محمد الرز لـ"الدستور": نتنياهو يسعى لضرب إيران لصناعة شرق أوسط جديد تقوده إسرائيل

محمد الرز لـ"الدستور": نتنياهو يسعى لضرب إيران لصناعة شرق أوسط جديد تقوده إسرائيل
محمد
      الرز
      لـ"الدستور":
      نتنياهو
      يسعى
      لضرب
      إيران
      لصناعة
      شرق
      أوسط
      جديد
      تقوده
      إسرائيل

قال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني محمد الرز، إن إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على ضرب المنشآت النووية الإيرانية لم يكن فقط مدفوعًا بـ"الخوف اليهودي التقليدي" من اقتراب دولة إقليمية، تعتبرها إسرائيل عدوًا دائمًا، من امتلاك قنبلة نووية يمكن أن تُعطّل فاعلية الترسانة النووية الإسرائيلية التي تتجاوز 200 رأس نووي، بل إنه – أي نتنياهو – يرى في تلك الضربات مدخلًا لتحقيق مشروعه المعلن قبل نحو ثلاثة أسابيع بقيام شرق أوسط جديد تكون فيه إسرائيل هي الدولة العظمى.

"الظن العنصري" أخطأ في تقدير رد الفعل الإيراني

وأضاف الرز في تصريحات لـ الدستور، أن نتنياهو "ظن – وكثير من هذا الظن العنصري هو إثم مبين – أن ضرب المشروع النووي الإيراني سوف يؤدي إلى إخضاع إيران أو ربما إسقاط نظامها القائم منذ أكثر من 48 عامًا"، مستفيدًا من ما وصفه بـ"هبوط مستوى رئيس الولايات المتحدة الأميركية من زعامة العالم إلى شريك في خدعة سياسية أسهمت في إنجاح الضربة الأولى ضد إيران".

وأوضح، أن نتنياهو كرر نمطًا من العمليات يشبه إلى حد كبير الضربات النوعية الإسرائيلية ضد حزب الله في لبنان، والتي شملت اغتيالات، واختراقات أمنية، وتدمير مواقع، لكنه فوجئ برد مختلف من طهران، التي استوعبت الضربة الأولى بسرعة وردّت بعملية موجعة داخل العمق الإسرائيلي، في جبهة كانت إسرائيل تحرص على تحييدها طيلة 77 عامًا، منذ إعلان قيامها.

تل أبيب.. من "جنة الاستثمار" إلى شبح غزة

وتابع: "إن الضمانة الأساسية لقيام واستمرار إسرائيل كانت تقوم على إغراء يهود العالم بالهجرة إليها باعتبارها جنة استقرار واستثمار، لكن اليوم – ومع سياسات نتنياهو العنصرية – تحوّلت تل أبيب إلى مشهد يقترب من بعض مناطق غزة المدمرة، حيث يحتجز الناس تحت الأنقاض، أو إلى ما يُشبه مشهد لبنان في فترات الانهيار، حين فرّ مواطنوه بالقوارب نحو قبرص".

وأشار إلى أن أخطر ما يروّجه نتنياهو هو وصف عدوانه على إيران بأنه "معركة وجودية" لإسرائيل، متسائلًا: "من الذي قاد هذا الكيان إلى تهديد وجوده؟ وهل تستطيع إسرائيل أن تتحمل ما يمكن لإيران أن تتحمله؟".

انزلاق إقليمي وتحذير السيسي يتحقق

ويرى الرز أن حكومة تل أبيب انزلقت إلى المسار الذي سبق أن حذّر منه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حين نبه إلى أن توسيع الحرب قد يُطيح بكامل المعادلات الإقليمية. وهو ما بدأ بالفعل، وفقًا للرّز، بظهور مؤشرات على دخول أطراف جديدة على خط الأزمة، مثل باكستان وكوريا الشمالية، بينما لن تبقى الصين وروسيا في موقع المتفرّج أمام ما يتعرض له حليفهما الإيراني، في حين تبدو الولايات المتحدة حتى الآن مترددة في الانخراط الكامل في الحرب.

صمود إيران أم انفلات إسرائيلي؟

واختتم الرز تصريحه: "مع استمرار الحرب يومًا بعد يوم، نقترب أكثر من نقطة اللا عودة. فإما أن يحقق نتنياهو أهدافه ويواصل سياسة الانفلات في غزة والضفة ودول عربية أخرى – وهو أمر بالغ الصعوبة – أو أن تصمد إيران وتعود لدورها الإقليمي، لكن بشكل جديد لا يقوم على التوسّع أو التدخّل".

وأضاف: "في المحصلة، فإن إسرائيل لن تتحمّل مزيدًا من الخسائر المؤلمة، ولذلك سارع الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب لطرح مساعٍ لحل الأزمة، بعدما أصبحت إسرائيل لا تجد نصيرًا سوى واشنطن.. ومع ذلك، لم نرَ حتى الآن عشرين أوروبيًا أو أميركيًا واحدًا يتظاهر تأييدًا لها".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق تكنولوجيا الأغذية يوضح التسمم الغذائي والمخاطر والأسباب وسبل الوقاية
التالى «جولة دبلوماسية جديدة».. وزير خارجية إيران يزور مصر ولبنان الأسبوع المقبل