تشهد لبنان وتحديدًا في منطقة الجنوب منذ صباح اليوم موجة غير مسبوقة من الهجمات الإسرائيلية، أدت إلى مقتل 274 شخص وإصابة الآلاف، ويأتي هذا بعد أيام من الهجوم السيبراني الذي استهدف أجهزة اتصال لاسلكية تابعة لحزب الله واعقابها هجوم استهدف قيادات من قوة الرضوان وأدى إلى مقتل 16 عنصر من حزب الله.
نزوح الآلاف من جنوب لبنان
الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على الجنوب أدت إلى حركة نزوح الآلاف من المدنيين حيث أظهرت صور ومقاطع فيديو منشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، زحمة واختناقا مروريا في شوارع عدد من القرى والبلدات الللبنانية التي تتعرض لهجمات إسرائيلية، جنوبي لبنان، مع فتح المدارس في بيروت لإستقبال النازحين، في مشهد شبيه لما تعيشه الفلسطينيين في قطاع غزة.
وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية، إن شوارع مدينة صيدا الرئيسية وطرقها تشهد زحمة خانقة بعدما قلصت المدارس والمعاهد فيها ساعات التدريس وطلبت من الأهالي اصطحاب أبنائهم بسبب تفاقم الأوضاع الأمنية في الجنوب.
وأفادت الوكالة أن هناك اختناق مروري أيضا "اتوستراد" ومثلث خلدة في الاتجاهين وصولا إلى بيروت، بسبب إغلاق الجامعات والمدارس وحضور الأهالي لاصطحاب أولادهم، وأيضا بسبب النزوح من الجنوب بسبب التطورات الأمنية.
و بدوره، قال وزير التربية اللبناني، عباس الحلبي، إن عدد من المدارس في بيروت وجبل لبنان بدأت تستقبل النازحين.
300 غارة إسرائيلية خلال يوم واحد
وفي وقت سابق من اليوم، دعا الجيش الإسرائيلي سكان الجنوب إلى سرعة إخلاء منازلهم بحجة أن حزب الله يستخدمها لإخفاء بداخلها الأسلحة والصواريخ الموجهة لإسرائيل.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاغاري في مؤتمر صحفي تلا الضربات: "إلى سكان القرى في لبنان، في الفترة المقبلة سنهاجم أهدافا إرهابية في لبنان".
وأضاف: "كل من يتواجد بالقرب من منازل أو منشآت يخفي حزب الله داخلها أسلحته، نحن ندعوكم للابتعاد عنها فورا. حزب الله يعرضكم ويعرض عائلاتكم للخطر"
يأتي ذلك فيما أعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق من اليوم بضرب 300 هدف تابع لحزب الله.
وشن الطيران الإسرائيلي غارات على بلدات طيردبا، والعباسية في قضاء صور، فضلاً عن بلدة حاريص، وبركة الجبور في منطقة جزين، والبابلية وكوثرية السياد والغسانية في الوديان، والبابلية والصرفند، جنوبا، فضلا عن بلدات في قضاء مرجعيون.
حزب الله يرد
وبدوره، أعلن حزب الله قصف ثلاثة أهداف في إسرائيل، ردا على الغارات الكثيفة التي يشنها الجيش الإسرائيلي على جنوب لبنان وشرقه من ساعات الصباح.
وقال الحزب في بيان إنه قصف الاثنين "المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجستية في قاعدة عميعاد ومجمعات الصناعات العسكرية لشركة رفائيل في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا بعشرات الصواريخ"، وذلك "ردا على اعتداءات العدو الإسرائيلي التي طالت مناطق الجنوب والبقاع".
هذه الضربات المحدودة التي شنها حزب الله أدى إصابة خمسة إسرائيليين بجروح طفيفة من شظايا صواريخ استهدفت تقاطع جولاني بقضاء طبريا.
ومن ناحية أخرى، طلبت اليونيفيل (قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة) من موظفيها المدنيين مغادرة الجنوب مع عائلاتهم.
