شهد سعر الدولار الأمريكي تراجعات طفيفة أمام الجنيه المصري خلال الأيام الماضية، خاصة بعد عودة البنوك للعمل عقب انتهاء إجازة عيد الأضحى، وأسهمت عدة عوامل رئيسية في تحقيق هذا التراجع للدولار أمام العملة المصرية خلال الشهور الماضية.
وكشف تقرير صادر عن البنك المركزي عن تراجع الدولار الأمريكي والين الياباني والريال السعودي والدرهم الإماراتي أمام الجنيه المصري بنسب متفاوتة خلال العام الحالي.
تحويلات المصريين بالخارج تدعم الجنيه
كان لزيادة تحويلات المصريين العاملين بالخارج نصيب الأسد ضمن الأسباب التي أدت إلى تراجع سعر الدولار والعملات الأجنبية أمام الجنيه. فقد واصلت هذه التحويلات مسارها التصاعدي، مسجلة قفزة تاريخية غير مسبوقة خلال الفترة من يوليو إلى مارس 2024/2025، حيث ارتفعت بمعدل 82.7% على أساس سنوي لتصل إلى نحو 26.4 مليار دولار (مقابل نحو 14.4 مليار دولار).
خبراء يوضحون أسباب التراجع
أوضح أحمد شوقي، الخبير المصرفي، أن توافر الموارد الدولارية يعد سببًا رئيسيًا وراء التراجعات في سعر الدولار أمام الجنيه المصري، في ظل الإجراءات التي تتخذها الحكومة والبنك المركزي لتوفير العملة الأجنبية. وأشار إلى أن الاضطرابات الحالية التي يشهدها الاقتصاد الأمريكي داخليًا تؤدي إلى التراجع في سعر العملة خارجيًا، بالإضافة إلى استمرار زيادة تحويلات المصريين بالخارج.
وأكد شوقي أنه نتيجة للإجراءات التي اتخذها البنك المركزي، تم القضاء على الفجوة في الموارد الدولارية وأصبحت تغطي الاحتياجات جميعها، وتم القضاء على السوق الموازية. ولفت إلى أن حالة العرض والطلب تعد محركًا رئيسيًا لأسعار العملات الأجنبية أمام الجنيه المصري في البنوك.
من جانبه، قال أحمد أبو علي، الباحث الاقتصادي، إن أهم الأسباب التي أدت إلى تراجع سعر الدولار أمام الجنيه المصري هي توفر المعروض من العملة الأجنبية بالبنوك المصرية، التي تعتبر القنوات الرسمية لها. وهذا بدوره أدى إلى توفير العملة للمستوردين والمسافرين، وبالتالي القضاء على السوق الموازية للدولار، مما أحدث حالة من الهدوء في الأسعار.
وأضاف أبو علي أن الاقتصاد المصري شهد خلال الفترة الماضية وفرة من الاستثمارات الأجنبية المباشرة المتمثلة في المشروعات والشراكات، والاستثمارات الأجنبية غير المباشرة المتمثلة في استمرار دخول الأموال الساخنة. وأوضح أن إيرادات السياحة، التي تعد أحد أهم مصادر النقد الأجنبي، قد زادت في الفترة الأخيرة، خاصة مع اقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير. وأشار كذلك إلى أن زيادة تحويلات المصريين بالخارج، والتي تعد مصدرًا أساسيًا للعملة الأجنبية، قد أسهمت بشكل كبير في زيادة الموارد الدولارية خلال الفترة الماضية.
