شهدت منطقة منبج في شمال سوريا تصعيدًا عسكريًا عنيفًا أسفر عن مقتل 24 مقاتلاً، معظمهم من الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 23 عنصرًا من الفصائل الموالية لأنقرة وعنصر واحد من "مجلس منبج العسكري"، وهو جزء من قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، خلال اشتباكات عنيفة على محور قرى العطشانة والمسطاحة جنوب مدينة منبج.
منبج: ساحة مواجهة استراتيجية
تعد منبج، ذات الغالبية العربية، من المناطق الحيوية التي يسيطر عليها "مجلس منبج العسكري"، وهو تحالف من مقاتلين محليين يعملون تحت مظلة "قسد"، التي يشكل الأكراد عمودها الفقري بدعم أمريكي. وتأتي هذه المواجهات في ظل استمرار الصراع للسيطرة على مناطق استراتيجية شمال شرق محافظة حلب.
تركيا تصعّد باستخدام الطيران المسيّر والمدفعية الثقيلة
أكد المرصد السوري أن الاشتباكات تزامنت مع قصف تركي مكثف باستخدام الطيران المسيّر والمدفعية الثقيلة. من جهتها، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية تصديها لهجمات الفصائل المدعومة من تركيا، مشيرة إلى أنها دمرت آليات عسكرية وقتلت عددًا من مقاتلي الفصائل.
الصراع في شمال سوريا
بدأ النزاع في شمال سوريا منذ انسحاب القوات الحكومية السورية في عام 2011، مما سمح للأكراد بإنشاء إدارة ذاتية تسيطر على مناطق واسعة في شمال شرق سوريا، بما في ذلك أجزاء من محافظة دير الزور والضفة الشرقية لنهر الفرات. ومع ذلك، شهدت المنطقة تدخلات عسكرية تركية كبيرة بين عامي 2016 و2019، نجحت خلالها أنقرة في فرض سيطرتها على منطقتين حدوديتين داخل الأراضي السورية، في محاولة للحد من نفوذ قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردية.
تصعيد مستمر في ظل غياب الحلول السياسية
الهجوم الأخير يأتي بعد تصاعد التوترات في المنطقة، بما في ذلك هجمات شنتها هيئة تحرير الشام وفصائل موالية لأنقرة. ورغم استمرار المعارك، التقى قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع (المعروف بـ"أبو محمد الجولاني") مؤخرًا وفدًا من "قسد" في خطوة غير مسبوقة قد تكون محاولة لتخفيف التصعيد.
مستقبل مجهول لمنطقة مشتعلة
في ظل استمرار الاشتباكات والقصف المكثف، تبقى منطقة منبج ساحة لصراع استراتيجي معقد، حيث تتشابك الأطراف المحلية والدولية في مواجهة مفتوحة. وبينما يظل الحل السياسي بعيد المنال، تزداد المخاوف من تصعيد أكبر يفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة.