"القرموط النيلى" من السحر والأعمال إلى المعرض العام 45.. ما القصة؟

"القرموط النيلى" من السحر والأعمال إلى المعرض العام 45.. ما القصة؟
"القرموط
      النيلى"
      من
      السحر
      والأعمال
      إلى
      المعرض
      العام
      45..
      ما
      القصة؟

تصاحب الدورة الخامسة والأربعين لـ المعرض العام، عددًا من الدراسات النقدية العلمية، التي تتناول أعمال هذه الدورة، وبالتحديد 10 دراسات، كانت "الدستور" عرضت الدراسة الأولي قبل يومين، ونستعرض اليوم الدراسة الثانية، المعنونة بـ "روح الأمكنة".. تجارب مصرية من المعرض العام، للدكتور مصطفى عيسى.

"روح الأمكنة".. تجارب مصرية من المعرض العام

يرى "عيسى" أن "المكان باعتباره يمتلك روحًا كثيفًا مؤثرة قد يعرج بنا إلى ضفاف الكتابة من خلال مفاهيم قديمة / جديدة، ولاريب حينئذ أن نتخير من تجارب المعرض العام في دورته الخامسة والأربعين، ما يثبت قيمة بعينها مفادها أن الأمكنة على تنوعها بوسعها تقديم صورًا حقيقية، وربما يتوقف أمرالكتابة على اختيارات تجارب  محددة، من شأنها توثيق وجهة نظرفي مسألة الأمكنة المعبأة بروح كانت تنسرب في وداعة ودونما تعسف، بيد إن الوصف على تلك الشاكلة قد يشي بمشكلة استاطيقية نظرًا لاحتكام ضروري إلى تصريفات الفنانين المختارين، ثم لأجل توثيق الفكرة، كان الاعتماد أيضًا على تباينات مؤكدة في الأفكار وطرق التناول، ومن ثم صياغة عمل فني وفق شروط قابلة لتجديد محتواها. 

فيما يخص تلك النقطة، بوسعنا التأكيد على إن ثمة براح مؤدلج، باعتباره اعتراف يميل ميزانه إلى تأكيد البعد النفسي والفيزيائي ليس لمحتوى المكان بل لعله يتأسس بالمثل في وجود الفنان، ثم ولأن الاختيارات كافة، تسعى إلى كتابة جملة نقدية حول فكرة بعينها، فقد كان من الضروري البحث في التباينات الأسلوبية، مثلما هو الحادث في تباينات جغرافيا الأمكنة من حيث تختلف عطاءاتها الجمالية.

ويوضح: ربما يجتمع عبدالوهاب عبدالمحسن مع أحمد عبد الكريم في رافد رئيس، بينما تقترب منهما خطوة إيمان عزت التي تنجز تجربتها وفق  صيغة مفارقة بعض الشيء، في الجوار من عبد الكريم يقف  محمد عرابي بمشهديته التي ترتكزعلى  بعد يختلسه الأول عبر مذاق وحوارية مختلفة، إذن، فثمة  مقاربات بين ثلاثة فنانين تتقارب أعمارهم بينما تقف إيمان عزت في منطقة خاصة. 

"القرموط النيلي" من السحر والأعمال إلى المعرض العام 45

وعن روح الأمكنة في أعمال المعرض العام يضيف "عيسى": ليس ثمة شك أن لإداركنا بالأشياء قيمًا تتباين درجاتها، رغم التشابه الحادث في الريف المصري، ففي الفروقات الطفيفة ما بين الدلتا وصعيد مصر، يظل لريف كفر الشيخ في اتصاله بالبحر طعمًا مميزًا،  ففي صور تكتنز بجاذبية تفيض بالقصص والحكايات الشعبية والخرافية أيضًا، يوجد ما يعزز موروث تسكنه النداهة والغول وعروس البحر، فيما تكشف كافة أشكال الحكي عن علاقة متينة بين الراوي والمروي عنه.

 لا أتحدث فقط عن الشجرة والسمكة والطيور بل أشير ضمنًا إلى البشر ممن يصنعون المعنى، ففي واحدة من مراوغاته تتصل رؤية هذا الفنان بمرويات عن مصرف قديم،  لعله عديم الأهمية إلا من استغلاله كمسحة ممكنة في استعمال مخلوقاته مثل سمكة القرموط، التي يعدها مجتمع الريف وسيط لأعمال سحرية يحتمل أن تفرق بين الزوجين أو تقرب بينهما، إنها مخلوق يصلح لحمل كتابة سحرية وطلسمية على رأسه العريضة.  

يتردد هذا الموروث في غير بقعة من ريف مصر ومدنها، فقط قلة من الفنانين من يلجأون إلى توظيفه فنيًا، في معرضه مصرف كفت حرص هذا الفنان على تسجيل رأيه في  الموروث  التاريخي، إلا أن المتلقى يتفهم الفارق بين العمل الفني والبحث الاجتماعي. 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق تفاصيل غرق عدد من منازل نجع الدير بمياه الصرف الصحي
التالى «جولة دبلوماسية جديدة».. وزير خارجية إيران يزور مصر ولبنان الأسبوع المقبل