يحبس الشرق الأوسط أنفاسه خلال الساعات المقبلة، بعد التطورات المتسارعة التي شهدتها المواجهة الإيرانية الإسرائيلية، حيث شهدت واشنطن وتل أبيب اجتماعين فجر الأربعاء يمكن أن يحددا مصير الحرب فيما هو قادم من أيام، وبعد ساعات خرج المرشد الإيراني علي خامنئي في خطاب كان عنوانه العريض "أن الشعب الإيراني سيصمد".
ترامب يناور قبل ضرب إيران
وعقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اجتماعا بالبيت الأبيض مع فريقه للأمن القومي، استمر ساعة ونصف الساعة كان هدفه الرئيسي دراسة التدخل الأمريكي المباشر ضد إيران، إلا أنه لم يعلن عن قراره بشكل حاسم لتذهب التكهنات إلى احتمالية تأجيل الضربة الأمريكية لطهران وربما الأقرب هي عملية تمويه قبل التدخل المباشر.
وتزامنا مع اجتماع واشنطن، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اجتماعا رفيع المستوى بشأن طهران استمر أكثر من ساعتين، وبعد فراغه من الاجتماع أجرى اتصالا هاتفيا مع ترامب، إلا أن التفاصيل بقيت غائبة.

إغلاق السفارة الأمريكية في إسرائيل
إلا أن قرارا صدر من وزارة الخارجية الأمريكية، - بعد قليل من مكالمة ترامب ونتنياهو -، يقضي بإغلاق السفارة الأمريكية في إسرائيل من الأربعاء إلى الجمعة ربما يشير إلى أن المنطقة مقبلة على حدث جلل. وقالت الخارجية الأمريكية في بيان إنه نظرًا للوضع الأمني الراهن والصراع المستمر بين إسرائيل وإيران.
وأضافت الخارجية الأمريكية في بيان أنه نظرًا للوضع الأمني الراهن، وامتثالًا لتوجيهات قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية، ستُغلق السفارة الأمريكية في القدس أبوابها حتى الجمعة ٢٠ يونيو.
قصف المنشآت النووية الإيرانية
وفي السياق نفسه، كشف مسئولان أمريكيان، لشبكة CNN، أن ترامب يزداد ميلا لاستخدام القوة العسكرية الأمريكية لضرب المنشآت النووية الإيرانية، ويشعر بالانزعاج من فكرة الحل الدبلوماسي لإنهاء الصراع المتصاعد بين إسرائيل وإيران.
وقال مسئولون إن ترامب تراجع، في الوقت الحالي، عن فكرة إرسال كبار المسئولين إلى موقع متفق عليه في الشرق الأوسط للقاء الإيرانيين ومحاولة التوصل إلى اتفاق.
وأضاف مصدران مطلعان إن المسئولين العسكريين كانوا يستعدون لاحتمال أن يقرر ترامب إصدار أمر لسلاح الجو الأمريكي بالمساعدة في تزويد الطائرات المقاتلة الإسرائيلية بالوقود أثناء تنفيذها ضربات على إيران.
وأوضح مسئولون إسرائيليون أن نتنياهو لا يحث ترامب صراحة على الموافقة على توجيه ضربات أمريكية إلى المنشأة النووية الإيرانية "فوردو".
ويأمل نتنياهو، كغيره من المسئولين الإسرائيليين، أن يتخذ ترامب هذا القرار بنفسه، دون أن يشعر بأنه مُجبر على ذلك من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وقال مسئول إسرائيلي ثالث: "العملية برمتها مبنية على حقيقة أن الولايات المتحدة ستنضم في مرحلة ما".
جدير بالذكر أن ترامب أعلن الأحد الماضي أن مهاجمة إيران للمصالح الأمريكية سيكون سببا لتدخل الولايات المتحدة في الحرب، لتقصف طهران منطقة قريبة من السفارة الأمريكية بدولة الاحتلال، وبالأمس أعلن الحرس الثوري الإيراني أن إطلاقه صاروخ فتاح ١ على تل أبيب أوصل رسالة إيران إلى الحليف المحرض على الحرب.
المرشد الإيراني يهدد
ومن واشنطن وتل أبيب إلى طهران، حيث ألقى المرشد الإيراني خطابا وجه فيه رسالة إلى الأمريكيين طالبهم فيها بأن يدركوا جيدًا أن أي تدخل عسكري سيُقابل دون شك بأضرار لا يمكن تعويضها.
ووصف خامنئي تصريحات ترامب بـ"التهديدية والسخيفة"، مؤكدًا أن على الأمريكيين أن يدركوا جيدًا أن أي تدخل عسكري من جانبهم سيُقابل دون شك بأضرار لا يمكن تعويضها."
وفى تطور قال الرئيس ترامب فى تصريحات مقتضبة إن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أراد التوسط في الصراع بين إيران وإسرائيل ولكننى قلت له تعالى وساعدنى فى التفاوض حول أوكرانيا.
وأضاف ترامب: “إيران هددتنا وقالت إننا الشيطان الأكبر ودعونا نرى الأسبوع القادم ماذا سيحدث، ستشهد المنطقة أحداث كبرى ولقد نفد صبرى".
ويشير المحللون إلى أن تصريحات ترامب تتجه لتوجيه ضربة أمريكية يتم تجهيزها هدفها ليس فقط منشأة فوردو ولكن الهدف النهائى إسقاط النظام.