أكد الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، أن المريض هو الهدف الأساسي لكل سياسات واستراتيجيات الوزارة، مشددًا على أن جميع جهود تطوير البنية التحتية، وميكنة الإجراءات، وتفعيل الحوكمة والمراجعة الداخلية، تستهدف في النهاية ضمان حصول المواطن على خدمة صحية عادلة، آمنة، وذات جودة.
عبدالغفار: نطور البنية ونفعل الحوكمة من أجل خدمة صحية عادلة وآمنة للمواطن
جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لفعاليات ورشة تدريب كوادر وحدات المراجعة الداخلية والحوكمة في القطاع الصحي، التي نظمتها هيئة الرقابة الإدارية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بحضور عدد من الوزراء والمسؤولين، على رأسهم الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط، والدكتور محمد أيمن عاشور وزير التعليم العالي، وعدد من نواب وزراء الصحة وهيئة الرقابة الإدارية، إلى جانب الدكتور أحمد السبكي رئيس هيئة الرعاية الصحية.
وأشار عبدالغفار إلى أن الورشة تمثل خطوة مهمة في طريق الإصلاح الإداري، عبر بناء كوادر وطنية قادرة على أداء وظائف المراجعة الداخلية بكفاءة واحترافية، لافتًا إلى أن تعزيز منظومة الحوكمة ينعكس بشكل مباشر على تحسين الخدمات الصحية ورفع رضا المواطنين.
التعاون مع الرقابة الإدارية وبرنامج الأمم المتحدة لبناء كوادر محترفة في المراجعة الداخلية
وأضاف نائب رئيس مجلس الوزراء أن الوزارة تمضي بخطى ثابتة نحو تكريس مبادئ الشفافية والنزاهة داخل المؤسسات الصحية، من خلال أدوات مهمة مثل المراجعة الداخلية التي تضمن الاستخدام الأمثل للموارد وتصحيح المسارات، مشيدًا بالتعاون القائم بين وزارة الصحة وهيئة الرقابة الإدارية، والشركاء الدوليين، في مقدمتهم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، لترسيخ ثقافة المساءلة والحوكمة الرشيدة.
التحول الرقمي ركيزة لتحقيق الحوكمة ومراقبة كفاءة الإنفاق وتحسين الخدمات
ولفت عبدالغفار إلى أن التحول الرقمي هو أحد الأعمدة الأساسية لتحقيق الحوكمة الفعالة، موضحًا أن الوزارة نجحت في ميكنة أنظمة حيوية مثل منظومة الرعاية الحرجة، ومراكز صرف الألبان، والغسيل الكلوي، مما ساهم في إحكام الرقابة، وكفاءة الإنفاق، وتحسين الوصول إلى الخدمة الصحية.
كما أشاد بالجهود الكبيرة لهيئة الرقابة الإدارية على مدار السنوات الماضية في دعم مبادئ النزاهة والشفافية داخل مؤسسات الدولة، ومكافحة الفساد، ودورها البارز في وضع وتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد بمرحلتيها الأولى والثانية، وهو ما انعكس على تطوير بيئة العمل في القطاع الصحي.
المشاط: مصر كانت من أوائل الدول المصادقة على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد
من جانبها، أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أهمية جهود هيئة الرقابة الإدارية في التصدي لقضايا الفساد ودعم بناء سياسات وقائية فعالة، مشيرة إلى أن مصر كانت من أوائل الدول الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد منذ 2003، والتي توفر إطارًا شاملًا للنزاهة والشفافية في الشأن العام.
وشددت المشاط على أهمية التعاون الدولي، لا سيما بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، لمواجهة التحديات التنموية، وعلى رأسها الفساد، الذي يمثل أحد أبرز معوقات التنمية، مشيرة إلى ارتباط الحوكمة ومكافحة الفساد بتحقيق أهداف رؤية مصر 2030.
عاشور: تطبيق الحوكمة في المستشفيات الجامعية يضمن عدالة توزيع الخدمة ويرفع كفاءة التشغيل
بدوره، أكد الدكتور محمد أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن الحوكمة تمثل إحدى الركائز الأساسية لتطوير منظومة المستشفيات الجامعية، موضحًا أن الهدف هو تحقيق العدالة في تقديم الخدمات الطبية وتكافؤ الفرص، مع تحسين كفاءة التشغيل، وضمان الإدارة الرشيدة للموارد.
وأشار عاشور إلى أن الحوكمة تضمن الشفافية والمساءلة داخل المؤسسات الصحية الجامعية، مما يرفع من جودة التدريب والرعاية الصحية في آنٍ واحد.
برنامج الأمم المتحدة: نساند جهود مصر في بناء نظام صحي مرن وشامل عبر الحوكمة الذكية
من ناحيته، أعرب الدكتور غمار ديب، نائب الممثل الإقليمي والقائم بالأعمال ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر، عن اعتزاز البرنامج بالمشاركة في هذه المبادرة، التي تعكس التزام الحكومة المصرية بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصة الهدف الثالث المتعلق بالصحة الجيدة والرفاه.
وأكد التزام البرنامج بدعم جهود مصر في التحول المؤسسي وتقديم الدعم الفني والتقني اللازم لبناء قدرات العاملين بالقطاع الصحي، وتعزيز ثقافة الحوكمة والمساءلة.
كما أكد الدكتور تامر فرجاني، نائب رئيس هيئة الرقابة الإدارية، أن هذه الورشة تأتي ضمن استراتيجية الهيئة لتعزيز الحوكمة ومكافحة الفساد من خلال بناء القدرات وتكريس ثقافة التقييم والمساءلة، خاصة في قطاع حيوي كالصحة، مشيرًا إلى التعاون مع الشركاء المحليين والدوليين لنشر أفضل الممارسات في المراجعة والرقابة.
السبكي: الحوكمة الرقمية أساس تطوير الخدمات في التأمين الصحي الشامل بالمحافظات
في السياق نفسه، استعرض الدكتور محمد الطيب، نائب وزير الصحة، جهود إدارة الحوكمة والمراجعة الداخلية، مؤكدًا أن الوزارة حققت إنجازات في تحسين توزيع الخدمات وجودتها من خلال آليات رقابية فعالة، مما يسهم في تعزيز العدالة بين المواطنين في تلقي الخدمات.
وأضاف أن الحوكمة تُعد أداة محورية لاكتشاف التحديات مبكرًا وضمان الامتثال وتحسين أداء المؤسسات الصحية، من خلال الاستخدام الرشيد للموارد وتعزيز البنية التحتية والتغطية الصحية الشاملة.
من جانبه، أكد الدكتور أحمد السبكي، رئيس هيئة الرعاية الصحية، خلال الجلسة النقاشية، أن الهيئة حققت خطوات ملموسة في إرساء منظومة حوكمة فعالة، تعتمد على الجودة والرقابة الداخلية والتحول الرقمي، مما ساهم في تطوير خدمات الرعاية الصحية في المحافظات التي تُطبق فيها منظومة التأمين الصحي الشامل.
