قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن مفاهيم الرحمة بالحيوان، ورفض التعذيب أو التنمر عليه، ليست من مبتكرات العصر الحديث، بل هى قيم أصيلة أشار إليها الإسلام منذ قرون طويلة.
وأوضح، خلال برنامجه "لعلهم يفقهون" على شاشة DMC، أن القرآن الكريم والأحاديث النبوية تطرقت بوضوح إلى ضرورة الرحمة بالحيوان، حتى في وقت لم تكن البشرية قد التفتت بعد إلى هذه القضايا.
وأكد "الجندي" أن ضرب الحيوان أو إيذاءه بأي صورة من الصور– حتى لو كان كلبًا– أمر لا يجوز شرعًا، قائلًا: "إذا كان من سقى كلبًا دخل الجنة، فمن عذب كلبًا مصيره إلى النار".
واستدل بحديث النبي، صلى الله عليه وسلم، عن امرأة دخلت النار في هرة حبستها، لا هى أطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض. وقال إن هذا يبين عمق الاهتمام الإلهي بالمخلوقات، حتى في زمن نزول الوحي، وفي بيئة كانت لا تزال تخطو خطواتها الأولى في الحضارة الإنسانية.
وأضاف "الجندي" أن السنة النبوية امتلأت بالأمثلة التي تُظهر حرص الإسلام على احترام الحيوان، مشيرًا إلى أن النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن قتل الطير عبثًا، وعن اتخاذه غرضًا للرماية.
كما استشهد بحادثة الجمل الذي اشتكى إلى النبي من صاحبه، فقال: "من صاحب هذا الجمل؟ إنه يشكوك أنك تجيعه وتدئبه"، في إشارة واضحة إلى رفض الإسلام لأي نوع من التعذيب أو الإهمال في حق الحيوان.
وشدد على أن هذا المبدأ الإنساني لا يرتبط فقط بالحيوانات، بل يمتد ليشمل البشر جميعًا، مهما كانت أخطاؤهم، مشيرًا إلى حديث النبي عن امرأة "بغي" من بغايا بني إسرائيل غفر الله لها لأنها سقت كلبًا.