في السادس من يناير عام 2025، أكمل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، عامه التاسع والسبعين، حيث يُعدّ واحدًا من أبرز الشخصيات الإسلامية على الساحة الدولية.
ووفقا لـ تحيا مصر، نال لقبي "إمام السلام" و"أبو الوافدين" تكريمًا لدوره الريادي في تعزيز الحوار بين الحضارات ونشر ثقافة التسامح.
مسيرة حافلة بالعطاء
وُلد الإمام الطيب في قرية القُرنة بمحافظة الأقصر عام 1946، ونشأ في أسرة صوفية عريقة تتسم بالزهد والعلم، ويعود نسبه إلى الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما. بدأ مسيرته العلمية بحفظ القرآن الكريم وتعلّم العلوم الأزهرية التقليدية، ليكمل تعليمه في كلية أصول الدين بالقاهرة، حيث حصل على الدكتوراه في الفلسفة الإسلامية عام 1969.
المسؤوليات والإنجازات
تولى الإمام الأكبر مشيخة الأزهر الشريف في مارس 2010، خلفًا للدكتور محمد سيد طنطاوي، ليصبح الإمام الخمسين للأزهر. كما شغل مناصب بارزة، منها رئيس جامعة الأزهر ومفتي الديار المصرية. يُعرف الإمام الطيب بفكره الإصلاحي المعتدل الذي ينبذ التشدد ويروج لمنهج الوسطية، متجسدًا بذلك القيم الأزهرية القائمة على إعمال العقل واحترام التنوع الثقافي والديني.
حوار الحضارات وبناء الجسور
ركز الإمام الطيب خلال مسيرته على الحوار بين الأديان والثقافات، داعيًا إلى التعايش السلمي وقبول الآخر. قاد مبادرات عديدة لتعزيز الأخوة الإنسانية والتسامح، وساهم في حل النزاعات من خلال المجالس العرفية التي نشأ على حضورها منذ صغره. كما كان له دور بارز في الدفاع عن القضايا الإسلامية على المستوى الدولي، مما أكسبه تقديرًا عالميًا، ووضِع اسمه على قائمة أكثر الشخصيات تأثيرًا في العالم الإسلامي.
الإمام والعالمية
إلى جانب عمله الأكاديمي، يتحدث الإمام الطيب الفرنسية بطلاقة نتيجة دراسته في المركز الثقافي الفرنسي بالقاهرة، ويجيد الإنجليزية. ساهم في ترجمة العديد من المراجع الإسلامية إلى اللغة العربية، مما أضاف بُعدًا عالميًا لرسالته الفكرية.
رؤية الأزهر تحت قيادته
في ظل قيادته للأزهر الشريف، أكد الإمام الأكبر على دور المؤسسة الأزهرية كمنارة للإسلام الوسطي، مشددًا على أهمية التجديد في الفكر الديني بما يتماشى مع متطلبات العصر دون التفريط في الثوابت. ولا يزال حتى اليوم رمزًا للاعتدال، يدعو إلى التعاون الإنساني واحترام الاختلافات.
بفضل جهوده المستمرة، بات الإمام الطيب شخصية رمزية تتجاوز الحدود الجغرافية، ممثلًا لقيم الإسلام السمحة في مواجهة التحديات المعاصرة.