عقدت لجنة المكتبات بالنقابة العامة للمهندسين، بحضور المهندس طارق النبراوي- نقيب المهندسين، والدكتور المهندس أحمد فؤاد عبد الرازق- رئيس اللجنة، ندوة عن "الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المستقبل".
حاضر فيها الدكتور إبراهيم سليم- عميد كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي بجامعة مدينة السادات، وتناولت مخازر: ما هو الذكاء الاصطناعي؟ وما هي آلية عمله؟ وما هي فوائده؟ وأين تكمن خطورته؟ وهل هو نعمة أم نقمة؟ وهل سيلغي كثيرًا من الوظائف في المستقبل؟ وهل سيغير حياتنا؟ وما هو تأثيره في العديد من المجالات والقطاعات؟.
في كلمته وجَّه المهندس طارق النبراوي، التحية للجنة المكتبات على نشاطها الملحوظ في الفترة الأخيرة، وعقد مثل تلك الندوات التي تناقش موضوعات الساعة، معبرًا عن سعادته، لما تشهده أروقة النقابة من حراك ملحوظ، حيث تشهد قاعات النقابة يوميًّا فعاليات مختلفة لكافة الشُّعب واللجان، الأمر الذي يصب في مصلحة المهندسين والمهنة والدولة.
في كلمته الافتتاحية، أكد الدكتور المهندس أحمد فؤاد، أن لجنة المكتبات اختارت عنوان الندوة "الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المستقبل"، نظرًا للتطور العلمي الهائل خلال السنوات القليلة الماضية، لافتًا أن الذكاء الاصطناعي موجود منذ تسعينيات القرن الماضي، ثم تطور بعد ذلك حتى أُقيمت له كليات متخصصة.
تناول رئيس لجنة المكتبات تعريف الذكاء الاصطناعي، والذي يُعرف اختصارًا بـ (AI) بأنه تقنية ذات قدرات حل تشبه قدرات الإنسان في حل المشكلات، وهو يحاكي في العمل الذكاء البشري، ويمكنه التعرف على الصور وكتابة القصائد وإجراء تنبؤات قائمة على البيانات، مؤكدًا أن ما يُعرف اليوم عن الذكاء الاصطناعي هو نتيجة الجهد الجماعي للعديد من العلماء والمهندسين على مدى عدة عقود.
وتطرق "فؤاد" في كلمته إلى فئات الذكاء الاصطناعي، وهي الآلات التفاعلية، والذاكرة المحدودة، ونظرية العقل، والوعي الذاتي.
الصين هي الأولى في استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي
خلال محاضرته أوضح الأستاذ الدكتور إبراهيم سليم، أن كلمة "ذكاء" تعني المقدرة على اكتساب وتطبيق المعرفة، بينما تعني كلمة "الاصطناعي" ما اصطنع بواسطة الإنسان، بالتالي فإن الذكاء الاصطناعي يعني ميكنة السلوك الذكي عند الإنسان، وجعل الآلة قادرة على تقليد وظائف معينة للذكاء البشري، وتطبيق المعرفة بما في ذلك من مميزات، مثل الإدراك والتعلم والتفكير وحل المشاكل والتفاعل وإنتاج عمل إبداعي، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي هو قدرة الأجهزة على أداء الأنشطة، مثل التفكير، والقدرة على المعرفة، والحكم على الأمور، وفهم العلاقات، وإنتاج الأفكار، وأنه يمكن أن تكون هذه الأجهزة جزءًا من العقول البشرية في المستقبل، وتعمل مثل البشر تمامًا، ويمكنها القيام بكل المهام التي يقوم بها الإنسان، وبعض هذه المهام تم تطبيقها بالفعل، وبعض المهام الأخرى مجال البحث والتطوير.
وأكد "سليم" أن الإنسان هو من أنتج المعرفة، والذكاء الاصطناعي هو من استخدم قواعد المعرفة، ولا يستخدم قواعد البيانات، كاشفًا أن الصين هي الأولى في استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في العالم، وأن مصر تحتل المرتبة 17 في استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال البحث العلمي، لافتًا أن الذكاء الاصطناعي أحدث ثورة في مختلف مجالات حياتنا اليومية، خاصة في مجال التعليم والبحث العلمي، حيث يُعد مجالًا سريع التطور، مما سيوفر إمكانات قوية في دعم البحث العلمي، موضحًا أن الذكاء الاصطناعي التوليدي، هو أحد أنواع نماذج تعلم الآلة، وهو ليس إنسانًا، ولا يمكنه التفكير أو الإحساس بمشاعر، بل يجيد فقط رصد الأنماط، وأن الذكاء الاصطناعي استخدم في السابق لفهم المعلومات وتقديم الاقتراحات، أما الآن فقد أصبح بإمكان الذكاء الاصطناعي التوليدي مساعدتنا أيضًا في إنشاء محتوى جديد، مثل: الصور، والموسيقى، والرموز، والبرمجة، والمقالات، والمحاضرات.
واستعرض "سليم" تطبيقات الذكاء الاصطناعي في بعض المجالات، مشيرًا إلى أنه غزا كافة المجالات، مختتمًا محاضرته، مؤكدًا على ضرورة أن يعامل الذكاء الاصطناعي معاملة الأسلحة النووية، فلا بد أن يكون هناك منظمة للتحكم فيه.