في حلقة جديدة من مسلسل التصعيد الدموي، ارتكب طيران الاحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة ظهر اليوم الخميس، أسفرت عن استشهاد 16 فلسطينيًا، بينهم طفلان وسيدة، إضافة إلى إصابة العشرات بجروح متفاوتة، وذلك جراء قصف عنيف استهدف عدة منازل سكنية متجاورة في بلدة جباليا شمال قطاع غزة.
ووفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، فإن طائرات الاحتلال نفذت غارات مركزة ومفاجئة على منطقة مكتظة بالسكان، مما أدى إلى تدمير المنازل فوق رؤوس قاطنيها، في وقت كانت فيه العائلات تلتقط أنفاسها وسط هدنة إنسانية هشّة لم تصمد أمام نيران القصف.
وتسود حالة من الهلع والفوضى في أوساط المدنيين، فيما تواصل طواقم الإسعاف والدفاع المدني جهودها لانتشال الضحايا من تحت الأنقاض، وسط نقص حاد في المعدات الطبية والوقود اللازم لتشغيل المستشفيات، التي باتت عاجزة عن استقبال المزيد من المصابين.
هذا الهجوم الدموي يأتي في سياق تصعيد إسرائيلي مستمر ضد قطاع غزة، حيث ارتفعت وتيرة الغارات في الأيام الأخيرة، لتشمل الأحياء السكنية والمخيمات والمرافق المدنية، ما أسفر عن مئات الشهداء والجرحى خلال أسبوع واحد فقط.
جباليا، التي تُعد من أكثر المناطق كثافة سكانية في غزة، تحولت إلى ساحة دمار بفعل الغارات المتكررة، في مشهد يُعيد إلى الأذهان الهجمات المروعة التي طالت المخيمات الفلسطينية في مراحل سابقة من العدوان.
وفي ظل غياب موقف دولي حاسم، تزداد التحذيرات من انهيار كامل للوضع الإنساني في شمال القطاع، وسط استمرار الحصار ومنع دخول الإمدادات الحيوية، ما يُنذر بموجات نزوح داخلية جديدة وتفاقم المعاناة اليومية لأكثر من مليوني فلسطيني محاصرين.