الصين وروسيا وكوريا الشمالية على خط المواجهة
نفذت الولايات المتحدة ضربات جوية غير مسبوقة على ثلاث منشآت نووية إيرانية رئيسية (فوردو، نطنز، أصفهان)، مستخدمةً قاذفات "بي-2" المتطورة وقنابل "جي بي يو-57" الخارقة للتحصينات بوزن 30 ألف رطل لكل منها.
جاءت الضربة في اليوم العاشر من الحرب المفتوحة بين إسرائيل وإيران، مما أثار تساؤلاتٍ حادةً حول احتمال تدخل قوى دولية كبرى مثل روسيا والصين، ودول إقليمية مثل باكستان وكوريا الشمالية، في الصراع المتصاعد.
الموقف الروسي.. تحذيرات وتهديدات غير مباشرة
أظهرت روسيا موقفاً حذراً لكنه منحاز ضد التصعيد الغربي، فقبل الضربة الأمريكية، أكد الرئيس فلاديمير بوتين في تصريحات نقلتها "دويتشه فيله" أن إيران "ليس لديها نوايا لامتلاك أسلحة نووية"، محاولاً تفنيد المبررات الإسرائيلية والأمريكية للهجوم 10.
كما حذرت موسكو واشنطن في تقارير غير رسمية من "عواقب كارثية" إذا تورطت أمريكا مباشرةً في الحرب، مشيرةً إلى أن انهيار النظام الإيراني سيهدد مصالح روسيا في الشرق الأوسط، خاصةً في ظل التعاون العسكري والتجاري بين البلدين، بما في ذلك مشاريع الطاقة والدفاع المشتركة، ورغم ذلك، لم تُعلن روسيا أي تحركات عسكرية ملموسة حتى الآن، مما يشير إلى أن تدخلها قد يبقى دبلوماسياً أو عبر وكلاء مثل حزب الله.
الصين.. المصالح الاقتصادية فوق المواجهة
وفقاً لتحليل نشرته "القدس"، فإن أي تدمير للنظام الإيراني سيعطل المصالح الاقتصادية الصينية ويقطع إمدادات الطاقة الحيوية، ما دفع بكين إلى الضغط سراً على طهران وواشنطن لوقف التصعيد.
في الوقت نفسه، تجنبت الصين التهديدات العسكرية المباشرة، واقتصرت على دعوات دبلوماسية عبر الأمم المتحدة لـ"خفض التصعيد". يُعتقد أن بكين لن تخاطر بمواجهة مفتوحة مع أمريكا إلا إذا تعرضت مصالحها الحيوية في الخليج لتهديد وجودي، مثل إغلاق مضيق هرمز أو تدمير منشآت بوشهر النووية القريبة من الحدود الصينية التجارية.
باكستان.. الخوف من الفوضى على الحدود
على الرغم من العلاقات العسكرية بين باكستان وإيران، بما في ذلك تمارين مشتركة وتجارة حدودية، فإن إسلام آباد اتخذت موقفاً محايداً حتى الآن. وفقاً لمراقبين، فإن باكستان تواجه أزمات داخلية اقتصادية وأمنية تجعلها غير راغبة في الانخراط في حرب إقليمية. كما أن لديها تحفظات على البرنامج النووي الإيراني بسبب التنافس التاريخي مع طهران. رغم ذلك، قد تضطر إلى التدخل محدوداً إذا امتدت الضربات إلى مناطق قريبة من حدودها أو إذا تدفق لاجئون إيرانيون بأعداد كبيرة، وهو سيناريو حذرت منه الأمم المتحدة.
كوريا الشمالية: دعم صاروخي وتهديدات استباقية
تظهر كوريا الشمالية كحليف غير متوقع قد يلعب دوراً محورياً في الأزمة. ففي تصريح نقلته وكالة يونهاب الكورية الجنوبية ، أدانت وزارة الخارجية الكورية الشمالية الضربة الأمريكية ووصفتها بأنها "إرهاب دولة"، مؤكدةً أن "أي هجوم على سيادة إيران هو هجوم على سيادة كل الدول المناوئة للإمبريالية".
المصادر العسكرية الغربية (مثل مركز ستيمسون للدراسات) تشير إلى أن بيونج يانج قد تقدم دعماً تقنياً سرياً لإيران عبر خبراء صواريخ باليستية، خاصةً في تطوير أنظمة مثل "شهاب-3" المستوحاة من تصاميم كورية شمالية.
التداعيات الإقليمية.. الحلفاء يدخلون الخط الأمامي
الحوثيون في اليمن هددوا مباشرةً باستهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر، ووصفوا الضربة بأنها "عدوان سافر"، وأعلنوا أن قواتهم في حالة تأهب قصوى.
وأدانت حركة حماس الضربة الأمريكية ووصفتها بـ"الغاشمة"، بينما أعلن حزب الله أن "كل الخيارات مفتوحة للرد" بعد مقتل أحد قادته في ضربة إسرائيلية على إيران.
ردود الفعل الدولية
وعبرت السعودية عن "قلق بالغ" لكنها طمأنت مواطنيها بعدم رصد أي إشعاعات نووية، بينما رفعت الكويت وقطر مستوى المراقبة الإشعاعية.
سيناريوهات التصعيد: أين تكمن نقطة الانفجار؟
هدد الحرس الثوري باستهداف القواعد الأمريكية في المنطقة، ووصفها بأنها "نقاط ضعف"، خاصةً في العراق وسوريا، كما أطلقت طهران موجتين صاروخيتين على إسرائيل بعد الضربة، مما يشير إلى أن المواجهة ستستمر.
وإذا دمرت الضربات الأمريكية البنية التحتية النووية الإيرانية بالكامل، قد تقدم موسكو وبكين دعوماً تقنياً أو استخباراتياً متقدماً لإيران، أو حتى توريد أنظمة دفاع جوي متطورة كبديل لتلك التي دمرتها الضربات.
ومع تهديد الحوثيين بمهاجمة السفن الأمريكية، قد تشهد البحر الأحمر والمحيط الهندي مواجهات تهدد 30% من التجارة العالمية العابرة لمضيق هرمز.
الخطر النووي.. كارثة بيئية تلوح في الأفق
أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها "لم ترصد زيادة في الإشعاعات" بعد الضربات، لكنها تعقد اجتماعاً طارئاً لمجلس محافظيها غداً.
الخبراء يحذرون من أن ضرب مفاعل مثل بوشهر (لم يستهدف بعد) قد يتسبب بتسرب إشعاعي يصل إلى دول الخليج عبر الرياح، ويعطل محطات تحلية المياه لمدة سنوات .