واقع مأزوم.. كيف يتحدث الإيرانيون عن الحرب؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

زادت وتوسعت التخوفات فى الشارع الإيرانى مع استمرار الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران والنظر الى تداعياتها وانعكاساتها على مختلف الأوضاع الإيرانية بقلق كبير حيث يشهد الصراع الجارى بين إيران وإسرائيل تأثيرات اقتصادية مدمرة تزداد حدة يومًا بعد يوم، مما يُثير حالة الخوف العميقة حتى داخل النظام الإيرانى من انهيار اقتصادى قد يؤدى إلى فقدان السيطرة. فالنظام يحاول إخفاء هذا القلق خلف شعارات تدعو إلى المقاومة والصمود، لكن الضربات العسكرية المتكررة والعقوبات المحتملة تكشف عن تناقض واضح بين الادعاءات الرسمية والواقع المأزوم. خاصة الأوضاع الاقتصادية وتأثير الحرب الجارية على الاقتصاد الإيراني، بما فى ذلك الاحتياطيات، الدبلوماسية النووية، والأسواق، وايضا التحديات التى تواجه الحكومة فى السيطرة على الوضع وسط هذا الصراع المتصاعد الذى قد يهدد بانهيار شامل إذا لم يتم التعامل معه بحكمة.
 

f91a1957d7.jpg


الصحف الإيرانية تبرز المخاوف الاقتصادية من استمرار الصراع بين إسرائيل وإيران

  طهران تواجه تحديات كبيرة فى توفير الاحتياجات الضرورية للمواطنين

  نفاد الموارد قد يدفع الحكومة إلى فرض ضرائب لتوفير الطاقة

179caed9d1.jpg


أبرزت الصحف الإيرانية هذا الوضع المازوم فتناولت “هم مين” فى مقالها "الاحتياطيات فى ظروف استثنائية"، بتفصيل حالة الاحتياطيات الإيرانية من الطاقة والموارد الأساسية، مشيرة إلى أن الحكومة تواجه ضغوطًا كبيرة لضمان الإمدادات فى ظل الحرب الجارية. الصحيفة أوضحت أن القادة يعانون من خوف شديد من نفاد الموارد، خاصة مع الضربات الإسرائيلية التى تستهدف البنية التحتية، مما يدفع الحكومة إلى فرض ضربات أجل لتوفير الطاقة. كما أبرز المقال تناقضًا بين الادعاءات بكفاية الموارد والواقع الذى يكشف عن أزمة محتملة.
كما ركزت الصحيفة على تفاقم التوترات الإقليمية، مشيرة إلى أن الحرب الجارية قد تؤدى إلى انهيار الدبلوماسية النووية بين إيران وأمريكا. الصحيفة أكدت أن النظام يخشى بشكل كبير من فقدان الفرص الدبلوماسية، خاصة مع تصاعد الضربات العسكرية التى تهدد المفاوضات. وإلى تناقض بين الشعارات الداعية إلى المقاومة والخوف من عزلة دولية.كما تناولت "ورقة النفط عادت"، تحول السوق النفطية بسبب الحرب، مشيرة إلى أن إيران قد تستخدم نفوذها فى تصدير النفط كورقة تفاوضية. الصحيفة أوضحت أن هذا الخيار يثير قلقًا داخل النظام من رد فعل الغرب، خاصة إذا أدى إلى فرض عقوبات إضافية، مما يُبرز تناقضًا بين الاعتماد على النفط والمخاطر الاقتصادية.
وفى دنيا الاقتصاد تناولت فى مقالها "مهمة السياسة فى ظروف الحرب"، التحديات التى تواجه صانعى السياسات، مشيرة إلى أن الحكومة مضطرة لاتخاذ قرارات صعبة للتحكم فى الاقتصاد وسط الصراع. الصحيفة أكدت أن الخوف من انهيار السوق يدفع إلى سياسات غير فعالة، مما يُظهر تناقضًا بين الحاجة إلى الاستقرار والفوضى الاقتصادية الناتجة عن الحرب.
أما جهان صنعت فى مقالها "تنگه هرمز على الطاولة"، تناولت احتمالية استخدام إيران لتنگه هرمز كأداة ضغط، مشيرة إلى أن هذا الخيار يثير حالة خوف داخل النظام من ردود فعل عسكرية أو اقتصادية دولية. الصحيفة أوضحت أن إغلاق التنگة قد يعزز مكانة إيران مؤقتًا، لكنه يحمل مخاطر كارثية، مما يُبرز تناقضًا بين الاستراتيجية والنتائج المحتملة.
و فى مقالها "ظلال الحرب على الاستثمار"، ركزت على تأثير الصراع على الاستثمارات، مشيرة إلى أن المستثمرين يتراجعون خوفًا من الاضطرابات، مما يزيد من قلق الحكومة من انهيار الاقتصاد. الصحيفة أكدت أن هذا الوضع يُعزز التناقض بين الشعارات الاقتصادية والواقع المتراجع.
وفى مقالها "كيف تتحكم الحكومة بالاقتصاد والأسواق فى ظروف الحرب؟"، تناولت التحديات اللوجستية، مشيرة إلى أن النظام يعانى من صعوبة السيطرة على الأسعار والإمدادات. الصحيفة أوضحت أن الخوف من الفوضى الاقتصادية يدفع إلى قرارات متسرعة، مما يُظهر تناقضًا بين السيطرة المزعومة والفشل الفعلي.
أما فى فرهيختگان تناولت فى مقالها "أوراق القوة الأربعة فى التأسيسات النفطية"، قدرات إيران فى مجال النفط كأداة استراتيجية، مشيرة إلى أن النظام يراهن على هذه الأوراق لمواجهة الضغوط. الصحيفة أكدت أن الخوف من فقدان هذه القدرات يدفع إلى مخاطرة كبيرة، مما يُبرز تناقضًا بين الثقة والقلق. وفى هم ميهن فى مقالها "ظلال القلق الأمنى على الاقتصاد"، تناولت تأثير الخوف الأمنى على الاستثمار والإنتاج، مشيرة إلى أن الحرب الجارية تزيد من حالة الرعب داخل النظام. الصحيفة أوضحت أن هذا الوضع يُعزز التناقض بين الاستقرار المطلوب والفوضى الراهنة.
يواجه الاقتصاد الإيرانى تحديات هائلة وسط الحرب الجارية مع إسرائيل، حيث الضربات العسكرية والعقوبات المحتملة تهددان بالانهيار الشامل. التناقض بين الشعارات التى تتحدث عن القوة الاقتصادية والواقع المأزوم الذى يكشف عن ضعف فى الاحتياطيات والدبلوماسية يُظهر أزمة وجودية. الرؤية المستقبلية تبدو محفوفة بالمخاطر، حيث قد يؤدى الاعتماد على أوراق مثل تنگه هرمز أو النفط إلى انتصار مؤقت أو كارثة طويلة الأمد، مما يتطلب حلولًا فورية لتجنب الانهيار الاقتصادى والاجتماعي.

