استيقظوا أيها الغربيون.. الحرب بين إسرائيل وإيران تُنذر بتهديد عالمى غير مسبوق

البوابة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فى الساعة الرابعة فجرًا فى القدس، هرع السكان إلى الملاجئ تحت الأرض مع انطلاق صفارات الإنذار مُحذرين من ضربات صاروخية إيرانية وشيكة. ووفقًا للصحفية البريطانية ميلانى فيليبس، التى شهدت الهجوم بنفسها، فقد أسفر القصف عن مقتل ثمانية إسرائيليين على الأقل وإصابة المئات، مما أثار قلقًا جديدًا، لكنه أيضًا عزز شعورًا بالثبات لدى الجمهور الإسرائيلي. وتُشير فيليبس إلى أن هذه الصواريخ الباليستية أقوى بكثير من الصواريخ التى أُطلقت فى صراعات سابقة من غزة أو لبنان أو اليمن، وهى الآن تصل بأعداد كبيرة لدرجة أن حتى الدفاعات الجوية الإسرائيلية المتطورة تُستنزف طاقتها.
تجادل فيليبس بأن التصعيد الأخير ليس حدثًا معزولًا، بل جزء من حرب طويلة الأمد متعددة الجبهات تشنها إيران عبر وكلائها فى جميع أنحاء المنطقة.. منذ فظائع السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، اعتبرت إسرائيل حملتها ضد حماس فى غزة جزءًا لا يتجزأ من حربها الأوسع ضد النفوذ الإيراني، الممتدة من لبنان وسوريا إلى العراق واليمن والضفة الغربية.
على الرغم من الجهود الإسرائيلية لتقليل الخسائر فى صفوف المدنيين، فإن الخسائر فى تزايد. ومع ذلك، يسود اعتقاد سائد بين الإسرائيليين بأن إسرائيل "لم تبدأ حربًا مع إيران: بل بدأت نهاية حرب إيران ضد إسرائيل والغرب"، كما تكتب فيليبس. يشعر الكثيرون أنه لا بديل أمامهم سوى المضى قدمًا، معتبرين أن الحرب ضد إيران ذات القدرات النووية تحمل مخاطر وجودية.


مخاوف نووية


يُشكل التهديد الذى تُشكله طموحات إيران النووية محور حسابات إسرائيل. وتشير فيليبس إلى تقييم حديث للوكالة الدولية للطاقة الذرية يفيد بأن إيران تمتلك الآن ما يكفى من اليورانيوم المُخصب لصنع تسع قنابل نووية، وأنها تُخالف اتفاقيات حظر الانتشار النووي. أفادت فيليبس أن الاستخبارات الإسرائيلية كشفت أدلة على أن طهران كانت على بُعد أسابيع فقط من تسليح المواد النووية، وأنها تهدف إلى تكثيف إنتاج الصواريخ الباليستية، مما يشكل "تهديدًا وجوديًا مباشرًا".
وتؤكد فيليبس أن قرار إسرائيل بضرب إيران كان رد فعل على هذا الشعور بالإلحاح، مدفوعًا بمخاوف من أن فرصة إيران لتطوير سلاح نووى تضيق بسرعة. وتؤكد أن فشل الإدارات الأمريكية والبريطانية السابقة فى إدراك الحماس الدينى والطبيعة المتصلبة لنظام طهران، مكّن إيران من التقدم بشكل خطير نحو القنبلة.


سياسة تحت النار


تنتقد فيليبس بشدة القادة والمحللين الغربيين الذين، فى رأيها، أساءوا فهم التهديد الإيرانى أو قللوا من شأنه. تنتقد فيليبس تصريحات اللورد هاموند، وزير الخارجية البريطانى السابق، وزعيم حزب العمال كير ستارمر، لتلميحهما إلى أن الإجراءات الإسرائيلية تعرقل الاتفاقيات الدبلوماسية الجديدة أو تدعو إلى "خفض التصعيد" دون معالجة الخطر الكامن المتمثل فى امتلاك إيران للسلاح النووي.

 وقالت: "يستند كل من تصريحات هاموند وستارمر إلى الاعتقاد الغربى الأحمق بأن المتعصبين الدينيين يتفاوضون بحسن نية ويحكمهم المصلحة الذاتية العقلانية". بالنسبة لفيليبس، فإن فكرة خفض التصعيد فى مواجهة مثل هذا التهديد تُعادل الاستسلام، مما يسمح لإيران بإكمال طموحاتها النووية دون رادع.
يتناول المقال أيضًا ما تعتبره فيليبس مفاهيم خاطئة شائعة حول دور إسرائيل فى الصراع. وتجادل بأنه بينما تستهدف إسرائيل البنية التحتية العسكرية والنووية الإيرانية، فإن إيران تستهدف السكان المدنيين عمدًا، وهو تمييز تزعم أنه يتجاهله النقاد فى بريطانيا وأماكن أخرى.


الرهانات العالمية


مستشهدةً بتصريح المرشد الأعلى الإيرانى آية الله على خامنئى عام ٢٠٢٣ بأن "الموت لأمريكا!" ليس مجرد شعار بل سياسة، تُصرّ فيليبس على أن التهديد الذى تُشكّله إيران يتجاوز إسرائيل بكثير. وتستشهد بتحذيرات من أجهزة الأمن البريطانية بشأن التهديد الاستثنائى للإرهاب المدعوم من إيران.
تُخلص فيليبس إلى أنه "إذا قضت إسرائيل الآن على المحور الشيعى المُتمركز فى إيران، فسيُعيد ذلك تشكيل الشرق الأوسط نحو الأفضل، ويُزيل تهديدًا جسيمًا ليس فقط لإسرائيل، بل للغرب أيضًا".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق