قال الدكتور أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة العامة للكتاب، الجهة المنظمة، لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، إن المعرض في دورته الـ56، يشهد طفرة كبيرة على مستوى النشاط الثقافي والفني، الذي يقام على مدار أيام المعرض هذا العام، بالإضافة إلى النقلة الكبيرة في المشاركة الدولية التي يحظى بها معرض القاهرة في دورته الـ56.
وأضاف “بهي الدين” في تصريحات خاصة لـ “الدستور”، أن المعرض ينطلق من جذور الهوية الإنسانية، حيث الدعوة إلى القراءة والاهتداء بنور الكلمة، فالكلمة هي النور الهادي إلى طريق الحضارة وإنتاج المعرفة، مؤكدًا أن شعار المعرض «اقرأ.. في البدء كان الكلمة»، معبرًا عن جزء من هوية مصر وأصالة ثقافتها، ويضرب جذوره الروحية في شخصيتنا الوطنية، وفي الوقت نفسه يخاطب المعرض المستقبل، واستشراق المستقبل يتطلب الانطلاق من جذور هوية قوية قادرة أن تتفاعل مع آلياته التي مازلنا نتعرف على قسماتها.
وأوضح أن المعرض هذا العام يأتي مشمولا بدعم ورعاية من الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، لأنه الحدث الثقافي الذي يجسد جزءا من روح ثقافة مصر وحضارتها، ويشهد هذا العام تقديم ما يقرب من 600 فعالية متنوعة ضمن البرنامج الثقافي، والتي تشمل ندوات أدبية، وحوارات فكرية، وعروضًا فنية، بمشاركة نخبة من المفكرين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم.
وتابع: “انحازت رؤية البرنامج الثقافي للمعرض، إلى المستقبل وعلومه، ومناقشة أحدث إصدارات دور النشر في قاعة فكر وإبداع، كذلك سننصت إلى صوت الشعر من العالم هنا في مصر ونلتقي بشعراء من مختلف دول العالم ليدشن المعرض للمرة الثانية تقليدا يجعل من قاعة ديوان الشعر مهرجانا شعريا عالميا، وتلتحم القاعة الرئيسية بقضايانا الفكرية والاجتماعية والوطنية إضافة إلى مناقشتها لشخصيتي ضيف الشرف وما أسهموا به في إثراء واقعنا العلمي والإبداعي، وبمشاركة متميزة لمؤسسات وطنية مصرية من بينها الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد، وتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وغيرها من مؤسسات المجتمع الأهلي والمؤسسات الحكومية والجامعات المصرية”.
كما ستشهد القاعة الدولية حضورًا متميزًا لأصوات عالمية، وللمرة الأولى ينطلق محور الدبلوماسية الثقافية في تعاون واضح مع وزارة الخارجية المصرية، وفي الصالون الثقافي يعانق الحاضر المستقبل، نفتش بدأب عن المشترك الثقافي العربي ثقافتنا في وطننا العربي، ونتطلع إلى قراءة مستقبلنا، وإرساء للأيام الثقافية سنحتفي بفيلسوف النقد الدكتور مصطفى ناصف تزامنا مع بدء الهية إصدار أعماله، وكذلك الملهم دكتور سليمان العطار، ولأن المستقبل يتطلب مهادا فكريا أفردنا يوما للفلسفة، ودعمنا روابط الفكر بمؤتمر الترجمة الذي يرنو إلى مناقشة الترجمة في زمن الذكاء الاصطناعي، ودعما لبناء وعي أطفالنا سيخصص المعرض رواقًا متكاملا لكتاب الطفل والأنشطة المقدمة له.