 

27bf50f1a3.jpg


النظام يخفى قلقه وفشله خلف خطابات رسمية مفعمة بالحماس 

انهيار تدريجى فى الثقة الداخلية والمصداقية الدولية بسبب الخسائر البشرية والمادية الناجمة عن الحرب

 

مع تصاعد الحرب بين إيران وإسرائيل، تزداد حالة خوف عميقة داخل النظام الإيرانى من العواقب المدمرة التى قد تنجم عن هذا الصراع المتصاعد. النظام يحاول إخفاء هذا القلق خلف خطابات رسمية مفعمة بالحماس تتحدث عن القدرة على المقاومة والنصر العسكري، لكن الضربات العسكرية المتكررة التى تشنها إسرائيل، إلى جانب الضغوط الاقتصادية والدولية المتزايدة، تكشف عن انهيار تدريجى فى الثقة الداخلية والمصداقية الدولية. هذا الخوف ينبع من خشية القادة من فقدان السيطرة على الوضع، سواء بسبب الخسائر البشرية والمادية الناجمة عن الضربات المباشرة، أو بسبب العقوبات الدولية المحتملة التى قد تُفرض فى حال تصاعد الصراع، مما يُعزز تناقضًا واضحًا بين الشعارات الرسمية التى تروج للقوة والصمود، والواقع المأزوم الذى يهدد بانهيار النظام إذا استمر الوضع الحالى دون حلول فاعلة. وفى صحيفة ستاره صبح وفى مقالها "عواقب الحرب الخفية والظاهرة"، ركزت على تحليل عميق للتأثيرات المباشرة وغير المباشرة للحرب، مشيرة إلى أن النظام يعيش حالة خوف شديد من انهيار الاقتصاد بسبب التكاليف العالية للعمليات العسكرية والحاجة إلى توجيه الموارد نحو الحرب بدلًا من حل الأزمات الداخلية مثل البطالة والتضخم. الصحيفة أكدت أن الضربات الإسرائيلية قد تؤدى إلى تعطيل القطاعات الحيوية مثل الطاقة والصناعة، مما يزيد من مخاوف القادة من فقدان الاستقرار الاجتماعي، خاصة مع احتمال تصاعد الاحتجاجات الشعبية. وأبرزت تناقضًا بين الشعارات التى تتحدث عن الانتصار العسكري، والواقع الاقتصادى المنهار الذى قد يجعل النظام عاجزًا عن تحمل تداعيات الصراع الطويل.
بينما تناولت هم ميهن فى مقالها "تبعات النار التى أشعلها إسرائيل"، بتفصيل تفاقم التوترات الإقليمية الناتجة عن الاشتباكات الحالية، مشيرة إلى أن النظام يخشى بشكل كبير من توسع الحرب لتشمل دولًا أخرى فى المنطقة، مما قد يؤدى إلى حرب إقليمية شاملة. الصحيفة أوضحت أن هذا الخوف ينبع من احتمال انهيار التحالفات الإقليمية التى يعتمد عليها النظام، إلى جانب الضغوط الدولية التى قد تفرض عقوبات أكثر صرامة. الكاتب أشار إلى أن هذا الوضع يُظهر تناقضًا بين الشعارات التى تروج للمقاومة الإقليمية، والقلق الداخلى من فقدان السيطرة على الوضع العام.
وفى اعتماد ركزت فى مقالها "حرب إسرائيل ضد إيران: اعتداء غير مبرر"، على تحليل الضربات العسكرية الإسرائيلية، مشيرة إلى أن النظام يعانى حالة خوف مستمر من ردود الفعل الدولية التى قد تترجم إلى دعم عسكرى أو اقتصادى لإسرائيل. الصحيفة أكدت أن القادة يخشون من أن تؤدى هذه الضربات إلى فرض عقوبات دولية جديدة، مما قد يزيد من حدة الأزمات الداخلية، خاصة مع احتمال انهيار القطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم. الكاتب أبرز تناقضًا بين الادعاءات بأن الحرب ستعزز مكانة النظام، والخوف الفعلى من العواقب الدولية والداخلية.
وتناولت جهان صنعت فى مقالها "خاتمة الحرب ليست قريبة"، استمرار الصراع العسكري، مشيرة إلى أن النظام يعيش حالة خوف من الانهيار الاقتصادى والاجتماعى الناتج عن طول أمد الحرب. الصحيفة أوضحت أن التكاليف العسكرية قد تؤدى إلى تفاقم الفقر والبطالة، مما يزيد من مخاوف القادة من اندلاع ثورات شعبية قد تعصف بالنظام. الكاتب أشار إلى تناقض واضح بين الشعارات التى تتحدث عن المقاومة الباسلة، والواقع الذى يكشف عن ضعف فى القدرة على تحمل تداعيات الصراع الطويل.
حالة الخوف داخل النظام تتزايد مع استمرار الحرب، حيث الضربات العسكرية الإسرائيلية والعقوبات المحتملة تهددان بانهيار الاقتصاد والاستقرار الاجتماعى على حد سواء. التناقض بين الشعارات الرسمية التى تتحدث عن النصر والصمود، والواقع المأساوى الذى يعكس ضعفًا استراتيجيًا ودبلوماسيًا، يُظهر أزمة وجودية تهدد بانهيار النظام. 
الرؤية المستقبلية تبدو محفوفة بالمخاطر، حيث قد يؤدى استمرار هذا الوضع إلى تصاعد الاحتجاجات الشعبية أو سقوط النظام إذا لم يتم التعامل مع العواقب المدمرة بحلول فورية وفعالة.


