تحدث الكاتب الناقد محمد عطية محمود، حول افتتاح المتحف المصري الكبير، وما يمثله للترويج لمصر كوجهة ومقصد سياحي عالمي، والمردود الاقتصادي المتوقع أن يدره المتحف.
المتحف المصري الكبير يشهد على وجود مصر بقوة على خارطة العالم
وقال “عطية” لـ"الدستور": لا تعيش الأمم إلا بتراثها، متجاورًا مع ما تقدمه من مواكبة ثقافية واقتصادية تمثل ضمير قوة الحاضر، كما للماضي وتراثه قوة مستمرة تجعل لهذه القوة الثقافية الناعمة جذورا، وتقاليد مستمدة من تاريخ كبير يستنهض همة حاضر أكثر قدرة على الاستمرار.
وأوضح: “من هنا تأتي القيمة التي يمثلها وجود مشروع حضاري يرى النور على أرض الوطن، ويتمثل في المتحف المصري الكبير، يشهد على أنك موجود وبقوة على خارطة العالم ما زلت، يضاهي بل ويفوق أكبر المتاحف العالمية التي ربما لا تعتمد على تراثها وحده، في حين يكون متحفنا الكبير مرآة لتاريخك، وحاويا لتراثك وشواهد تاريخك الممتد الشاهد على العظمة وعلى التراكم الحضاري المهم الذي اختصت به مصر، وهي تتبوأ مكانة في وسط العالم، في ملتقى قاراته، وبحاره ومحيطاته، ويشهد على ذلك إعجاز هندسة وفلكية أهراماتها التي تحمل حضارة تفوق كل حضارات البشرية.. فكيف لا نملك نحن الآن الطموح، وقد وهبنا تاريخنا ما لم يهبه تاريخ آخر لشعب من قيم وتعاليم وآثار”.
وأضاف: “أن يكون لديك كل هذا الكم الكبير من آثار العالم يتمركز في هذه البقعة التي ظلت محط أنظار العالم عبر تاريخه القديم والحديث، وقبل أن تقوم الحضارات، فلا بد أن تضاف قيمة أكبر إلى تلك القيم الإيجابية التي تميزك كي تنطلق جميع حضارات العالم من عندك، وحضارتك هي الأصل وهي الأبقى، لا بد أن يستفيد الحاضر من الماضي باستنهاض تلك القوة الناعمة المؤثرة ثقافيا على المستوى الإقليمي والعالمي، إلى جوار الإسهام في اقتصاد يريد أن يتعافى من خلال تنشيط سياحي، كسياحة ثقافية وتاريخية، ولعل هذا الجذب لا يتأتى من فراغ، ولا يأتي دون دعم ربما قدمته الدولة في أولوية من أولوياتها للنهوض وجني ثمار هذا الجهد الحضاري الموازي لحضارة تستقر في عمق الزمن منذ ألفياته البعيدة قبل الميلاد، تعكس كيف علم المصريون القدماء العالم معنى الحضارة وبداية النشأة والزراعة والحياة على جانبي وادي النيل وفي عمق دلتاه، ذلك الشريان الذي لا يزال يمدنا بالحياة وبالنماء”.
كما فعلها أجدادنا.. يحق لنا لفت أنظار العالم
واختتم “عطية” حديثه عن المتحف المصري الكبير قائلا: “يحق لنا أن نلفت أنظار العالم، كما لفت أجدادنا أنظار العالم، وتأثر كله بحضارتهم، بإحياء حضارتنا مع ملامح العلم والتطوير، والاستفادة بعتاصر الجذب والاهتمام بهذا السحر المصري القديم، ونحن نستطيع أن نجذب أنظار العالم بسحر حاضرنا كما سحر ماضينا العظيم”.