مع تصاعد وتيرة الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل، أصبحت تل أبيب على وشك الدخول في حرب مفتوحة أصعب من تلك التي واجهتها خلال حربها في غزة، خصوصًا وأن جيش الاحتلال غير مؤهل لهذه الحروب طويلة الأمد، كما أن منظومة الدفاع الجوية "القبة الحديدية" فقدت الكثير من قدرتها الدفاعية مع استمرار الحروب لقرابة عامين.
منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فإن إسرائيل تستخدم منظومة دفاع جوي متعددة المستويات، تشمل "القبة الحديدية" لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى، ومنظومتي "مقلاع داوود" و"السهم"، بالإضافة إلى منظومتي "باتريوت" و"ثاد" المتطورتين أمريكيًا.
وأشار الصحيفة الأمريكية، إلى أن الاعتماد الرئيسي في مواجهة الصواريخ الإيرانية ينصب على منظومة "السهم"، والتي تُطلق صواريخ "آرو" باهظة التكلفة تصل إلى 3 ملايين دولار للواحد، بينما تكون القبة الحديدية فعالة فقط في مواجهة صواريخ حماس البسيطة.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن استخدام القبة الحديدية ضد الصواريخ الإيرانية الثقيلة يشبه إطلاق رصاص مسدس عيار 9 ملم ضد صواريخ أسرع من الصوت تخترق الغلاف الجوي.
وتُمثل صواريخ "آرو" أحد أهم عناصر منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية، والتي صممت للتعامل مع مختلف مستويات التهديد.
وتعمل القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى، ونظام مقلاع داوود للصواريخ المتوسطة، إضافة إلى منظومات "باتريوت" و"ثاد" الأمريكية للصواريخ الباليستية بعيدة المدى.
ويُعد "آرو" الأداة الأساسية للتصدي لصواريخ إيران الباليستية بعيدة المدى، والتي تطلق عادة من مسافات تتجاوز 1000 كيلومتر بسرعة تفوق سرعة الصوت بأضعاف، ما يتطلب تكنولوجيا متقدمة وقدرة عالية على الرد الفوري.
أزمة في مخزون الأسلحة الإسرائيلية
وكشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن إسرائيل قد تواجه أزمة وشيكة في ذخائرها الدفاعية، بعد رصد انخفاض ملحوظ في مخزون صواريخ "آرو" الاعتراضية المصممة خصيصًا لمواجهة الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، لا سيما القادمة من إيران.
وحذر مسؤول أمريكي رفيع المستوى، من تداعيات نفاذ المخزون الاستراتيجية للذخائر الدفاعية الإسرائيلية، والتي يمكن أن تتعرض لضغوط أكبر في حال استمر التصعيد بين إيران وإسرائيل لفترة أطول.
وأضاف أنه بالرغم من دعم الولايات المتحدة للمنظومات الدفاعية الإسرائيلية ونشر المزيد منها في الشرق الأوسط، إلا أن القلق وصل للإدارة الأمريكية من استنزاف الصواريخ الاعتراضية باهظة التكلفة.
في هذا السياق، صرّح توم كاراكو، مدير مشروع الدفاع الصاروخي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، أن كلًا من الولايات المتحدة وإسرائيل لا يمكنهما مواصلة العمل بمنطق "الرد الدفاعي الدائم"، مشيرًا إلى أن هذا النمط من الاستنزاف لا يمكن احتماله.
وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أنه مع استمرار التصعيد العسكري وعدم رغبة أيًا من الطرفين لوقف التصعيد وامتلاك إيران ترسانة صاورخية ضخمة، فإن إسرائيل تواجه خطر استنزاف أحد أهم أدوات الردع الاستراتيجي لديها وقد تضطر لانتقاء الصواريخ التي يتم صدها.