سيناريوهات المخاطر والفرص فى ظل الصراع المستمر
تتشابك الأزمات الإقليمية والدولية واحتمالات تغيير جذرى فى التوازنات السياسية والعسكرية بالمنطقة


تتجه الأنظار نحو استكشاف الرؤى المستقبلية للحرب المتصاعدة بين إيران وإسرائيل، حيث تتشابك المخاطر الإقليمية والدولية مع احتمالات تغيير جذرى فى التوازنات السياسية والعسكرية. النظام الإيرانى يواجه تحديات هائلة فى رسم مسار مستقبلى يمكنه من الخروج من هذا الصراع بأقل الخسائر، حيث يحاول الجمع بين الشعارات الرسمية التى تتحدث عن المقاومة والانتصار العسكري، والواقع الذى قد يقود إلى عزلة دبلوماسية شاملة أو انهيار داخلى بسبب الضغوط الاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن الحرب. هذه الرؤى تُظهر تناقضًا صارخًا بين الأهداف الاستراتيجية المعلنة التى تتمحور حول تعزيز النفوذ الإقليمي، والضرورات الملحة التى تتطلب وقفًا عاجلًا للصراع لتجنب الكارثة، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت الحرب ستؤدى إلى انتصار مؤقت قد يتبعه انهيار طويل الأمد، أم إلى تغيير جذرى فى السياسة الإيرانية قد يشمل تطوير السلاح النووى كأداة ردع، أو ربما إلى نهاية لا يمكن التنبؤ بها تهدد بزوال النظام نفسه.
تناولت ستاره صبح فى مقالها "زلزال الحرب"، الآثار الإقليمية المحتملة للصراع، مشيرة إلى أن الحرب قد تؤدى إلى إعادة تشكيل التحالفات فى المنطقة، حيث قد تتحول الدول المجاورة إلى ساحات إضافية للاشتباكات إذا لم يتم احتواء الوضع. الصحيفة أوضحت أن المستقبل قد يشهد تصاعدًا عسكريًا غير مسبوق، خاصة إذا استمر التوتر بين إيران وإسرائيل، مما قد يدفع دولًا مثل السعودية أو تركيا إلى التدخل بشكل مباشر أو غير مباشر، مما يزيد من مخاطر عزلة إيران دبلوماسيًا واقتصاديًا. الكاتب أشار إلى أن هذا السيناريو يثير مخاوف داخل النظام من فقدان النفوذ الإقليمي، مما يُبرز تناقضًا بين الشعارات التى تتحدث عن القوة العسكرية والواقع الذى قد يؤدى إلى ضعف استراتيجي.
وركزت هم ميهن فى مقالها "تحليل خبراء نيولاينز حول الاشتباك الأخير"، على تقييم متعمق من قبل خبراء فى معهد نيولاينز، مشيرة إلى أن الحرب قد تؤدى إلى تعزيز البرنامج النووى الإيرانى كأداة ردع مستقبلية ضد إسرائيل والغرب. الصحيفة أوضحت أن الخبراء يرون أن النظام قد يستغل الصراع الحالى لتبرير زيادة الاستثمارات فى التخصيب العالي، ربما بهدف تطوير سلاح نووي، وهو أمر قد يغير التوازنات الإقليمية إذا نجح، لكنه يحمل مخاطر تصاعد الضغوط الدولية التى قد تؤدى إلى حرب شاملة. الكاتب أبرز أن هذا التوجه يُعزز حالة القلق داخل النظام من ردود الفعل الغربية، مما يُظهر تناقضًا بين الطموحات النووية والحاجة إلى تفادى العقوبات.
