رفض المصافحة في دمشق: جدل يكشف عن أبعاد الصراع السوري

رفض المصافحة في دمشق: جدل يكشف عن أبعاد الصراع السوري
رفض
      المصافحة
      في
      دمشق:
      جدل
      يكشف
      عن
      أبعاد
      الصراع
      السوري

أثارت زيارة وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، إلى دمشق يوم الجمعة الماضي موجة من النقاشات الحادة، وذلك بعد انتشار صور تظهر امتناع قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع الملقب بـأبو محمد الجولاني، عن مصافحة الوزيرة الألمانية.

بارو، في حديثه لإذاعة "آر تي إل"، أعرب عن تفضيله أن يكون هناك تصرف أكثر انفتاحًا، إلا أنه أكد أن هذه الحادثة لم تكن محور الزيارة. هذه الواقعة، التي سلطت الضوء على تعقيدات المشهد السياسي السوري، جاءت في سياق أول زيارة غربية رفيعة المستوى منذ سقوط نظام بشار الأسد.

التحديات الأمنية: معضلة داعش وانتشار الأسلحة الكيميائية

خلال تصريحاته، ركز بارو على أهمية التحديات الأمنية في سوريا، مشيرًا إلى وجود عشرات الآلاف من مقاتلي تنظيم داعش في السجون شمال شرق البلاد. وأكد أن الأسلحة الكيميائية، التي استخدمها نظام الأسد ضد المدنيين، ما زالت تشكل تهديدًا عالميًا إذا ما وقعت في الأيدي الخطأ.
 

وقال بارو: "إذا لم نتوجه إلى سوريا للتعامل مع هذه التحديات، فمن سيحمي الفرنسيين من هذه التهديدات؟". تأتي هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه المخاوف الأوروبية من تصدير الإرهاب إلى القارة العجوز.

الإدارة السورية الجديدة: فرصة لإعادة تشكيل المشهد السياسي

الزيارة حملت دلالات سياسية كبيرة، إذ أنها الأولى من نوعها على هذا المستوى منذ سقوط نظام الأسد في ديسمبر الماضي. ويُنظر إلى الإدارة السورية الجديدة، بقيادة "هيئة تحرير الشام"، كفرصة لتغيير الوضع الراهن في سوريا، رغم الشكوك الدولية المحيطة بها.

تحاول الإدارة السورية الجديدة تحسين صورتها الدولية، من خلال فتح قنوات حوار مع المجتمع الغربي، ولكن يبقى السؤال: هل يمكن أن يُفضي هذا الانفتاح إلى استقرار طويل الأمد، أم أن التحديات الراهنة ستعوق أي تقدم؟

ردود أفعال متباينة: ما بين الدعم والانتقاد

امتناع أحمد الشرع عن المصافحة قسم الآراء بين من يعتبرها رسالة سياسية تعبر عن تحفظات ثقافية وسياسية، وبين من يرى في ذلك مؤشرًا على صعوبات التفاهم بين الطرفين. كما أشعلت الحادثة النقاشات حول دور القوى الغربية في صياغة مستقبل سوريا، ومدى فعالية هذه الزيارات الدبلوماسية.

زيارة تاريخية وسط أزمات مستمرة

ما بين التحديات الأمنية والسياسية، تبقى زيارة بيربوك وبارو إلى دمشق محطة هامة في مسار العلاقات الغربية مع الإدارة السورية الجديدة. ورغم الجدل الذي أثير حول المصافحة، فإن الأضواء تظل مسلطة على الخطوات القادمة لهذه الإدارة، وعلى قدرة القوى الدولية على إيجاد حلول للأزمة السورية الممتدة.

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق رئيس جامعة بنى سويف يزور الكنائس والأديرة بالمحافظة للتهنئة بعيد الميلاد المجيد
التالى استئناف حركة قطارات "منوف - طنطا" بعد إصلاح قطار تصاعدت منه الأدخنة