"قصور الثقافة" تكرّم الأديب محمد عبدالله الهادي ببرنامح العودة إلى الجذور

عقد بقصر ثقافة الزقازيق، الاثنين، لقاء أدبي، احتفاء بمسيرة الأديب الكبير محمد عبد الله الهادي وتجربته الإبداعية، ضمن برنامج "العودة إلى الجذور"، الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، وفي إطار برامج وزارة الثقافة.

محمد عبد الله الهادي

شهد اللقاء حضور الشاعر د. مسعود شومان، رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، وشارك به د. محمد عبد الحليم غنيم، والأديب العربي عبد الوهاب ولفيف من الشعراء والأدباء والمثقفين من أبناء محافظة الشرقية.

بدأت فعاليات اللقاء بكلمة الأديب والناقد محمد الديب، رئيس نادي أدب قصر ثقافة الزقازيق، الذي أدار اللقاء، متناولا السيرة الذاتية للأديب محمد عبد الله الهادي وتجربته الشعرية، وأهم مؤلفاته من كتب ومجموعات قصصية.

وأعرب د. مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية بالهيئة العامة لقصور الثقافة عن سعادته لتواجده بمحافظة الشرقية وسط مبدعيها لتكريم أديب كبير له تاريخ وسيرة حافلة هو الكاتب الكبير محمد عبد الله الهادي، قائلا: حين نقيم هذا التكريم فإننا نكرم أنفسنا ونكرم القيمة والإبداع الفارق الذي تجاوز فكرة جغرافيته مع الاحتفاظ بها من جملة عادات وتقاليد، فمن قرأ عملا واحدا له سيدرك إدراكا عميقا أن هذا الرجل منتمي لهذا المكان وسيكتشف أن له بصمته الإبداعية في عالم السرد.

وتناول د. غنيم السيرة الإبداعية للأديب محمد عبد الله الهادي، متحدثا عن العوامل التي أثرت في حياة الأديب قائلا: يعد الروائي محمد عبد الله الهادي أحد أبرز المبدعين الذين لم يحظوا بالاهتمام النقدي الذي يتناسب مع قيمتهم الإبداعية، فهذا الكاتب قدم الكثير من القصص القصيرة وله إنتاج روائي غزير يؤكد تفرده، ومن يقرأ له يلاحظ أن له عالم خيالي خاص، تتماسك فيه الشخصيات ببراعة، علاوة على اتخاذه من البيئة المصرية "محافظة الشرقية" منطلقا، وهى نفس البيئة التى انطلق منها الروائي يوسف إدريس، عبقري القصة العربية بلا منازع، لذلك لن نتعجب إذا ما وجدنا بعض أوجه التشابه بين الكاتبين، وخاصة في الأسلوب.

صورة من الفعالية
صورة من الفعالية

الهيئة العامة لقصور الثقافة

وتناول الأديب العربي عبد الوهاب، تفاصيل المشروع السردي الكبير للهادي، من بداية أول مجموعة له بعنوان "عيون الدهشة والحيرة"،  بالإضافة إلى مجموعاته القصصية والروايات المتعددة، قائلا:
أهتم كثيرا بأعماله وكتبت عنه العديد من الدراسات النقدية، ولا ننسى رواية "عصا أبنوس ذات مقبض ذهبي" التي قدّم فيها تجربة المثقف السوري المغترب في بلاد الخليج وتعرض لتجربة قاسية من الانكسار الإنساني، مشيرا إلى أنه على الرغم من كونها رواية قصيرة لكنها تتميز برهافة عالية وبراعة في السرد، الأمر الذي جعلها أشبه بقطعة ذهبية براقة.

ثم توالت الشهادات الإبداعية لكل من د. كارم محمود، الشاعر السيد النماس، الأديب محمد جابر الحديدي، الناقد مجدي جعفر، الأديب عبد العزيز دياب، والشعراء محمود إبراهيم، محمود رمضان، فرج السكري، والناقد بهاء الصالحي، وغيرهم من الأدباء والمبدعين.

من ناحيته، قدم الأديب محمد عبد الله الهادي الشكرلقيادات الثقافة ومن سعوا لهذه الاحتفالية، معربا عن سعادته البالغة بالتكريم، بحضور الدكتور مسعود شومان ، قائلا: أنه لم يسع في يوم ما إلى جائزة وهذا يرجع إلى الإنتاج الغزير الذي أكتبه فما نشرته قليل من كثير، مختتما بتقديم الشكر للحضور على الإحتفاء بتجربته الإبداعية.

واختتمت الفعاليات بتكريم الأديب الكبير بشهادة تقدير ودرع من الهيئة العامة لقصور الثقافة، تقديرا لإسهاماته الأدبية المميزة، بحضور نخبة من النقاد والأدباء وعدد من محبيه.

محمد عبد الله الهادي، أديب وروائي، مواليد ١٩٥٣، التحق بكلية الزراعة، عضو نقابة الزراعيين، واتحاد الكتّاب ونادي القصة، أسس نادي أدب فاقوس، وعمل رئيسا لنادي الأدب المركزي بمحافظة الشرقية.

ومن أهم أعماله الروائية: أنشودة الأيام الآتية، الأحلام تتداعى وضباب الفجر، العبد، له عدة مجموعات قصصية أبرزها: الحكاية وما فيها، حلقة ذكر، إمرأة وألف وجه، الخيمة والعاصفة، خيول النهر، أصابع العبد، بالإضافة إلى كتابي "الشغالة الذكية" و "الشاطر حسن وست الحسن والجمال" عن سلسلة قطر الندى لأطفال.

نشر الأديب محمد عبد الله الهادي كثير من المقالات النقدية، له عدة كتابات مسرحية، واستطاع أن يحصد جوائز أهمها: جائزة المسابقة الأدبية لإقليم شرق الدلتا الثقافي في القصة القصيرة والمسرحية ذات الفصل الواحد، جائزة إحسان عبد القدوس في القصة القصيرة، جائزة الإبداع الأدبي والفني في القصة القصيرة من القوات المسلحة، جائزة "يوسف السباعي للنقد القصصي" من المجلس الأعلى للثقافة، وجائزة إذاعة صوت العرب في القصة القصيرة، وغيرها.

صورة من الفعالية
صورة من الفعالية

العودة إلى الجذور

برنامج "العودة إلى الجذور" أطلقته الإدارة المركزية للشئون الثقافية بالهيئة العامة لقصور الثقافة، ويهدف البرنامج إلى إلقاء الضوء على سيرة ومسيرة كبار الكتاب وتقديم شهادات حول علاقة تجاربهم الإبداعية بالمكان وتراثه عبر العودة إلى جذورهم، وقام بتنفيذ الفعالية الإدارة العامة للثقافة العامة، بالتعاون مع إقليم شرق الدلتا الثقافي، بإشراف الشاعر أحمد سامي خاطر، وفرع ثقافة الشرقية.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق حلق شعرها.. تجديد حبس المتهم بتعذيب ابنته بالبساتين
التالى نواف سلام: سنعمل على إعمار قرى الجنوب اللبناني وإعادة أهالينا إليه