وفى مقالها "مستقبل النووى الإيرانى سى تغير"، تناولت بتفصيل احتمال حدوث تحول كبير فى السياسة النووية الإيرانية، مشيرة إلى أن النظام قد يوجه كامل موارده نحو تطوير السلاح النووى كرد فعل على الضربات الإسرائيلية. الصحيفة أكدت أن هذا الخيار قد يعزز موقف إيران كقوة إقليمية رادعة، لكنه يثير مخاوف دولية قد تترجم إلى هجمات عسكرية موحدة أو عقوبات اقتصادية مدمرة، مما يجعل النظام فى مأزق استراتيجي. الكاتب أشار إلى أن هذا التناقض بين الهدف الطويل الأمد والمخاطر الآنية يُثير حالة قلق داخل القيادة حول كيفية التوفيق بين الاثنين.
وتناولت جهان صنعت فى مقالها "مصير المفاوضات والتهدئة"، دور رد الفعل الإيرانى فى تحديد المستقبل، مشيرة إلى أن نجاح أى مفاوضات لإحلال التهدئة يعتمد على قدرة النظام على إثبات قوته العسكرية دون تصعيد الحرب. الصحيفة أوضحت أن الفشل فى الوصول إلى اتفاق قد يدفع الوضع نحو حرب طويلة الأمد، مما قد يؤدى إلى انهيار الاقتصاد بسبب استنزاف الموارد، بينما النجاح فى التفاوض قد يعزز مكانة النظام دبلوماسيًا. الكاتب أبرز تناقضًا بين الشعارات التى تدعو إلى المقاومة والحاجة الملحة إلى وقف النزاع.
وتناولت آرمان ملى فى مقالها "لا يجب أن تتسع جغرافية الحرب"، الحاجة الملحة إلى احتواء الصراع، مشيرة إلى أن المستقبل قد يشهد استقرارًا نسبيًا إذا تم السيطرة على التوسع العسكري، لكن الفشل فى ذلك قد يؤدى إلى كارثة إقليمية تطال دولًا أخرى. الصحيفة أكدت أن النظام يواجه ضغوطًا للحفاظ على الوحدة الداخلية أثناء الصراع، مما يزيد من مخاوفه من تفاقم الاحتجاجات الشعبية إذا طال القتال. الكاتب أشار إلى أن هذا الوضع يُظهر تناقضًا بين الدعوة إلى الدفاع الوطنى والخوف من انهيار النسيج الاجتماعي.
الرؤى المستقبلية للحرب تُقدم سيناريوهات متضاربة ومعقدة، حيث قد تؤدى إلى تعزيز النفوذ الإيرانى من خلال تطوير السلاح النووى أو تعزيز التحالفات الإقليمية، أو قد تنتهى بعزلة دبلوماسية واقتصادية محتملة قد تكون كارثية. التناقض بين الشعارات القتالية التى تروج للانتصار والمخاطر الواقعية التى تشمل الانهيار الاقتصادى والاجتماعى يُبرز أزمة استراتيجية عميقة تواجه النظام. الرؤية المستقبلية تبدو محفوفة بالمخاطر، حيث قد يؤدى استمرار الصراع إلى تغيير جذرى فى المنطقة، سواء من خلال تعزيز القدرات النووية أو عبر انهيار النظام نفسه إذا لم يتم إيجاد حل دبلوماسى أو عسكرى يضمن الاستقرار، مما يجعل المستقبل رهينة للقرارات التى سيتخذها النظام فى الأيام المقبلة.

cd217595fb.jpg


الضربة الإسرائيلية لإيران.. لحظة محورية قد تُغير النظام
جيسون بيرك: الاستراتيجية الإسرائيلية تعتمد على تقوّض نفوذ طهران بشكل منهجى 
 

