الصحفية الإيرانية غزل أريحى: طهران توازن بين الرد وتجنب الحرب المفتوحة

قالت الصحفية الإيرانية غزل أريحى إن بلادها ترد بشكل متوازن على العدوان الإسرائيلى الذى بدأ يوم الجمعة الماضى، لكن هذا التوازن قد يصمد أو ينهار، وفقًا لطبيعة التدخل الخارجى وتوسع العمليات.

وأكدت «أريحى»، فى حوار مع «الدستور»، أن إيران ترى العودة لأى مسار تفاوضى يفترض أولًا وقفًا تامًا للعمليات العسكرية، والاعتراف بأن ما جرى لم يكن عدوانًا منفردًا من إسرائيل، بل عملية مع دعم أمريكى مباشر أو غير مباشر. 

■ ما تقييمك لمستوى التصعيد الحالى بين إيران وإسرائيل؟

- منذ فجر يوم الجمعة الماضى، دخلت المنطقة فصلًا جديدًا من التصعيد لم يعد بالإمكان وصفه بالمحدود، فاستهداف مواقع داخل العمق الإيرانى، بما فى ذلك منشآت تعتبرها طهران حيوية واستراتيجية لا يمكن فهمه إلا ضمن سياق استراتيجى أوسع يبدو أن إسرائيل اختارت أن تفتحه.

إيران، من جهتها، تبنّت ردًا محسوبًا حتى الآن، لكن فى اتجاه تصاعدى، ما يعكس رؤية واضحة لإدارة الصراع بطريقة تحفظ التوازن من جهة، وتمنع الانهيار الكامل للردع من جهة أخرى.

■ هل باتت المنطقة على أعتاب حرب شاملة؟

- السؤال لم يعد كذلك، بل «كيف سيجرى احتواء هذه الحرب أو رسم حدودها؟». كثير من المؤشرات تدل على أن الحسابات تتجاوز إسرائيل وإيران، لتشمل أطرافًا إقليمية ودولية، فى مقدمتها الولايات المتحدة. 

اللافت أن طهران، رغم الضربات القاسية التى تعرضت لها، لا تزال تتصرف ضمن منطق «المعادلة الكبرى»، وتوازن بين الرد الحازم وعدم الانجرار الكامل إلى حرب مفتوحة. هذا التوازن قد يصمد أو ينهار، وفقًا لطبيعة التدخل الخارجى وتوسع العمليات.

■ ما الخطوط الحمراء التى قد تدفع طهران إلى توسيع نطاق الرد العسكرى؟

- التاريخ الإيرانى فى الصراعات يشير إلى أن هناك حساسية خاصة تجاه المساس بالمنشآت النووية والرموز السيادية والعسكرية العليا، فى هذا الإطار، فإن الضربات الإسرائيلية الأخيرة يمكن اعتبارها اختبارًا صريحًا لنطاق رد الفعل الإيرانى. 

واستمرار هذه الاستهدافات، وخصوصًا إذا اقترنت بتورط أمريكى مباشر، قد يدفع طهران إلى نقل المعركة إلى مستويات أبعد من التقليدى، وقد يتجاوز الرد حينها الساحات العسكرية إلى خيارات أشد تأثيرًا على المدى الاستراتيجى.

■ هل يمكن لطهران أن تقبل أى صيغة تفاوض أو وقف إطلاق نار إذا جاءت من إدارة الرئيس الأمريكى؟

- قبل اندلاع الحرب، كانت طهران وواشنطن قد عادتا إلى طاولة التفاوض حول الملف النووى، وسط مؤشرات من الطرفين على إمكانية التوصل إلى تفاهم، وهو ما أكده الرئيس الأمريكى دونالد ترامب نفسه فى تصريحات أشار فيها إلى أن الاتفاق كان «وشيكًا». 

التطورات الأخيرة، خصوصًا ما تصفه طهران بـ«العدوان الإسرائيلى الواسع» على أراضيها، غيّرت المعادلة كليًا؛ فإيران ترى أن العدوان لم يكن ليتم دون ضوء أخضر أمريكى، وهو ما عبر عنه بوضوح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية. 

فى هذا السياق، فإن الحديث عن التفاوض- خاصة إذا كان برعاية إدارة ترتبط عضويًا بالطرف المعتدى- لم يعد ذا معنى حقيقى من وجهة نظر طهران.

■ كيف تنظر طهران إلى التسريبات حول خطة إسرائيلية لاستهداف المرشد الأعلى؟

- من منظور التحليل الإيرانى، أى استهداف لشخصيات مركزية فى الدولة لا يُفهم إلا كمحاولة لزعزعة الاستقرار الداخلى واستدراج البلاد إلى رد غير محسوب. تسريبات من هذا النوع، سواء كانت واقعية أم دعائية، تُقرَأ فى طهران على أنها حرب نفسية بقدر ما هى تهديد ميدانى. 

الأهم هو أن تلك التسريبات تعكس حجم التوتر فى تل أبيب، ومحاولتها توسيع قواعد الاشتباك بحثًا عن مخرج، فى وقت يبدو أن الرد الإيرانى يُدار بتأنٍ يتجاوز ردود الأفعال العاطفية.

■ كيف سيكون التصرف لو تدخلت أمريكا فى الحرب وساندت تل أبيب وجرى استخدام القنبلة الخارقة؟

- التدخل الأمريكى المباشر، وخاصة عبر أسلحة استراتيجية كالقنابل الخارقة للتحصينات، سيشكل قفزة خطيرة فى مسار الحرب. 

إيران، وفقًا للتصريحات الأخيرة، تملك أوراقًا لم تُستخدم بعد، وقد يكون الانسحاب من معاهدة عدم الانتشار أولاها. فى هذه الحالة، فإن الحسابات التقليدية لن تكون كافية لقراءة الرد الإيرانى، الذى قد يطال ساحات متعددة ويغير من طبيعة النزاع. دخول واشنطن بهذا الشكل قد يفرض واقعًا جديدًا، تكون كلفته أكبر مما تحتمل حسابات التوازن القصير المدى.

 

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق مواعيد غلق المحلات التجارية والمقاهي والورش بعد قرار الحكومة الجديد
التالى رئيس جامعة جنوب الوادي يستقبل لجنة مجلس الجامعات الأهلية