في ظل إغلاق المجال الجوي الإسرائيلي، منذ يوم الجمعة الماضي، ورفض سلطات الاحتلال إجلاء السياح الأجانب العالقين في الداخل الإسرائيلي، في ظل إبداء العديد من الإسرائيليين رغبتهم في الرحيل بسبب الصواريخ الإيرانية التي تهز أركان إسرائيل في ساعات الليل وتدفع الملايين لدخول الملاجئ- وخلال الساعات الماضية، انتشرت صور للعديد من الأجانب يدخلون مصر عبر معبر طابا، تمهيدًا للتوجه إلى مطار شرم الشيخ، ما دفع العديد للاعتقاد بأن الإسرائيليين يفرون من الحرب عبر مصر.

وفي هذا السياق، أكدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن السياح الأمريكان الذين تواجدوا في إسرائيل قبل التصعيد العسكري لحضور الفعاليات اليهودية علقوا بعد غلق المجال الجوي الإسرائيلي، ولجأوا إلى المعابر البرية مع مصر والأردن من أجل العودة لبلدانهم.

وتابعت الصحيفة أن مصر استقبلت عددا كبيرا من السياح الأمريكان عبر معبر طابا قبل التوجه إلى مطار شرم الشيخ الدولي للعودة إلى بلدانهم.
البحر الطريق الوحيد للهروب
وأكدت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أنه منذ الجمعة الماضي، وبعد الهجوم الإسرائيلي المفاجئ على المواقع النووية والعسكرية الإيرانية، تحولت الموانئ الإسرائيلية، خصوصًا هرتسليا، إلى محطة هروب رئيسية لآلاف الإسرائيليين والأجانب للهروب من جحيم الحرب.
وتابعت أن موجة الهروب عكست تفاقم حالة عدة اليقين بشأن استئناف الرحلات الجوية إلى خارج إسرائيل واستقرار الأوضاع الأمنية.
وأكد أميت هاري، قبطان مرخص ومالك نادي اليخوت "سايلور" في هرتسليا، إن هاتفه لم يتوقف عن الرنين منذ إغلاق المجال الجوي، حيث يتلقى آلاف الاتصالات من إسرائيليين سياح مقيمين يتوقون لمغادرة إسرائيل.
وتشغل يخوت هاري الثلاثة، التي يبلغ طول كل منها 40 قدمًا، رحلات مكوكية بين هرتسليا ولارنكا، حاملة ما يصل إلى سبعة ركاب مع أمتعتهم في كل رحلة.
ومنذ الأحد، نفذ ناديه 3 رحلات بحرية، نقل خلالها أجانب عالقين في إسرائيل، وإسرائيليين مقيمين في الخارج، وإسرائيليين يرغبون في الفرار من البلاد.
وأشار هاري إلى أن الرحلة التي تستغرق 30 ساعة ليست سهلة، خاصة للأشخاص غير المعتادين على الإبحار، محذرًا من التحديات التي قد يواجهونها.
وأوضحت الصحيفة أن ميناء هرتسليا تعرض لقصف صاروخي إيراني ما تسبب في حالة من الذعر بين الراغبين في الهرب، حيث اشتعلت النيران في مستودع وموقف سيارات، ما زاد من حالة الذعر بين الركاب المنتظرين في الميناء.
تامير ليفاتون، أمريكي إسرائيلي يبلغ من العمر 23 عامًا، كان على متن يخت صغير يستعد للإبحار إلى لارنكا عندما دوت صافرات الإنذار.
قال ليفاتون: "بدأت أشعر بالذعر، وقال القبطان إما أن نركض إلى فندق قريب به ملجأ أو نبقى على القارب على أمل ألا تقترب الصواريخ. اخترت البقاء على القارب، لأنني سمعت الصواريخ فوقنا ولم أرد المخاطرة بالركض".
على مواقع التواصل الاجتماعي، أُنشئت مجموعات على فيسبوك لتنظيم السفر البحري من موانئ هرتسليا وحيفا، حيث ارتفعت الأسعار مع تزايد الطلب.
وحسب صحيفة "نيوس كوسموس" اليونانية، فإن السياح الأمريكان وصفوا مشاهد الرعب في إسرائيل بعد وصولهم إلى قبرص، وقال نيل ساهر إنه جاء من مدينة حيفا وكان يقضي عطلة، لكنه وجد نفسه في قلب أزمة أمنية غير مسبوقة.
وأضاف: "شعرنا بالرعب ليلًا واضطررنا للنزول إلى الملاجئ.. الآن فقط نشعر بالأمان هنا في قبرص".
من جهتها، أوضحت كريستال مويس، القادمة من ولاية مينيسوتا الأمريكية وكانت رفقة مجموعة من الأمريكيين، أنهم قضوا أيامًا من القلق الشديد بسبب القصف الليلي المستمر، وهو ما دفعهم إلى مغادرة إسرائيل فورًا.
أوروبا تجلى رعاياها من إسرائيل عبر مصر والأردن
بينما أكدت صحيفة "إن قبرص" أن عددا كبيرا من الدول الأوروبية بدأت منذ صباح الأربعاء تنفيذ عمليات إجلاء مكثفة لرعاياها من إسرائيل عبر كل من مصر والأردن.
وأعلنت وزارة الخارجية الألمانية عن أن برلين نظّمت رحلة تجارية مستأجرة من الأردن خصيصًا لنقل ما يقرب من 200 شخص من رعاياها، بعد أن تم تجميعهم من إسرائيل إلى العاصمة الأردنية عمّان.
وتابعت الصحيفة أن الحكومة اليونانية قامت بإجلاء 105 من رعاياها، بالإضافة إلى عدد من المواطنين الأجانب من منتجع شرم الشيخ في مصر، وذلك عبر طائرات نقل عسكرية من طراز C-130 وC-27 تابعة لسلاح الجو اليوناني.
وشملت الرحلة مواطنين يونانيين وأفراد عائلاتهم، وعددًا من رعايا دول أخرى، من بينها ألبانيا، النمسا، بلجيكا، بلغاريا، قبرص، فرنسا، ألمانيا، جورجيا، المجر، إيطاليا، ليتوانيا، رومانيا، السويد، سويسرا، والولايات المتحدة.