يُمثل الهجوم العسكرى الإسرائيلى الأخير على إيران نقطة تحول فى الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط، وله تداعيات بعيدة المدى على موازين القوى الإقليمية ومستقبل النظام الإيرانى نفسه. ووفقًا لمراسل الشؤون الأمنية الدولية، جيسون بيرك، فإن هذا الهجوم ليس حادثًا معزولًا، بل هو أحدث تطور فى سلسلة من التحركات الاستراتيجية الإسرائيلية، كل منها يُقوّض نفوذ طهران بشكل منهجي، وفى الوقت نفسه يُعزز موقف إسرائيل.
من غزة إلى طهران
يمكن إرجاع جذور الأزمة الحالية إلى الهجوم الذى قادته حماس على إسرائيل فى ٧ أكتوبر ٢٠٢٣. فرغم أن رد الفعل الإسرائيلى القوى والقاتل فى غزة كان مُدمرًا للفلسطينيين، إلا أنه نجح فى تحييد حماس كتهديد مباشر وكبير. وكانت حماس، العضو الأساسى فى "محور المقاومة" - وهو تحالف إقليمى من الجماعات التى جمعتها إيران لبسط نفوذها - عنصرًا حاسمًا فى استراتيجية طهران الإقليمية للردع.
إضعاف محور المقاومة
استمر زخم إسرائيل بهجوم جريء على السفارة الإيرانية فى دمشق فى أبريل ٢٠٢٤، والذى أسفر عن مقتل عدد من العناصر الإيرانية الرئيسية. ردّت إيران بشكل مباشر، فى تصعيد ملحوظ، لكن هجومها بالطائرات المسيرة أثبت عدم فعاليته إلى حد كبير. لعقود، كان الصراع بين إيران وإسرائيل يدور بشكل غير مباشر، من خلال وكلاء وعمليات سرية، لكنه الآن يتفجر إلى مواجهة مفتوحة.
سقوط حزب الله والأسد
بحلول الخريف التالي، ومع إضعاف حماس بشكل كبير، حوّلت إسرائيل تركيزها إلى حزب الله فى لبنان - أقوى جماعة ضمن محور إيران. نجحت إسرائيل فى القضاء على قيادة حزب الله ومعظم ترسانته الصاروخية، وغزت جنوب لبنان دون مقاومة تُذكر. حتى أشد مؤيدى حزب الله أدركوا حجم الهزيمة. وأدى رد إيران اللاحق، وهو هجوم جوى آخر فاشل، إلى مزيد من الغارات الجوية الإسرائيلية التى شلّت الدفاعات الجوية الإيرانية، مما مهد الطريق لهجوم أوسع نطاقًا يوم الجمعة على الأراضى الإيرانية. أدى التراجع المفاجئ لحزب الله إلى تعريض نظام الأسد فى سوريا للخطر، مما أدى إلى انهياره فى ديسمبر/كانون الأول، وهو ما مثّل ضربة موجعة لنفوذ إيران. كشف هذا التحول عن وكلاء إيران فى سوريا، وسمح للطائرات الإسرائيلية بوصول أكبر إلى الأهداف الإيرانية.
وكلاء معزولون وتحالف يتلاشى
ومع تثبيط الميليشيات المدعومة من إيران فى سوريا والعراق عن التصعيد ضد إسرائيل، لم يبقَ سوى الحوثيين فى اليمن عدائيين نشطين، مركّزين على إجراءات تخريبية، وإن كانت رمزية إلى حد كبير، ضد الملاحة فى البحر الأحمر، وإطلاق صواريخ غير فعّالة باتجاه إسرائيل.
أخطاء طهران الاستراتيجية 
بحلول أوائل ربيع عام ٢٠٢٥، بدا اعتماد المرشد الأعلى الإيرانى على خامنئى على القوات بالوكالة مُضلّلًا بشكل متزايد. استغل رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ما اعتبره فرصة استراتيجية عابرة، واستعد لهجوم كبير. على الرغم من تجاوز الموعد النهائى المقرر فى أبريل/نيسان، إلا أن انتهاء مهلة الستين يومًا لإجراء محادثات نووية جديدة - والتى بدأها الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب - وفّر زخمًا إضافيًا للتحرك.
وفى رسالة مباشرة إلى الشعب الإيراني، وصف نتنياهو الحملة الإسرائيلية المستمرة بأنها فرصة للإيرانيين "لنيل حريتهم"، ملمّحًا إلى طموحات تتجاوز مجرد الأهداف العسكرية.
استهداف الحرس القديم 
ركزت الضربات الإسرائيلية على كبار القادة العسكريين والعلميين الإيرانيين - وكثير منهم من قدامى المحاربين فى حقبة ما بعد الثورة والحرب العراقية الإيرانية، وشخصيات أساسية فى الحرس الثورى الإسلامى والنظام الحالي. وشملت هذه الخسائر علماء نوويين ومساعدين مقربين من المرشد الأعلى الإيراني، مما يؤكد نية الهجوم تفكيك ليس فقط الأصول العسكرية، بل أركان سلطة النظام نفسها.
يشير تحليل بيرك إلى أنه فى حين أنه من غير المرجح أن تعود إيران إلى تحالفها السابق مع إسرائيل والولايات المتحدة، فإن قوة الجيل الثورى تواجه ضربة قاضية محتملة. قد لا تؤدى عواقب هذه الحرب إلى العودة إلى التحالفات السابقة، لكن قبضة أولئك الذين قادوا الثورة الإيرانية عام ١٩٧٩ قد ضعفت بشدة - ربما بشكل لا رجعة فيه.
وكلاء إيران
لا يُعد الهجوم الإسرائيلى الأخير على إيران حدثًا معزولًا، بل هو تتويج لحملة ممنهجة غيّرت موازين القوى فى الشرق الأوسط بشكل جذري. يتتبع مراسل الأمن الدولى جيسون بيرك سلسلة الإجراءات العسكرية والسياسية التى أضعفت شبكة إيران الإقليمية، مما مهد الطريق فى النهاية لهجوم إسرائيلى مباشر على الأراضى الإيرانية. ويرتكز هذا التحليل على التأكيد على أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو قد فكك، تدريجيًا، قاعدة نفوذ طهران، تاركًا النظام فى وضع هشّ غير مسبوق.
