كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن أن القبة الحديدية الإسرائيلية لم يتبق لها سوى من 10 لـ12 يومًا فقط لصد الهجمات الصاروخية الإيرانية، وبعدها لن تستطيع العمل مرة أخرى.
وتابعت أنه منذ يوم الجمعة الماضي، يتكرر نفس المشهد فوق سماء إسرائيل، حيث تتسابق الصواريخ الباليستية الإيرانية، وتتصدى لجزء كبير منها منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية، بينما يسقط جزء آخر مسببًا أضرارًا غير مسبوقة.
وأضافت أن استمرار الهجمات الصاروخية الإيرانية والمخزون الاستراتيجية الضخم الذي تملكه إيران من الصواريخ يثير التساؤلات حول مدى قدرة أنظمة الدفاع الجوية الإسرائيلية وفي مقدمتها القبة الحديدية على صد الصواريخ الإيرانية، وهو الأمر الذي يحدد بالفعل أمد هذا الصراع المتصاعد.
القدرات الهجومية الإيرانية
وتشير تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية إلى أن إيران كانت تمتلك نحو 2000 صاروخ قادر على قطع مسافة 1200 ميل لضرب أهداف داخل إسرائيل، غير أن ضربة إسرائيلية مفاجئة، شنتها طائراتها الحربية وعملاؤها السريون داخل الأراضي الإيرانية فجر الجمعة، ألحقت ضررًا بالغًا بهذا المخزون، وقضت على نسبة كبيرة منه في اللحظات الأولى لاندلاع المواجهة.
وأضافت الصحيفة أنه منذ اندلاع المواجهات، أكدت مصادر عسكرية إسرائيلية أن إيران أطلقت حتى الآن 400 صاروخ من ترسانتها المتبقية، ودمرت إسرائيل 120 منصة لإطلاق الصواريخ، أي ثلث المنصات الإيرانية.
وتابعت أن المؤشرات الميدانية تشير إلى تراجع كثافة الهجمات الإيرانية، ففي اليوم الأول أطلقت إيران قرابة 150 صاروخًا على إسرائيل، وبحلول ليل الثلاثاء أطلقت إيران 10 صواريخ فقط.
وفي هذا الصدد، يقول فابيان هينز، المحلل العسكري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إن طهران تواجه حسابات شديدة التعقيد نظرًا لمحدودية مخزونها من الصواريخ وعجزها عن تعويضها بشكل فوري.
وأشار هينز إلى أن ما أُطلق الجمعة يقل حتى عن الـ200 صاروخ التي استخدمتها إيران في أكتوبر الماضي ردًا على اغتيال إسرائيل لقيادات في حماس وحزب الله.
الدفاع الصاروخي الإسرائيلي يتقرب من الانهيار
وأكدت الصحيفة أنه رغم نجاح الدفاعات الجوية الإسرائيلية في التصدي للصواريخ من إيران وحزب الله وحماس واليمن، إلا أن تكلفة الصاروخ الدفاعي الواحد باهظة للغاية، حيث تصل إلى أكثر من 285 مليار دولار، ويرى مراقبون أن استمرار الحرب بوتيرتها الحالية غير ممكن لفترة طويلة، لا من الناحية الاقتصادية ولا من ناحية الموارد الدفاعية.
وتشير تقديرات استخباراتية إسرائيلية وأمريكية إلى أن إسرائيل يمكنها الاستمرار في صد الهجمات لفترة تتراوح بين 10 و12 يومًا فقط، إذا استمرت إيران في الهجوم بوتيرته الحالية.
وأضافت الصحيفة أن هذه المدة قد تتقلص بشكل كبير ما لم تتدخل الولايات المتحدة بتزويد إسرائيل بالذخائر، أو تشارك بشكل مباشر في العمليات.
وبحسب أحد المطلعين على تلك التقديرات، فإن أنظمة الدفاع الإسرائيلية قد تصبح مجبرة قريبًا على "اختيار ما يجب اعتراضه" فقط، بسبب النقص في الذخائر، وأضاف المصدر أن "المنظومة مثقلة بالفعل".