تواصل ولاية كاليفورنيا الأمريكية مواجهة واحدة من أكبر الكوارث الطبيعية في تاريخها، والتي حدثت بسبب اجتياح الحرائق عدة مناطق في الولاية نتيجة لرياح "سانتا آنا" العاتية، التي وصلت سرعتها إلى 100 ميل في الساعة، مما ساعد في انتشار النيران بشكل واسع في ظل الجفاف الشديد.
وأثارت هذه الكارثة ردود فعل متباينة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ففي حين عبر البعض عن شماتتهم في مصاب ولاية كاليفورنيا، مبررين ذلك بسياسات الولايات المتحدة المدمرة في العديد من أنحاء العالم، وخاصة في العالم العربي والإسلامي، فقد انتقد آخرون هذا السلوك، مشيرين إلى أن ولاية كاليفورنيا تضم عددًا كبيرًا من العرب والمسلمين، وأن الشماتة في المصائب تتعارض مع القيم الإنسانية والإسلامية.
أحمد كريمة: أقدم لهم خالص العزاء والإسلام ليس دين شماتة
في حديثه الخاص لـ«الدستور»، أكد الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بجامعة الأزهر، أن الشماتة في المصائب ليست من أخلاق الإسلام، حتى إذا كانت تجاه الأعداء، واستشهد بحادثة من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، عندما أرسل إليه أبو سفيان يخبره بمجاعة أصابت قومه، فما كان من النبي إلا أن أرسل إليهم 12000 درهم لشراء المؤن، وذلك دون أن يشمت أو حتى يتقاعس عن مساعدته، وهذا على الرغم من أن هؤلاء القوم كانوا يحاربونه ويريدون قتله.
كما وجه «كريمة» حديثه إلى من يدّعي أن الكوارث الطبيعية انتقامًا من أطلق عليهم البعض “كفار”، مؤكدًا أن هذه الكوارث إنما هي إنذارًا وليس انتقامًا، وفسّر ذلك من خلال تساؤله إذا كان وقوع هذه الكارثة انتقامًا فلماذا إذن تحدث غيرها من الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والبراكين في دول إسلامية مثل إندونيسيا وغيرها؟
وختم أستاذ الفقه المقارن حديثه بالتأكيد على أن الإسلام يحرّم الشماتة في أي شخص، سواء كان مسلمًا أو غير مسلم، وأن هذا يتنافى مع القيم الأخلاقية الإنسانية التي يدعو إليها الدين الإسلامي الحنيف، لذا أكد على تقديمه خالص التعازي لكافة سكان كاليفورنيا والمناطق المتضررة ويدعو الله أن يزيل عنهم هذه الكارثة.
عدد الجالية المصرية والعربية في كاليفورنيا
وأوضحت السفيرة سها جندي، وزيرة الهجرة وشؤون المصريين في الخارج العام الماضي أن عدد المصريين المقيمين في ولاية كاليفورنيا يصل إلى 700 ألف مصري، فيما يبلغ إجمالي عدد المصريين في الولايات المتحدة نحو 1.8 مليون مصري، كما أكدت لسفيرة أن الجالية المصرية في كاليفورنيا تعد من الجاليات الكبيرة في الولاية.
كما يُذكر أنه وبحسب آخر الإحصائيات بداخل كاليفورنيا يُقدر إجمالي عدد العرب بأكثر من 800 ألف نسمة.
خسائر بالمليارات
وفقًا لتقرير موقع «AccuWeather»، تقدر الخسائر المادية بين 135 إلى 150 مليار دولار حتى الآن، ورغم جهود رجال الإطفاء، إلا أن الوضع لا يزال خارج السيطرة، حيث تسببت هذه الحرائق في وفاة 11 شخصًا على الأقل، فضلًا عن تدمير 12 مدرسة على الأقل، ونزوح أكثر من 5600 طالب.