تأثير الدومينو
بدأ التصعيد فى ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، بهجوم قادته حماس على إسرائيل. كان رد إسرائيل قويًا ومدمرًا، مما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين. وفى غضون أسابيع، انخفضت القدرات العسكرية لحماس إلى درجة لم تعد فيها الحركة تُشكّل تهديدًا كبيرًا للمواطنين الإسرائيليين. مثّل هذا التحول الضربة الأولى لما تُسميه طهران "محور المقاومة"، وهو تحالف من مجموعات إقليمية تشكّل على مدى العقد الماضى لتوسيع النفوذ الإيرانى وردع الهجمات على برنامجها النووي.
المواجهة المباشرة
فى أبريل ٢٠٢٤، استهدفت إسرائيل مجمع السفارة الإيرانية فى دمشق، مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص. ولأول مرة، ردّت إيران مباشرةً، مُطلقةً وابلًا من الطائرات المُسيّرة على إسرائيل - على الرغم من أن الهجوم لم يُؤثّر سلبًا. مثّلت هذه اللحظة تحولًا كبيرًا عن الحروب بالوكالة والاغتيالات والضربات غير المباشرة التى ميّزت الأعمال العدائية بين إيران وإسرائيل لعقود. فجأةً، لم يعد صراعهما مُبهمًا، بل أصبح مُعلنًا ومباشرًا.
الضربة الحاسمة
مع تحييد حماس، ركّزت إسرائيل على حزب الله، العضو الأبرز فى تحالف إيران الإقليمي. فى سبتمبر/أيلول، أنزلت إسرائيل بحزب الله هزيمة ساحقة: فقد دُمّرت كامل قيادته ومعظم مخزونه الصاروخي، وغزت القوات الإسرائيلية جنوب لبنان بأقل قدر من المقاومة. حتى أشدّ مُؤيدى الحزب أقرّوا بحجم خسارتهم.
أدى رد إيران - وهو هجوم جوى ثانٍ غير فعال - إلى مزيد من الغارات الجوية الإسرائيلية، مما أدى هذه المرة إلى تدمير جزء كبير من منظومة الدفاع الجوى الإيرانية. وقد خفّض هذا التطور بشكل كبير من المخاطر المرتبطة بشن ضربات أعمق داخل إيران.
انهيار الأسد وانهيار التحالف
كما أن الضعف المفاجئ لحزب الله ترك نظام الأسد فى سوريا مكشوفًا. فعندما شنّ المتمردون هجومًا جديدًا، لم يعد بإمكان حزب الله تقديم الدعم. سقط نظام الأسد فى ديسمبر، مما أدى إلى قطع تحالف استراتيجى طويل الأمد بين طهران ودمشق. لم تُضعف هذه الهزيمة "محور المقاومة" الإيرانى فحسب، بل منحت إسرائيل أيضًا حرية عملياتية أكبر فى المنطقة، لا سيما فيما يتعلق بالغارات الجوية على الأصول الإيرانية.
نهاية النفوذ الإيرانى الإقليمي
مع ردع الميليشيات فى سوريا والعراق بفعالية، ظل الحوثيون فى اليمن الوكيل الوحيد لإيران الذى لا يزال نشطًا ضد إسرائيل. وبينما كانوا يضايقون السفن فى البحر الأحمر ويطلقون صواريخ من حين لآخر على تل أبيب، إلا أن هذه الإجراءات كانت رمزية إلى حد كبير ولم تُحدث تأثيرًا استراتيجيًا.
سوء التقدير وضياع المواعيد النهائية
بحلول ربيع عام ٢٠٢٥، بدا اعتماد المرشد الأعلى الإيرانى على خامنئى على الجماعات التابعة له مضللًا للغاية. نتنياهو، الذى شعر بفرصة ضائعة، كثّف استعداداته للهجوم المباشر الذى طالما تصوره. ورغم انقضاء الموعد النهائى الذى فرضه على نفسه فى أبريل/نيسان، تصاعد الضغط مع انتهاء مهلة الستين يومًا لإجراء مفاوضات نووية جديدة - التى حددها الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب. وعشية الهجوم، خاطب نتنياهو الإيرانيين مباشرةً، مُعلنًا أن العمليات العسكرية الإسرائيلية تهدف إلى "تمهيد الطريق أمامكم لتحقيق حريتكم". أبرز هذا التصريح الطموح الأوسع وراء الحملة: ليس فقط الردع العسكري، بل إضعاف النظام الذى يحكم إيران منذ عام ١٩٧٩، إن لم يكن إسقاطه.
ضرب قلب النظام
لم تقتصر العملية الإسرائيلية على البنية التحتية أو المعدات العسكرية. استهدفت هذه العملية تحديدًا كبار قادة إيران، بمن فيهم كبار ضباط الحرس الثورى الإسلامى - الذين كان العديد منهم لاعبين أساسيين منذ سقوط الشاه، ومن قدامى المحاربين فى الحرب الإيرانية العراقية، ذلك الصراع الذى شكّل هوية النظام. ومن بين الضحايا البارزين علماء نوويون وكبار مساعدى المرشد الأعلى خامنئي، مما يشير إلى نية ضرب جوهر المشروع الثورى الإيراني.
توقعات
يشير تحليل جيسون بيرك إلى أنه حتى لو لم تعد إيران إلى تحالفاتها السابقة لعام ١٩٧٩ مع إسرائيل والولايات المتحدة، فإن هيمنة الجيل الثورى الراسخة فى خطر. يبدو أن سلطة أولئك الذين أطاحوا بالشاه وبنوا النظام الحالى قد تقوّضت بشكل خطير - وربما بشكل مُميت - بسبب الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة. وهذا يُمثل نقطة تحول مُحتملة فى التاريخ الإيرانى والنظام الإقليمى الأوسع.

