عاد اسم الفنان أحمد الفيشاوى لتصدر واجهة الاهتمام الجماهيري والإعلامي من جديد، بعد ظهوره المثير للجدل في بودكاست "حوارات مع عباس"، حيث أدلى بسلسلة تصريحات جريئة حول حياته الفنية والشخصية والروحية، في حوار امتد لنحو ساعة ونصف.
وعلى غير العادة، بدا الفيشاوي صريحًا وصادمًا في آنٍ واحد، كاشفًا عن أحلامه كمخرج، وعلاقته بالعزلة، وتجاربه مع موسيقى الراب، وصولًا إلى رؤيته للموت والحساب، وفي هذا التقرير، نرصد أبرز ما جاء في حديثه، والذي أثار موجة واسعة من التفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
أحمد الفيشاوى يثير الجدل من جديد
أكد الفيشاوي أن شغفه الحقيقي ليس التمثيل، بل الإخراج السينمائي، معتبرًا إياه الحلم الذي يعيش من أجله، قائلًا: "أنا لو ماعملتش أفلام، أموت أحسن… ده حلم حياتي"، موضحا أن الإخراج يمنحه تحكمًا كاملاً في العمل الفني، وهو ما لا يجده كممثل، حيث يكون مجبرًا على تنفيذ رؤية شخص آخر.
رفض فكرة الارتباط بمسلسلات طويلة، موضحًا أنه لا يستطيع الالتزام بشخصية واحدة لأشهر، وأن التكرار في الأداء يزعجه ويشعره بالملل، وأضاف: "الناس دلوقتي بتقول إني نجم شباك، والآراء دي أنا مجمعها من الناس ومن المخرج يوسف شاهين، اللي قال المسلسل زي الجورنال تقرأه وتمسح بيه الزجاج أو تحط فيه طعمية، بس الفيلم زي الكتاب هتقدسه في مكتبتك".
وتابع الفيشاوي: "أستاذ وحيد حامد قالي التلفزيون ده رغي، والأستاذ فاروق الفيشاوي قالي التلفزيون لا ذاكرة له، وأنا بنيت على الكلام ده كله أنك لو عملت مسلسل هتقعد على الكنبة تتفرج عليه، ولكن لو عملت فيلم هتلف العالم في المهرجانات وتشوف الدنيا".
أحمد الفيشاوي وموسيقى الراب
كشف الفيشاوي أنه بدأ مشواره الفني الحقيقي كمغني راب في سن 13، مؤكدًا أنه كان أول من قدم الراب باللهجة المصرية عام 1993، وأوضح أن اختياره للراب لم يكن عبثًا، بل لأنه الأقرب لطبيعة شخصيته المتمردة والصادمة للمجتمع في ذلك الوقت، واستطرد أن الراب كان وسيلة للتعبير عن مشاعر الغضب والرفض، ولم يكن مجرد تقليد للغرب أو موضة عابرة.
في النهاية عبر عن فخره بهذا المسار، مشددًا على أنه جزء لا يتجزأ من هويته الفنية، حتى وإن لم يكن متصدرًا له في السنوات الأخيرة.
تاتو أحمد الفيشاوي
فاجأ الفيشاوي جمهوره باعترافه بأنه يعيش في عزلة تامة منذ ست سنوات، حيث لا يتواجد اجتماعيًا إلا للضرورة، وقال إن هذا القرار اتخذه بوعي، لأنه يشعر بأن الاختلاط يشتته عن هدفه الفني، مضيفا: "أنا من الناس اللي بتشتغل أحسن وهي لوحدها… الهدوء هو اللي بيخليني أركز".
أكد أنه لا يشعر بالوحدة، بل يعتبر العزلة مساحة للتأمل والإنجاز، وبيئة مناسبة لكتابة مشروعاته السينمائية.
كما عبر عن عدم خشيته من الموت وحيدًا، وقال إنه يفضّل ذلك، لأنه يكره أن يكون عبئًا على الآخرين في أيامه الأخيرة.
ورغم الصورة العامة عنه كشخص صادم أحيانًا، كشف الفيشاوي عن جانب روحي عميق في شخصيته، قائلًا: "نفسي أروح الجنة.. وأشوف وجه الله الكريم.. أنا مؤمن بالله جدًا"، وأشار إلى أنه يؤمن بالآخرة ويخشى الحساب، ويحاول تصحيح أخطائه بطريقته الخاصة، حتى وإن لم يكن مثاليًا، مؤكدا: "مابحبش أعيش كداب.. بحاول أكون حقيقي".
تغييرات المجتمع المصري
تحدث الفيشاوي عن التغيرات التي طرأت على المجتمع المصري، مشيرًا إلى أن مظاهر الانفتاح بدأت تزداد، سواء في اللبس أو السلوك، وقال إن عددًا كبيرًا من الفنانين أصبحوا اليوم يرسمون "تاتو"، وهو ما كان ممنوعًا قبل سنوات، معتبرًا أن ذلك مؤشر على التحرر الفردي.
أضاف أحمد الفيشاوي: "الناس بدأت تتحرر من الحجاب والنقاب، وبدأوا يعبروا عن نفسهم وعن الفن اللي عايزين يعملوه من غير ما حد يقول حرام".
كما أبدى احترامه للتغيير الاجتماعي، لكنه شدد على ضرورة أن يكون الإنسان مسؤولًا عن قراراته، مهما كانت، ورفض تقديم نصائح للآخرين، قائلًا: "أنا مش قدوة لحد.. بس بحاول أكون مرتاح مع نفسي".
رؤيته للمستقبل
أكد الفيشاوي أنه يعمل على عدة مشروعات فنية خلف الكاميرا، ويتمنى إخراج فيلم طويل يحمل توقيعه بالكامل.
وشدد على أنه لا يسعى للشهرة الزائفة، بل يريد ترك شيء يعيش بعده، قائلًا: "لو فيلم واحد بس يعيش بعدي، أكون عملت كل اللي بحلمه".