وأشار رئيس الهيئة إلى أن المعرض هذا العام يشهد، الكثير من الفعاليات التي تم استحداثها من بينها خمسة مؤتمرات في ثوب أيام ثقافية، وهي: ترجمة العلوم الإنسانية في زمن الذكاء الاصطناعي، ومصطفى ناصف واسئلة الثقافة العربية، وسليمان العطار، رؤية مستقبلية للفلسفة في مصر الهوية والانتماء، والملكية الفكرية وتتعاون فيه الهيئة ولأول مرة الاتحاد الدولي للناشرين، والاتحاد الإنجليزي، واتحاد الناشرين بالولايات المتحدة الأمريكية، واتحاد الناشرين العرب، كما يقدم المعرض هذا العام محاور جديدة من بينها «ثقافتنا في..»، ومحور «الدبلوماسية الثقافية بالتعاون مع وزارة الخارجية المصرية»، و«قراءة المستقبل»، و«تأثيرات مصرية»، وغيرها.
وأضاف: يتعاون المعرض هذا العام في برنامجه الثقافي من تنسيقية شباب الأحزاب والأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد، وغيرها من المؤسسات الوطنية، وتقام فعالياتها في قاعة المؤسسات التي تم استحداثها بالمعرض، كذلك تم استحداث قاعة العرض التي يتم مناقشة فيها محاور أربعة: المحور الأول «الترجمة إلى العربية» ويناقش إصدارات سلسلة «الألف كتاب الثاني»، وإصدارات المركز القومي للترجمة، والمحور الثاني «المصريات» ويتناول مناقشة إصدارات سلسلة «المصريات»، وإصدارات سلسلة «تاريخ المصر يين»، وإصدارات سلسلة «عقول»، والمحور الثالث «التراث الحضاري» ويتناول مناقشة الأعمال الصادرة عن سلسلة «التراث الحضاري»، وإصدارات دار الكتب والوثائق القومية، والمحور الرابع «ملتقى الإبداع الشعري»، ويتناول أبرز الدواوين التي صدرت عن سلسلة الإبداع الشعري (الفصحى) بالهيئة.
وأوضح أن المعرض يشهد مشاركة مجموعة كبيرة من المبادرات الخدمية والتوعوية التي تحرص على تقديم خدماتها للجمهور ومن بينها: المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، ومبادرة «دويَ» بالتعاون المجلس القومي للمرأة، ومبادرة «وعي» مع وزارة التضامن الاجتماعي، ومبادرة «علاج الإدمان» مع مجلس الوزراء، و«مبادرة معنا بالتعاون مع وزارة التعليم العالي، ومبادرة «عينيك رايقة» مع جمجوم، ومبادرة «الكتاب المخفض»، ومبادرة «ارسم المعرض»، و«أنا متطوع» بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، ومسابقة معًا بالتعاون مع وزارة التعليم العالي..... وغيرها من المبادرات المجتمعية، فضلا عن مبادرة المليون كتاب التي أعلن عنها وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو.
وكشف رئيس الهيئة عن أبرز الدول التي تشارك في معرض القاهرة لأول مرة، ومن بينهم: تشيلي، بلجيكا، الكونغو، رومانيا، بلغاريا، النمسا، بليز، بيرو، هولندا، سورنام، كولومبيا، فيتنام، تنزانيا، سنغاورة، وبوليفيا،... وغيرهم، كما كشف عن إطلاق أول بودكاست فني وثقافي في إطار فعاليات الدورة الـ56 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، والذي يهدف إلى تعزيز التواصل الثقافي والفني في العصر الرقمي، وتوسيع دائرة المشاركة والتفاعل مع جمهور المعرض، سواء في مصر أو خارجها.
وأكد أن الدورة الحالية، تشهد نقلة نوعية تستحق التقدير، سواء من حيث التنظيم أو المشاركة الدولية والمحلية، وتقام على مساحة 55 ألف متر مربع، بإجمالي مساحة تضم (6) صالات للعرض، ويصل عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والعربية والأجنبية المشاركة إلى 1345 دار نشر، من 80 دولة من مختلف دول العالم، كما يبلغ عدد العارضين 6150 عارضًا هذا العام، يعرضون تنوعًا ثريًا من الإصدارات الأدبية والفكرية، وكلاهما زيادة على الدورة الماضية، مما يؤكد مدى قوة ومكانة المعرض عالميًا.