مثل كأس تنزلق فجأة
من يد مرتجفة
يسقط الحب أحيانا
كما تسقط الأمطار الخفيفة
على زجاج النوافذ، بلا أثر
يظل أثره مؤقتا،
يمحوه ضوء شمس خجول
أو نسيان طفيف
كأننا نخشى عليه من الانكسار
فنجفف الحزن عنه سريعًا،
نضع بقايا الأحلام في زوايا مهملة
ونغلق الأبواب خلفنا
نحمل جروحنا في هدوء
كأننا نخشى حتى الاعتراف
بأن ما ضاع لا يعود
وأن الوقت لا يعيد سوى الذكرى
التي تختفي كما تختفي النجوم
مع أول ضوء.
الحب لا يموت
هو فقط يغفو في قلوبنا
ينتظر لمسة عابرة
أو نظرة خفية
لتعيده إلى الحياة
كزهرة تنتظر المطر
لتنمو من جديد
وتزهر رغم العواصف.
وفي لحظة
ربما في زمنٍ آخر
أو مكانٍ مختلف
يعود الحب قويًا
يمسح عن القلب غباره
يوقظ فينا طفلًا خجولًا
يبحث عن يديه
في يدين أخرين
عن حضن كان بعيدًا
وعن أمان مفقود
في نظرات مشتتة
نحن الذين نعلم أن الحب لا يسقط حقًا
بل يتوارى
يختبئ في طيات الأشياء
كضوء يتسلل من نافذة موصدة
وما علينا سوى أن نفتح الباب
فنحن أبناء التجارب
نحمل أثقال قلوبنا على أكتافنا
متأملين في كل خطوة
أين أخطأنا، أين غفلنا
وكيف ضاعت منا لحظات الحب
لربما يعود
في الأغاني القديمة التي نسيناها
في رسائل لم نرسلها
في لقاءات لم تتم.