bb32ff1b76.jpg

من يستطيع أن يتحمل المزيد من الألم؟


مع تبادل إسرائيل وإيران الضربات فى مواجهة عسكرية غير مسبوقة، أصبح السؤال المحورى لكل الحكومتين واضحًا: من يتحمل المزيد من الألم، وبأى ثمن؟ يُحلل مارك أوربان، الكاتب فى صحيفة صنداى تايمز، الحرب المتصاعدة بسرعة، كاشفًا ليس فقط عن التحركات التكتيكية لكلا الجانبين، بل أيضًا عن المخاطر الكبيرة التى يُقدم عليها كل منهما لخطأ كارثى فى الحسابات.
ميزة إسرائيل المبكرة
فى الأيام الأولى للصراع، أظهرت إسرائيل تفوقًا جويًا ساحقًا. وشهدت الليلة الثانية تحليق عشرات الطائرات المقاتلة التابعة لجيش الدفاع الإسرائيلى فوق طهران، بعد قصف أولى شنته ٢٢٠ طائرة على بطاريات الصواريخ الإيرانية والمواقع النووية وأهداف القيادة. أثبتت شبكة الموساد الاستخباراتية الشهيرة مدى نفوذها، حيث أطلقت الفرق الإسرائيلية طائرات بدون طيار وأسلحة مضادة للدبابات لتدمير الصواريخ الإيرانية حتى أثناء تحضيرها لإطلاق. ولقد أثمرت عقود من العمل السرى فى إيران: فقد أدت قدرة الموساد على تجنيد عناصر داخل النظام ونشر عملاء من الأقليات إلى ضربات دقيقة واغتيالات، مما عطّل القدرات العسكرية الإيرانية وهيكلها القيادى بشكل كبير.
الرد والحدود
شملت الهجمات المضادة الإيرانية موجات كبيرة من الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية. وبينما تم اعتراض معظمها، وصل عدد قليل منها إلى المدن الإسرائيلية، مما أسفر عن مقتل مدنيين وجرح العشرات. بالنسبة لإيران، أثبت هذا "الرد بلا حدود" حجم ترسانتها وحدودها الكامنة: فقد صدّعت أنظمة الدفاع الصاروخى الإسرائيلية جزءًا كبيرًا من الهجوم، وفشلت الضربات الإيرانية فى إضعاف القدرة العسكرية الإسرائيلية بشكل كبير.
ومع ذلك، فإن أى صاروخ إيرانى يفلت من العقاب يُعطى دفعة معنوية ونصرًا دعائيًا، ومع استمرار الحرب، قد تلجأ إيران إلى سمعتها فى تحمل الألم تحت الضغط.
التصعيد والحسابات
يميل كفة التصعيد حاليًا لصالح إسرائيل. يشير أوربان إلى أن إسرائيل تحتفظ بالقدرة على إلحاق أضرار جسيمة باستهداف البنية التحتية الإيرانية ومحطات النفط، أو فى حال احتدام الصراع، قد تلوح بردعها النووي. فى غضون ذلك، تواجه إيران "مكاسب متناقصة": فضرباتها أقل دقة، ومحاولات استهداف البنية التحتية الإسرائيلية تُنذر بردود فعل أشد. قد تأتى التهديدات ضد الأصول الأمريكية فى الخليج بنتائج عكسية، مما يجرّ القوة النارية الأمريكية إلى الحرب.
ومع ذلك، يمتلك كلا الجانبين مخزونات محدودة من الأسلحة الرئيسية - قنابل إسرائيل الخارقة للتحصينات والصواريخ الاعتراضية، وهى أكثر صواريخ إيران فعالية. ومع استمرار الصراع، تصبح الحرب اختبارًا للصمود، وفى هذا المجال، أبدى النظام الإيرانى تاريخيًا استعدادًا أكبر لقبول المعاناة الداخلية.
التوترات النووية
