قال الدكتور محمود خلوف، الأكاديمي والباحث السياسي وخبير الشؤون الإسرائيلية، إن ما يجري من اقتحامات متكررة للمسجد الأقصى لم يعد مجرد استفزاز للفلسطينيين، بل تحول إلى "سياسة ثابتة" تنتهجها الحكومة الإسرائيلية والجماعات الصهيونية المتطرفة بشكل ممنهج، بهدف فرض واقع جديد وتقسيم زماني فعلي للمسجد.
وأوضح خلوف، في مداخلة على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن حكومة نتنياهو تسعى جهارًا إلى تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، في مخالفة صريحة لاتفاق وادي عربة مع المملكة الأردنية الهاشمية، وكذلك الاتفاق التاريخي العثماني الثلاثي الذي ضمن تقاسم إدارة الحرم بين المسلمين والمسيحيين واليهود.
وأشار إلى أن الطقوس الدينية اليهودية باتت تُفرض داخل المسجد الأقصى من خلال مدارس دينية قريبة، تدفع الأطفال والمراهقين لأداء صلوات توراتية صباحية مثل "شحريت"، ما يؤدي إلى منع المسلمين من البقاء في المسجد بعد صلاة الفجر، موضحًا أن هذا المنع يتكرر أيضًا بعد الظهر، مع تخصيص فترة ما بعد صلاة الظهر لليهود لأداء صلاة "منحاه"، مما يعزز ما وصفه بالتقسيم الزماني للمكان.
وأكد خلوف أن ما يُمارس حاليًا من طقوس مثل "السجود الملحمي"، الذي بدأ منذ عام 2022، ليس فقط استفزازًا، بل تمهيد فعلي لبناء "الهيكل المزعوم" على أنقاض قبة الصخرة المشرفة، في خطوة وصفها بأنها "خطيرة للغاية".
وأضاف أن الاعتداءات المتكررة خلال شهر رمضان وطرد المصلين المسلمين من ساحات الأقصى باتت سابقة متكررة، تعكس سعي إسرائيل لفرض سيادتها الكاملة على المسجد، مستغلة انشغال العالم بالحرب في غزة وقضايا دولية أخرى، مؤكدًا على أن الأمة الإسلامية مطالبة الآن، أكثر من أي وقت مضى، بالتحرك الجاد لوقف هذا "الاستخفاف" بالاتفاقيات الدولية والمقدسات الدينية.
