الأربعاء 15/يناير/2025 - 09:00 م 1/15/2025 9:00:01 PM
بدأت خيانة جماعة الإخوان المسلمين مع نشأتها المشبوهة عام 1928 بالقرب من مركز مقاومة الاحتلال بمدينة الاسماعلية 1928 على يد مجهول الهوية والجذور حسن البنا الساعاتي لتكون اول حركة استقطاب تفرق بين الناس وتقسمهم لطوائف دينية بما يصب في صالح الاحتلال ، وامتدت جذور خيانة الجماعة الى المبررات الدينية التي أعقبت سقوط الدولة العثمانية - آخر دولة خلافة إسلامية - لتكون دعوة الجماعة بديلا لدعوات التحرر الوطني وتضع الاسلام في مواجهة الوطنية والخلافة بديلا للإحتلال.
زعم حسن البنا أن دعوته تهدف إلى إحياء دولة الخلافة الإسلامية، وهي في جوهرها لم تكن سوى وسيلة لتحقيق مكاسب سياسية وشخصية، مدفوعة بطموحات من أرادوا استغلال الدين للحصول على لقب "خليفة المسلمين "، ومن بينهم ملك مصر الذي استغلته الجماعة لتحقيق انتشارها داخل المجتمع المصري ،و قدمت الجماعة نفسها كبديل للأحزاب السياسية، وساندت الملك في معاركه مغلفة خلافاته السياسية بغطاء ديني حملت شعارات " عاش الملك حبيب الله " و " الله مع الملك " وكانت أدواتها لخداع الشارع المصري وتوسيع نفوذها.
وجاءت جرائم الاغتيال التي نفذتها جماعة الإخوان المسلمين لتكون خدمة للمحتل الانجليزى او لخصوم الجماعة وتكررت أساليبها في انكار عمليات الاغتيال ومحاولات الصاق التهم بالتيارات السياسية الاخرى ، والغريب ان كل من استهدفتهم يد الجماعة كانت شخصيات وطنية بارزة بداية من أحمد ماهر باشا رئيس وزراء مصر الذي اغتالته يد الجماعة داخل البهو الفرعوني بمجلس النواب، وكان ماهر أحد رموز الحركة الوطنية منذ انضمامه إلى سعد زغلول والوفد، كما لعب دورًا هامًا في مناقشة اتفاقية الجلاء عن الإنجليز، مما جعله هدفًا لعدائهم ومبرر الجماعة الواهى هى تزوير ماهر باشا للأنتخابات البرلمانية.
ثم محمود فهمي النقراشي باشا رئيس الوزراء الذي اغتيل داخل مقر وزارة الداخلية على يد أحد شباب الجماعة، وجاء هذا الاغتيال كرد فعل مباشر على خطابه الشهير في الأمم المتحدة، حيث هاجم الاحتلال البريطاني وطالب برحيله عن مصر، بينما استغل حسن البنا قرار حل الجماعة في تبرير اغتيال النقراشي امام اعضاء الجماعة رغم انه عاد وانكر معرفته بعملية الاغتيال واستنكاره لها.
ومن الجرائم الغامضة التي ارتبطت بجماعة الإخوان، اغتيال المطربة أسمهان الأطرش، فتشير كل الشواهد إلى أن تصفيتها كانت خدمة قدمتها الجماعة للبريطانيين، بعد أن ثبت تورطها في التخابر لصالح الألمان ومما يزيد الغموض حول القضية هو مقتل سائقها بعد فترة قصيرة، وهو الشخص الذي دارت حوله الشبهات، وقام الدكتور ثروت الخرباوي بتوثيق الواقعة بتفاصيلها في كتابه "سر المعبد".
وطوال تاريخها أثبتت جماعة الإخوان قدرتها الفائقة على التلون والكذب، مما جعلها أداة طيعة للقوى الاستعمارية العالمية وطوال القرن العشرين، تصدرت الجماعة مخططات تقسيم الوطن العربي وتفتيته لصالح مشروع الشرق الأوسط الجديد، الذي يهدف إلى تعزيز قوة الكيان الصهيوني وجعله القوة الكبرى في المنطقة وهو ما يجعلنا لا نندهش على فرحة اعضاء الجماعة بالتخلص من العقيد معمر القذافي ولا نندهش عندما يتصدرون الان المشهد السوري رغم بشاعته ومخاطره على مستقبل الاراضي السورية التي باتت مجزئة مفتته لا يعلم احد متى ستعود كما عهدناها .
الخلاصة ان تاريخ جماعة الإخوان المسلمين مليء بالخيانة والتآمر على الوطن وبلادنا العربية تحت غطاء الدين وطوال تاريخها لم تكن الجماعة سوى أداة استعمارية نفذت أجندات القوى العالمية، مستخدمة شعارات براقة لخداع الشعوب وتحقيق مصالح أعداء الأمة، هذا التاريخ الأسود يستدعي من الجميع الحذر وإدراك حقيقتها كقوة هدامة تسعى إلى تدمير المجتمعات من الداخل.