لا يزال البرنامج النووى الإيرانى نقطة اشتعال رئيسية. ففى حين أن الضربات الإسرائيلية الأولية ألحقت أضرارًا ببعض منشآت التخصيب، فإن الكثير من أنشطة إيران النووية مخفية فى مواقع محصنة تحت الأرض مثل فوردو وأصفهان. تنقسم أجهزة الاستخبارات الغربية حول ما إذا كانت إيران تُسخّر مخزونها من اليورانيوم عالى التخصيب لأغراض عسكرية، حيث تُدقّ الوكالة الدولية للطاقة الذرية ناقوس الخطر بشأن مواقع تخصيب جديدة ومخفية. يُشير رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو ومسؤولون أمريكيون علنًا إلى أن إيران أقرب من أى وقت مضى إلى امتلاك قنبلة، على الرغم من أن العديد من المراقبين الدوليين لا يزالون متشككين، ويحذرون من تكرار المعلومات الاستخباراتية الخاطئة التى سبقت الحرب بشأن العراق.
المشهد استراتيجى متغير
تعود قدرة إسرائيل على توجيه ضربات الآن جزئيًا إلى المشهد الإقليمى المتغير بشكل كبير. فقد أثار هجوم حماس على إسرائيل فى ٧ أكتوبر/تشرين الأول ٢٠٢٣ ردًا إسرائيليًا ساحقًا، مما أضعف بشدة كلًا من حماس وحزب الله، وكيلى إيران الإقليميين الرئيسيين. كما سقط نظام الأسد فى سوريا، وهو حليف آخر لإيران، مما زاد من عزلة طهران وقلّل من خياراتها الانتقامية. ويشير أوربان إلى أن هذه الفرصة قد تكون مؤقتة، حيث يمكن للوكلاء إعادة بناء أنفسهم ويستمر البرنامج النووى الإيرانى بوتيرة متسارعة.
إدارة ترامب
تغيرت الحسابات الدبلوماسية فى عهد الرئيس ترامب، الذى يسعى إلى إحياء الاتفاق النووى التقييدي، حتى فى ظل إشارات متضاربة من المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين. وقد دفعت الحملة الإسرائيلية، التى تأتى فى ظل مفاوضات متعثرة، المسؤولين الإيرانيين إلى اتهام واشنطن وتل أبيب بالخداع المنسق. ويلوح فى الأفق احتمال تصعيد عسكرى أمريكى إضافي، مع تأهب القواعد الأمريكية وتحرك القوات الإقليمية إلى مواقعها.
الديناميكيات الدولية والجمود الدبلوماسي
القوى العالمية منقسمة. تصدر روسيا إدانات نمطية، بينما تدفع إيران للعودة إلى المحادثات؛ وتحافظ الصين على مسافة. وتبقى المملكة المتحدة قواتها بعيدة عن الصراع المباشر، لكنها قد تنجر إليه إذا امتد القتال. أما حزب الله، الذى كان حليفًا قويًا فى السابق، فهو الآن متردد فى الانضمام إلى قتال إيران، بعد أن أضعفته النكسات الأخيرة والضغوط الداخلية.
فى الوقت الحالي، أُغلقت نافذة الدبلوماسية. ومع تعليق المفاوضات الجادة، انغمس الطرفان فى دوامة من الهجوم والرد، حيث يُحرك الكبرياء والإذلال القرارات، ويزيدان من خطر سوء التقدير الكارثي.
خطر سوء التقدير 
فى تحليل أوربا؛ لقد دخلت الحرب الإسرائيلية الإيرانية مرحلة خطيرة، حيث يُملى التحمل والكبرياء وعدم اليقين شروطها بقدر ما تُمليها المعدات العسكرية. وبينما لا تزال إسرائيل هى المسيطرة على التصعيد، تُشكل قدرة إيران على امتصاص الألم وإدامة الصراع خطرًا بحد ذاته. وبينما يسعى قادة كلا الجانبين إلى تحقيق انتصارات تُحفظ ماء الوجه، يلوح فى الأفق شبح سوء تقدير كارثى - وحرب إقليمية أوسع نطاقًا - فى الشرق الأوسط.

 

 

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق أسعار الفراخ اليوم الأحد 15 يونيو 2025 في بورصة الدواجن والأسواق بعد التراجع الأخير
التالى طارق يحيى: الأهلى قادر على تحقيق نتيجة إيجابية أمام إنتر ميامى