في تطور مثير قد يُعد ضربة قاصمة لتنظيم داعش في القرن الإفريقي، كشفت مصادر استخباراتية صومالية عن فرار زعيم فرع التنظيم في الصومال، عبد القادر مؤمن، من معقله الجبلي في ولاية بونتلاند، بعد اشتداد الحملة الأمنية وتزايد الضغوط من داخل صفوف التنظيم نفسه.
ويطرح هذا الفرار أسئلة حاسمة حول مستقبل داعش في البلاد، ومصير من تبقى من عناصره المتناثرين.
تفاصيل الفرار
وقد شوهدت تحركات غير معتادة لعناصر من التنظيم في الأيام الأخيرة، يُعتقد أنها كانت تهدف لتأمين طريق انسحاب زعيمه عبد القادر مؤمن من معقله في سلسلة جبال غل غلا بولاية بونتلاند.
وتشير التقارير إلى أن مؤمن فر تحت جنح الظلام برفقة عدد محدود من المقربين، متجهاً نحو المناطق الوعرة القريبة من الحدود مع إقليم أرض الصومال أو ربما نحو الساحل الجبلي الشرقي، الذي يصعب تعقبه فيه.
ويُعتقد أن الفرار تم قبل أيام قليلة من تنفيذ ضربة جوية أمريكية كانت تستهدف موقعًا يُعتقد أنه مركز القيادة المتقدمة للتنظيم.
أسباب الفرار.. ضربات وضغوط داخلية
يأتي هذا الهروب المفاجئ بعد أشهر من الضربات الأمنية المتلاحقة التي طالت قيادات ميدانية بارزة في داعش الصومال، وتسببت في شلل شبه تام في قدرته على التخطيط والتنفيذ.
و الانقسامات داخل التنظيم، وتراجع الروح المعنوية لدى مقاتليه، جعلت عبد القادر مؤمن يشعر بأن قبضته على التنظيم تتفلت، وأن حياته باتت مهددة من الخارج والداخل.
اللافت أن عملية الفرار لم تكن مدفوعة فقط بالضغوط الأمنية، بل أيضًا بصراعات داخلية بدأت تتفاقم خلال الأشهر الأخيرة، خاصة مع تصاعد أصوات داخل التنظيم تطعن في أهلية مؤمن وتطالب بعزله، بسبب فشله في إعادة ترتيب صفوف التنظيم بعد خسائره الكبيرة.
ردود الفعل.. بلبلة وفراغ قيادي
أثار خبر الفرار صدمة واسعة داخل صفوف التنظيم، حيث لم يتم حتى الآن الإعلان عن بديل واضح لقيادة الفرع، ما يُنذر بحدوث تفكك إضافي وتراجع في التنسيق بين خلاياه.
وتحدثت مصادر محلية في بونتلاند عن قيام بعض العناصر بمحاولات فردية للهرب أو تسليم أنفسهم لقوات الأمن، في مؤشر على انهيار هيكلي وشيك.
ويخشى محللون أن يؤدي هذا الفراغ القيادي إلى نشوء مجموعات صغيرة غير منضبطة قد تتجه للعمل بشكل عشوائي أو ترتكب عمليات انتقامية لإثبات الوجود، رغم غياب التوجيه المركزي.
تحليل.. نهاية مرحلة
يعد فرار عبد القادر مؤمن، الذي أسس فرع داعش في الصومال عام 2015 بعد انشقاقه عن حركة الشباب، لحظة فارقة في تاريخ التنظيم.
فهو ليس مجرد زعيم عسكري، بل رمز دعائي كان يستخدمه التنظيم في خطاباته الإعلامية لتجنيد المقاتلين واستقطاب الدعم الخارجي.
ويرى مراقبون أن هروبه قد يكون بداية نهاية هذا الفرع، الذي فشل في التمدد خارج جيوبه الجبلية، وعجز عن منافسة نفوذ "حركة الشباب" الأكثر انتشارًا وتنظيمًا.