السبت 04/يناير/2025 - 10:41 م 1/4/2025 10:41:55 PM
يوما ما هاجمت الإعلامية القديرة أمال فهمي بث إعلانات تجارية علي البرنامج العام أو اذاعة برامج ذات محتوي إعلاني، وقالت:"أرفض أن أتقاضي راتبي من إعلانات السمن الصناعي ولا من المعلبات ولا المشروبات الغازية، أنا أتقاضي راتبي من الدولة نظير عمل أقدمه" وشددت علي الدور التنويري للأذاعة وماتقدمه من فكر وفن وإبداع العاملين بها.
هذا لايمنع ظهور شبكات ذات طابع تجاري يقدم الإعلان علي هامش البرامج الترفيهية والثقافية مثل اذاعة الشرق الأوسط التي تتميز بالمحتوي الثقافي الترفيهي والجاد ايضا، وأن هذه الإذاعات التجارية وضعت لها قواعد صارمة لبث محتوي إعلاني يتماشي مع الذوق العام والحفاظ علي مكانة الإذاعة المصرية.
ظهور الإعلانات التجارية علي شبكة البرنامج العام حديث العهد، منذ 10 سنوات تقريبا، أما الكارثة الكبري التي طالت إذاعة القرآن الكريم بث محتوي إعلاني لايليق بمكانة أذاعة يتابعها 60 مليون مستمع في مصر والعالم الإسلامي..
إذاعة القرآن الكريم أول إذاعة متخصصة في الإعلام الديني في العالم العربي أصابتها حمي الإعلانات مؤخرا، وبسؤال القائمين علي الإذاعة المصرية عن سبب هذه الإعلانات تأتيك الإجابة:"مافيش فلوس نصرف بيها علي الإذاعة" أو الهدف تعظيم الموارد.. اللافت للنظر أن محتوي الإعلانات لم يكن عن سلعة تجاريةـ إنما إعلانات في الغالب عن جهات خيرية أغلبها دعوة أهل الخير للتبرع علي طريقة "أخي المؤمن...أختي المؤمنة تبرعوا لحفر بئر مياه"، كما يحق لأي جهة أن تحصل علي مساحة إعلانية بمقابل مادي دون وضع ضوابط تتوافق مع ماتقدمه إذاعة القرآن الكريم، اذاعة أحببناها حميعا لاسيما حين نستمع إلي تنويه الدكتورة هاجر سعد الدين "إذاعة القرآن الكريم"
هذه المقدمة تاخذنا إلي القرار الجريئ الذي أعلنه رئيس الهيئة الوطنية للإعلام أحمد المسلماني بإلغاء الإعلانات في اذاعة القرىن الكريم ونقلها إلي إذاعات أخري تابعة للهيئة، كما شمل القرار دعم وزارة المالية وتعهدها بسداد عوائد الإعلانات حتي يتسني للعاملين بها الحفاظ علي مواردها المالية.
دور اذاعة القرآن الكريم الذي تخطي حدود مصر والوطن العربي إلي العالم الاسلامي اقترب من 60 عاما منذ نشأتها مارس 1964،كما حافظت هذه الإذاعة علي مكانتها في قلوب المسلمين بنشرها للإسلام الوسطي، فهي مدعومة من المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ومرجعيتها الأزهر الشريف.
تمتلك إذاعة القران الكريم تراث إذاعي ضخم لكبار المقرئين للمصحف الشريف،كما لها دور عظيم في توثيق المصحف المرتل بروايات وقراءات تضمن سلامة النص القرآني من أي تلاعب أو أخطاء.
كانت هناك مقتراحات ودراسات سابقة حول كيفية الأستفادة من هذا التراث العظيم والأعداد الضخم لمستمعي إذاعة القرآن الكريم في كيفية الإستفادة من خلال بث هذا التراث عبر منصات اذاعية علي شبكة الإنترنيت ذات مساحات مكانية تصل إلي أطراف الأرض كافة، علي أن تقدم هذه المنصات ترجمة لهذا التراث بلغات غير عربية يمكن لهذا المشروع أن يحقق العائد التنوير فضلا عن العائد المادي عوضا عن الإعلانات التي شوهت النسق العام لإذاعة القرأن الكريم لفترة من الزمن، ثم جاء من يصحح هذا الخطأ غير المقصود.