هل تهدف إيران إلى تحسين جاهزية قواتها لمواجهة تهديدات الاسرائيلية؟ ..( خاص )

قال الكاتب والباحث السياسي المختص بالشأن الإيراني، حكم أمهز، إن المناورات العسكرية الإيرانية التي تجري تحت اسم "مناورات الرسول الأعظم" تعكس أبعاداً متعددة لهذه التدريبات السنوية، التي تحمل رسائل استراتيجية على الصعيدين الإقليمي والدولي. 

وأضاف “أمهز” في تصريحات خاصة لـ الدستور، أن هذه المناورات، التي وصلت هذا العام إلى نسختها التاسعة عشرة، تهدف إلى تعزيز جاهزية القوات الإيرانية في مواجهة التهديدات المختلفة وتحديث قدراتها التكنولوجية والعسكرية.

المناورات ليست اجرءا طارئاً جزء من خطة دورية 

وأشار أمهز إلى أن هذه المناورات ليست إجراءً طارئاً بل جزء من خطة دورية تسعى إيران من خلالها إلى تطوير إمكاناتها الدفاعية وتحسين تكتيكاتها في مجالات الحرب غير التقليدية، مثل الطائرات المسيرة والحرب السيبرانية.

 وأكد أن المناورات تسعى إلى استخدام أسلحة وتقنيات جديدة بهدف الاستعداد لأي طارئ وتحسين القدرات الهجومية والدفاعية.

وفيما يتعلق بالرسائل السياسية لهذه المناورات، أوضح أمهز أن إيران توجه رسالتين أساسيتين؛ الأولى لجيرانها في المنطقة وتتمثل في أن تعزيز القدرات الدفاعية هو عامل استقرار وأمن، حيث كلما ازدادت قوة المنطقة قلّت فرص التدخلات الخارجية.

أما الرسالة الثانية فهي للخصوم، خصوصاً الولايات المتحدة وإسرائيل، مفادها أن إيران تمتلك قدرات عسكرية وتقنية كبيرة تجعلها مستعدة لأي مواجهة. ويؤكد أن هذه المناورات تخضع لمراقبة أجهزة الاستخبارات العالمية، التي تتابع عن كثب التقنيات المستخدمة ومدى تطور القدرات الإيرانية.

وفي سياق تطور قدرات إيران في المجال السيبراني، أشار أمهز إلى الاتهامات التي توجهها كل من الولايات المتحدة وإسرائيل لإيران باختراق أنظمة أمنية ومؤسسات حكومية شديدة التحصين. 

ولفت إلى أن إيران تصنف ضمن الدول الرائدة في مجال التكنولوجيا العسكرية، ولديها منشآت صناعية ومدن صاروخية تحت الأرض، مما يعكس عمق استراتيجياتها الدفاعية وامتدادها الجغرافي الواسع.

وأضاف أن إيران لا تعتمد فقط على القدرات التقليدية بل تطور أيضاً منظومات جديدة تشمل الأقمار الصناعية وأنظمة الدفاع الجوي المتطورة. 

ويرى أمهز أن هذه المناورات تؤدي دوراً محورياً في تعزيز هيبة القوة الإيرانية وإظهار جاهزيتها لحماية مصالحها في ظل التوترات الإقليمية والدولية المتزايدة، وختم حديثه بالتأكيد على أن إيران تستثمر في الابتكار العسكري ليس فقط كوسيلة دفاع بل كرسالة استراتيجية تضمن لها موقعاً قوياً في معادلات القوة العالمية، مما يدحض أي تصور بأنها قد ضعفت بسبب الضغوط والعقوبات المفروضة عليها.