"صناعة الأمل".. موضوع خطبة الجمعة اليوم 3 يناير 2025

"صناعة الأمل".. موضوع خطبة الجمعة اليوم 3 يناير 2025
"صناعة
      الأمل"..
      موضوع
      خطبة
      الجمعة
      اليوم
      3
      يناير
      2025

الجمعة 03/يناير/2025 - 07:26 ص 1/3/2025 7:26:40 AM

خطبة الجمعة
خطبة الجمعة

حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة اليوم 3 يناير 2025 م، الموافق 3 رجب 1446، والتي جاءت تحت عنوان "صناعة الأمل".

وأكدت وزارة الأوقاف أنه على جميع الأئمة الالتزام بموضوع خطبة الجمعة نصًا أو مضمونًا على أقل تقدير، وألا يزيد أداء الخطبة على عشر دقائق للخطبتين الأولى والثانية مراعاة للظروف الراهنة.

وقالت وزارة الأوقاف: إن موضوع الخطبة الأولى موحد على مستوى الجمهورية، وإن موضوع خطبة الجمعة الثانية يستهدف معالجة مشاكل الصيادين والتكيف مع الضغوط الاقتصادية، بمحافظات: (دمياط - الإسكندرية - السويس - بور سعيد -الإسماعيلية - مطروح - جنوب سيناء - شمال سيناء)

موضوع خطبة الجمعة اليوم 3 يناير 2025

"فما ظنكم برب العالمين"
(صناعة الأمل)
الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد كما تقول، ولك الحمد خيرا مما نقول، سبحانك لا نحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إلها أحدا فردا صمدا، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، أرسله الله تعالى رحمة للعالمين، وختاما للأنبياء والمرسلين، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فهذه رسالة أمل وتفاؤل لكل إنسان في هذه الدنيا مع بداية عام جديد، واستقبال الأشهر الحرم المباركة، أبشر أيها النبيل بأيام خير وبركة تشهد فيها جميل اللطف الإلهي وعجيب التدبير الرباني، وإليك هذه البشريات القرآنية هداية لنفسك وسكينة لروحك: "الذي خلقني فهو يهدين * والذي هو يطعمني ويسقين * وإذا مرضت فهو يشفين"، "الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز"، "وفي السماء رزقكم وما توعدون * فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون}.
أيها الناس "فما ظنكم برب العالمين" كريم، منعم، بر، لطيف، لا يزداد على كثرة الحوائج إلا جودا وسخاء وإكراما! فكم من بلية كشفها، وكم من دعوة أجابها، وكم من سجدة قبلها، وكم من كربة فرجها، وكم من مسكين أعطاه، وكم من فقير أغناه، وكم من يتيم آواه، وكم من مريض شفاه، فتفاءلوا بالخير تجدوه، وكونوا من أهل هذا الوعد الإلهي الذي لا يتخلف «أنا عند ظن عبدي بي».
أيها السادة، "فما ظنكم برب العالمين" هذه رسالته سبحانه إليكم في ثنايا سورة الشرح "فإن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا" وقد اشتملت على المعية بدلا من البعدية، والتأكيد بدلا من الانفراد، تأملوها تنشرح صدوركم، وتسموا أرواحكم، ويعظم يقينكم بكرم ربكم.
ويا أيها الإنسان المكرم، اعلم أن الأمل شمس الحياة، به سكينة القلب وطمأنينة الروح، وراحة الفؤاد، فتقرب إلى الله بالأمل والتفاؤل وحسن الظن، اسجد لربك سجدة، وأثن عليه بصفات الجمال والجلال، وابثث في دعائك آمالك وطموحاتك وأمنياتك؛ فإن ربك على كل شيء قدير، لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء،  وانطلق من صلاتك لتحيي الأمل في نفوس الناس جابرا خواطرهم بكلمة طيبة، وابتسامة حانية، ورحمة بالصغير، ومسحة على رأس يتيم، ودعوة لمريض، ورقة لمصاب، ولطف بمحزون؛ ليسري الأمل في تلك النفوس كما يسري الماء في الورد. من هنا تصنع الحضارة، ويبنى الإنسان.
ليكن عنوانك أيها الكريم في هذه الحياة الأمل والتفاؤل واليقين في الجبر والرزق والعافية، فمن المحن تأتي المنح، ومن الشدة يخرج الفرج، ومن الظلمة يشرق النور، فها هو الجناب الأنور -صلوات ربي وسلامه عليه- الذي عاش اليتم بكل مراحله وأطواره، وفقد الأحبة  بكل جوارحه وآلامه، وأخرج من وطنه الذي أحبه بكل كيانه، قاده الأمل واليقين في مدد رب العالمين ليدخل مكة فاتحا منتصرا قد تزين بالعفو والمرحمة، ليفتح باب الأمل للبشر وقد حصنت دماؤهم، وأعراضهم، وأموالهم، ليمنح البشرية الأمل والحياة.
وإذا كان شهر رجب الأصب بداية الأشهر الحرم المقدسة فاجعله بداية أمل جديد للتقرب إلى الرحمن الرحيم –سبحانه- بصنوف الخير من الصيام والقيام والصدقة وبر الوالدين وصلة الأرحام وجبر الخواطر وسائر الصالحات؛ والبعد عن كل عمل يغضب الله -جل جلاله-، "وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا"، وليكن حاديك قول الله -سبحانه-: "إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم".
*
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فلو تأملنا حرفة عنوانها الأمل القائم على الصبر والرضا، واليقين في رزق الوهاب -سبحانه- لاخترنا حرفة الصيد، فيا أيها الصيادون عظموا ثقتكم في ربكم، واعلموا أن رزقكم مقسوم؛ فإن الكريم الوهاب الرزاق الذي ضمن الرزق لصيدكم في البحر، ضمن لكم سبحانه أرزاقكم من حيث لا تحتسبون، واستمعوا لوعد ربكم الكريم في آيات بينات تعظم الأمل في قلوبكم، وتؤصل السكينة في أرواحكم: "وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم"، "وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين".
ويا أيها الصياد الماهر، تفكر- حال صيدك في البحر تملؤه أسماك تتنوع أشكالها وألوانها- في اسم الله الواسع، فسبحانه هو واسع العلم، واسع القدرة، واسع الرحمة، واسع الرزق، فما من مخلوق في بحر أو نهر أو بر إلا ووسعه رزق الله الذي لا تنفد خزائنه، فاسأل الله من واسع فضله، واعلم «أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها، وتستوعب رزقها»، وقل بلسانك وقلبك:
توكلت في رزقي على الله خالقي * وأيـقنـت أن الله لا شك رازقي
وما يك من رزقي فليس يفوتني * ولو كـان في قاع البحار العوامق
سيأتي به الله الـعظـيـم بفـضلـه * ولـو لم يـكن مني الـلسان بناطق
اللهم إنا نسألك بقوة تدبيرك وعظيم عفوك وسعة حلمك وفيض جودك وكرمك أن تفيض على حياتنا الرزق والخير والبركة

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق رئيس جامعة قناة السويس يزور كنائس الإسماعيلية للتهنئة بعيد الميلاد
التالى الجلفة.. تسمم شخصين بالغاز