محلل: أمريكا باتت قريبة جدا لتدخل مباشر في الصراع بين إسرائيل وإيران

قال الدكتور أصف ملحم، مدير مركز GSM للأبحاث والدراسات، إن الولايات المتحدة باتت أقرب من أي وقت مضى إلى تدخل عسكري مباشر في الصراع الدائر بين إسرائيل وإيران، مشيرًا إلى أن سيناريو الضربات بات مرهونًا فقط بتوقيت التنفيذ، لا القرار ذاته.

 الضربات الإسرائيلية الأخيرة لم تكن بسبب البرنامج النووي الإيراني

وأوضح ملحم، في مداخلة مع "إكسترا نيوز"، أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة لم تكن بسبب البرنامج النووي الإيراني، بل نتيجة أجندات أوسع تدفعها "الدولة العميقة" في واشنطن، مستدلًا بتصريحات مسؤولين أمريكيين أكدوا أن إيران لا تطور قنابل نووية، رغم استمرار الخطاب التحريضي.

إسرائيل غير قادرة بمفردها على تدمير البنية التحتية العسكرية الإيرانية المعقدة

وحذّر من أن إسرائيل رغم تكثيف ضرباتها، غير قادرة بمفردها على تدمير البنية التحتية العسكرية الإيرانية المعقدة، خاصة مع امتلاك طهران خبرات كبيرة في حروب الأنفاق، ما يجعل التدخل الأمريكي ضروريًا لاستكمال العمليات، مشيرا إلى أن شكل التدخل الأمريكي لا يزال محل تساؤل، مرجّحًا أن يكون عبر وكلاء أو من خلال تصعيد غير مباشر، لتجنب رد عسكري إيراني واسع يستهدف القواعد الأمريكية المنتشرة في المنطقة، بما في ذلك السفن الحربية.

 روسيا تُدرك أن أي اشتعال للصراع في هذه المنطقة سيؤثر على مشاريع استراتيجية كبرى

ورأى ملحم أن روسيا تراقب المشهد بترقب، مستعدة لأي تصعيد كبير، وتُدرك أن أي اشتعال للصراع في هذه المنطقة سيؤثر على مشاريع استراتيجية كبرى تربطها بإيران والهند عبر طريق "شمال-جنوب"، ما يدفعها لدعم طهران بوسائل غير معلنة.
ولفت إلى أن تركيا وأذربيجان تتحركان في اتجاه دعم إسرائيل، مستغلتين الطائرات والقواعد الجوية، بينما تدعم فرنسا أرمينيا بأنظمة دفاع جوي في المقابل، في مشهد إقليمي معقد ينذر باتساع رقعة الاشتباك، مؤكدا أن الصراع الحالي في مرحلة التصعيد، لكنه لن يستمر على هذه الوتيرة.
وتوقع الدكتور أصف ملحم، مدير مركز GSM للأبحاث والدراسات، أن تنفد أهداف إسرائيل المحددة داخل إيران، ويبدأ بعدها صراع استنزاف طويل قد يُدار عبر فصائل مسلحة حليفة لإيران، مؤكدًا أن أي تدخل أمريكي مباشر سيكون بمثابة لحظة فارقة في تحديد مستقبل هذا النزاع.