في الوقت الذي تتصاعد فيه وتيرة التوتر بين إيران وإسرائيل، بدأت الآثار الاقتصادية تظهر تدريجيًا على سطح المشهد الإقليمي، مع إلغاء عدد من الرحلات الجوية، وتجميد قرارات استثمارية، وسط حالة من القلق والترقب.
وباتت الحرب التي لم تعرف حدودًا بعد، تهدد بنسف استقرار الأسواق، وعرقلة حركة التجارة والطيران، في منطقة تعتمد في جزء كبير من اقتصادها على تدفق رأس المال والسياحة، وهو ما يرصده تحيا مصر.
التبعات الاقتصادية للحرب تُلقي بظلالها على أكثر من قطاع
شهدت الأيام الماضية تحولات متسارعة في خريطة المخاطر الجيوسياسية بالمنطقة، مع تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، وفي ظل غياب مؤشرات على تهدئة وشيكة، بدأت التبعات الاقتصادية تُلقي بظلالها على أكثر من قطاع.
خبير اقتصادي: استمرار هذا التصعيد سيحد من مزيد من الاستثمارات ومزيد من حركة التجارة ومزيد من حركة الطيران
وفي تصريح خاص لـ خالد الشافعي الخبير اقتصادي، قال: إن استمرار هذا التصعيد "سيحد من مزيد من الاستثمارات ومزيد من حركة التجارة ومزيد من حركة الطيران، كما أن عائدات السياحة ستتأثر، والعالم الآن على صفيح ساخن وكل الأمور قابلة للتغير نتيجة هذه الحرب".
شركات الطيران الخليجية والدولية تهشد مراجعة لخطط التشغيل في أجواء الشرق الأوسط
وتشهد بعض شركات الطيران الخليجية والدولية مراجعة لخطط التشغيل في أجواء الشرق الأوسط، حيث تم تعليق رحلات أو تغيير مساراتها، تجنبًا لأي مخاطر محتملة، في ظل ما يُوصف بأنه "عدم يقين استراتيجي" يهيمن على الأجواء السياسية والأمنية في المنطقة.
ويأتي ذلك في وقت حساس للأسواق الناشئة التي تعاني بالفعل من ضغوط تضخمية وتحديات تمويلية، فالمستثمرون يبحثون عن ملاذات آمنة، وهو ما يقلل شهية الاستثمار في المنطقة ويزيد من تقلبات الأسواق.
أثر مباشر على السياحة والتجارة
بعض التقارير تشير إلى أن شركات سياحة في الشرق الأوسط بدأت في تعديل خططها لموسم الصيف، بينما تُحجِم شركات الشحن عن المرور بمسارات بعينها في البحر الأحمر والخليج العربي، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على كلفة الشحن وسرعة التوريد.
في ظل هذا التصعيد المستمر، تبقى المنطقة رهينة التطورات العسكرية والسياسية، ما يجعل أي توقعات اقتصادية مؤقتة وقابلة للتغير بين لحظة وأخرى، ويبدو أن الحرب لن تؤثر فقط على من هم على خط المواجهة، بل ستمتد آثارها لتمس بنية الاقتصاد الإقليمي من جذوره، ما لم يتم احتواء الأزمة في أقرب وقت.