قال الدكتور آصف ملحم، مدير مركز جي إس إم للأبحاث والدراسات في موسكو في تصريحات خاصة لـ «تحيا مصر» أن ساحة الصراع بين إيران و إسرائيل هي في الأساس ساحة تصارع في النفوذ بين الولايات المتحدة ومعسكرها، وروسيا ومعسكرها، لرسم على النفود العالمي.
صفحة جديدة من الصراع
ويشهد العالم صفحة جديدة من الصراع بعد أن شنت إسرائيل هجوم عسكري مباغت على إيران، لاتزال تداعيات هذه الضربة مستمرة حتى الآن، حيث سارعت طهران بحشد صواريخها الباليستية وتوجيهها إلى إسرائيل لتلقين الدولة العبرية درساً موجعاً بعد ضربها عمق الأراضي الإيرانية.
الخسائر بين الطرفين لا تزال تتزايد مع استمرار هذه الحرب، إذ تتواصل الضربات طوال فترة اليوم، وينتهي بإعلان كل طرف حجم الخسائر، ثم يبدأ الهجوم مرة أخرى ليبدأ العد من جديد لحجم الأضرار.
إسرائيل تشعل شرارة الحرب العالمية الثالثة
وفي هذا الإطار قال الدكتور آصف ملحم، مدير مركز جي إس إم للأبحاث والدراسات في موسكو في تصريحات خاصة لـ «تحيا مصر» أن :" الحرب العالمية الثالثة بدايتها بدأت مع إيران ، المشكلة أن أمريكا هي الأساس في الموضوع ولا تريد الدخول في حروب منفلتة وإنما تدخل في صراعات قابلة للضبط بحيث تسير مرحلة تلو الأخرى وفي كل مرحلة تقيم خسائرها وارباحها".
وأضاف :" لذلك أن نكون أمام حرب منفلتة واسعة النطاق هذا أمر وارد لكن لا يوجد أطراف دفع تجاه هذا الاتجاه إلا في حالة واحدة دخلت أمريكا على خط الأزمة بشكل مباشر واستخدمت قواعدة العسكرية في الخليج ضد إيران عندها سيتم استهداف القواعد الأمريكية في المنطقة وهي كثيرة موجودة في أفغانستان وباكستان واسيا الوسطى وسوريا وكل المنطقة المحيطة بإيران".
ضربة إسرائيلية لخلخلة بنية اتخاذ القرار في إيران
وأكد أن:" الضربات الإسرائيلية كان الهدف منها خلخلة بنية اتخاذ القرار في إيران لاننا نلاحظ استهدفت القيادات العسكرية الكبيرة.. هذه العملية التي قامت بها إسرائيل لا يمكن أن تكون خططت لها بين ليلة وضحاها هذا الأمر يحتاج الكثير من الوقت.. واستهداف القيادات كان الهدف منه إعاقة إيران على اتخاذ قرار معين وإمكانية تحريض تيار سياسي مناهضة داخل إيران".
صراع على النفوذ العالمي
وأشار مدير مركز الدراسات بموسكو أن:" دول المجاورة لإيران العراق سوريا أفغانستان أرمينيا وأذربيجان كل هذه المناطق أمريكا قادرة التدخل عبرها ودفعه في اتجاه معين، لكن الحرب كيف سيتم إدارتها فإشعال الحرب شئ وإدارتها شئ آخر لذلك قد تدفع الولايات المتحدة بعض الجماعات الإرهابية التي تسطر عليها في أفغانستان للتدخل عبر الحدود من باكستان أو عن طريق الأكراد هناك ثأر تاريخي مستمر بين اكراد العراق وسوريا وإيران.. أذربيجان لديها اطماع تاريخية في شمال إيران.. ساحة الصراع من إيران حتى إسرائيل هي ساحة تصارع في النفوذ بين الولايات المتحدة ومعسكرها وروسيا ومعسكرها.. الصراع هو رسم على النفود العالمي.. وأمريكا ستفضل هذا النوع من الحروب لتضغط من جهة وتبتز من جهة والحصول علي مكاسب من جهة أخرى".