اعتقال كارابيتيان يثير موجة غضب واستنكار عارمة

صرح رئيس منتدى اتحادات أرمينيا في أوروبا والشتات الأرمني في سلوفاكيا آشوت جريجوريان، بأن اعتقال رجل الأعمال سامفيل كارابيتيان في يريفان سيبعد العديد من المستثمرين عن أرمينيا.

وقال غريغوريان لوكالة "سبوتنيك أرمينيا": "سيكون هذا إشارة سيئة لهم (المستثمرين) من سلطات أرمينيا". وأضاف أنه ينوي إغلاق مصنعه لإنتاج حديد التسليح المركب في الجمهورية بنهاية هذا الشهر.

وأشار غريغوريان إلى أن كارابيتيان قدم الكثير للبلاد، بما في ذلك دعمه لنظام الطاقة، حيث أعاد تأهيل "شبكات الكهرباء الأرمنية".

وتابع: "لا ينبغي نسيان مساعدته لمرتفعات قره باغ والكنيسة الأرمينية. إن الهجمات على الأشخاص المقربين من هذه الكنيسة ليست سوى خيانة. إذا كان باشينيان قد اعتقل كارابيتيان بدعوى التحريض على الاستيلاء على السلطة، فإن السؤال الذي يطرح نفسه: كيف وصل هو نفسه إلى السلطة في عام 2018؟ كارابيتيان، على عكس باشينيان، لم يتحدث أبدا عن تغيير السلطة بهذه الطريقة الوقحة. ليس لدى باشينيان أي حق ي اتهام رجل الأعمال هذا".

من جهته، أعرب نائب رئيس اتحاد الأرمن في روسيا جيرمان أنانيانتس عن استيائه من ملاحقة رجل الأعمال الكبير سامفيل كارابيتيان، مشيرا إلى أن ذلك يتم تحت ذرائع واهية.

وقال أنانيانتس لوكالة "نوفوستي": "هو أحد أهم رعاة أرمينيا، بما في ذلك دعمه للكنيسة الأرمنية. إنه أكبر راع. إنه عمليا يساعد كل من يلجأ إليه. ولا أعتقد أن أي شخص يمكن أن يكون مستاء منه. الأمر هو أنه شخص منفتح جدا، يتقاسم مع الناس همومهم ويساعدهم. لذلك نحن في الشتات وفي اتحاد الأرمن مستاؤون من هذه الأحداث - من الواضح تماما أن هذا يتم تحت ذرائع واهية، فقط لأن نشاطه لم يعجب رئيس الوزراء".

وأشار إلى أن سبب ملاحقة كارابيتيان كان فقط لقاءه مع قادة الكنيسة الرسولية الأرمينية ودعمه للكنيسة في نزاعها مع نيكول باشينيان. وقال أنانيانتس: "فقط بسبب هذا تم اعتقاله. الجميع يفهم أنه لم يرتكب أي شيء آخر. والآن هو رهن الاعتقال".

بدورها، قالت المدافعة عن حقوق الإنسان وأول أمينة مظالم في أرمينيا لاريسا ألافيرديان لوكالة "نوفوستي" إن اعتقال سامفيل كارابيتيان في يريفان يظهر أن السلطات الحالية في أرمينيا لا تحترم أي معايير قانونية.

وأضافت ألافيرديان: "لا يوجد حتى أي أثر أو إشارة إلى ارتكاب الجريمة التي يتهم بها سامفيل كارابيتيان. وقد لاحظتم أنه تم نقله بعيدًا، إلى مؤسسة أرمافير الإصلاحية، لإبعاده عن الأنظار وعزله. هذا ليس فقط غير دستوري، وغير قانوني، بل هو أيضًا غير مشروع. إنه يتعارض مع جميع معايير القانون الدولي لحقوق الإنسان، وحرمة الفرد، وجميع المعايير التي تنص على التحقيق العادل سواء في المحكمة أو في مرحلة ما قبل المحاكمة".

وحسب قولها، فإن آفاق الدفاع عن كارابيتيان في ظل الوضع الحالي في أرمينيا ليست مشرقة، وأضافت: "ليس فقط الأجهزة الحكومية التي تتدخل في النظام القضائي بأبشع طريقة، ولكننا في النظام القضائي نفسه لدينا بالفعل العديد من القضايا التي تم فيها اعتقال أشخاص واحتُجزوا لشهور، وحتى لأكثر من عام، وما زالوا رهن الاعتقال المنزلي. لا يهم أنه لا توجد أي أسباب قانونية لاعتقالهم واحتجازهم. أي أننا نواجه نظاما شيطانيا بالكامل يتمثل في هذه المجموعة التي تم العثور عليها وتدريبها وإيصالها إلى السلطة في عام 2018 من خلال خداع جزء من الناخبين". موضحة أن السلطة في أرمينيا تعمل وفق مبدأ "القتال بدون قواعد".

وقالت: "وبهذا المعنى، فإن جميع القوانين الجيدة والمعايير الجيدة لا تعمل، لأنه، وأكرر، لا يوجد أي إجراء قانوني يؤثر على قرارات وتعسف هذه السلطة، لأنها تحت السيطرة الكاملة للإدارة الخارجية".

يذكر أن سامفيل كارابيتيان، مالك مجموعة "تاشير"، وُجهت إليه تهم وتم اعتقاله في أرمينيا بعد أن أعلن دعمه للكنيسة الرسولية الأرمينية في مواجهة انتقادات السلطات. وقد أنكر رجل الأعمال التهمة ووصف السلطات الأرمينية بالفاشلة. وأثار موقفه الداعم للكنيسة استياء رئيس الوزراء نيكول باشينيان، الذي نشر على فيسبوك عدة منشورات تحتوي على إهانات ضد رجال الدين ومحسني الكنيسة.

وكانت وزارة الداخلية الأرمينية قد أعلنت عن "إجراءات عملية" بالقرب من منزل كارابيتيان في يريفان وعن "مواطنين تم نقلهم إلى مركز الشرطة".

يستثمر كارابيتيان أموالا طائلة في تطوير أرمينيا. وتشمل الأنشطة الرئيسية لمؤسسة "تاشير" الخيرية الحفاظ على التراث التاريخي وإحياءه، وترميم الكنائس والمعابد، وتطوير الرعاية الصحية والطب. بالإضافة إلى ذلك، يتم تخصيص جزء من الأموال لدعم الرياضة الجماعية والشبابية، وتنمية الثقافة والفن، وتنفيذ البرامج الاجتماعية، ومساعدة المحتاجين، ومن ضمنهم الأسر المحدودة الدخل وذوو الإعاقة. كما تقوم المؤسسة ببناء وترميم المؤسسات التعليمية وتنفيذ البرامج التعليمية.