودة وأرسله إلى المجلة التي يحبها، وهي روزاليوسف.
وأضاف "حمودة"، خلال حواره ببودكاست "كلام في الثقافة"، والمذاع عبر فضائية "الوثائقية"، أنه فوجئ بعدها بزميل ليبي يحضر له المجلة ويبلغه بأن الحوار منشور، ووجد أن الكاتب صلاح حافظ قدمه في الحوار مع الرجل الذي كان يترقب العالم كله ما يعمله، موضحًا أن هربرت ماركيوز سمي "نبي اليسار الجديد" لأن اليسار كان قد فقد صلاحيته، خاصة في الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أصبح العمال جزءًا منه، ولديهم دخل عال وسيارة وتأمين اجتماعي وصحي، وبالتالي لم يعد هناك "بروليتاريا" أو صدام طبقي، وقال ماركيوز إن المعارضين الحقيقيين يجب أن يكونوا من الزنوج وربات البيوت الذين لا يمكن التحكم في دخولهم.
وتابع، أن صلاح حافظ قدم الحوار تقديمًا كبيرًا، ثم قال إن الشاب الذي أجرى الحوار وقع في براثن رجل صنعته المخابرات الأمريكية، مشيرًا إلى أنه لم يقصد أنه يصفه بالعميل، ولكنه خدع بكونه صحفيًا شاطرًا، وقدمه بشكل جيد، لكنه انتقده لأنه أجرى حوارًا مع "نبي اليساريين الجديد"، باعتبار أن حافظ كان من جيل الشيوعيين التقليديين، وكان يرى أن أي تغيير في النظرية الشيوعية يعد انحرافًا.
ووصف "حمودة" صلاح حافظ بأنه كان موهوبًا موهبة غير طبيعية، وصانع صحف من طراز فريد، وأستاذه الذي "علمه مليون حرف"، وقال عنه: "لم أسر له عبدًا ولكن سرت صديقًا"، مؤكدًا أن الصحافة المصرية لن تحظى بمثله لأنه كان يمتاز بالتواضع ولا يظهر موهبته.
رده على صلاح حافظ
وأشار "حمودة" إلى أنه عاد إلى مصر ووجد أن المكان الوحيد الذي يمكنه الرد فيه كان مجلة "الشباب العربي" التي تصدر عن منظمة الشباب، ففتحوا النار عليه، قائلين: "أنتم سلمتم أنفسكم كحركة يسارية"، مشيرًا إلى أن "حافظ"، قال إنه قرأ الرد في مجلة الشباب، ووصفها بأنها "مجلة عواجيز"، فرد عليه "حمودة" بأنهم يريدون صحافة فيها صور عارية كالتي تنشر في روزاليوسف، فرد "حافظ"، بأن المجلة ليست عجوزة فقط، ولكنها عصبية جدًا، لافتًا إلى أنهم كانوا يطبعون مجلة الشباب في روزاليوسف نفسها.