قالت صحيفة “نيويورك تايمز”، السبت، إن التسجيلات والمقابلات الخاصة بمنفذ حادث نيو أورليانز، شمس الدين جبار، كشفت عن مدى استيائه المتزايد من المجتمع الأمريكي وعزلته المتزايدة حتى داخل مجتمعه المسلم المحلي وصولا لانضمامه إلى تنظيم داعش الإرهابي.
واستعرضت الصحيفة الأمريكية في تقرير تفاصيل مقطع فيديو التقطه المهاجم على هاتفه قبل أن يقود شاحنته المستأجرة وسط حشود رأس السنة الجديدة في شارع بوربون في نيو أورليانز في وقت مبكر من صباح يوم الحادث، الذي أسفر عن مقتل 14 شخصًا قبل أن يموت في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة. وكان يحمل معه في الشاحنة علم تنظيم داعش.
ووفقا للصحيفة قال جبار في مقطع الفيديو: "أردت تسجيل هذه الرسالة لعائلتي. أردت أن تعلموا أنني انضممت إلى داعش في وقت سابق من هذا العام".
ثم أضاف جبار ملحقًا مرعبًا، قائلًا: "لا أريدكم أن تعتقدوا أنني أبقيتكم طوعًا"، حيث أخبر عائلته أنه كان قد خطط سابقًا لتنظيم "احتفال" لهم ثم جعل الجميع "يشهدون قتل المرتدين".
وقالت نيويورك تايمز: "مقطع الفيديو كشف العنف المدمر عن تطرف سري حير أحباء جبار، الذين عرفوه كمحارب قديم في الجيش الأمريكي".
وأضافت: لقد شغل وظيفة براتب 120 ألف دولار سنويًا كـ "متخصص حلول أول" يركز على الحكومة والخدمات العامة في شركة المحاسبة الدولية ديلويت.
وأشارت الصحيفة إلى أن المحققين لا يزالون يحاولون تتبع كيفية تمكن جبار من النزول إلى مثل هذه الحالة القاتلة دون اكتشافه.
وتابعت: "ولكن التفاصيل الجديدة من التسجيلات والمقابلات والسجلات العامة تشير إلى استياء جبار المتزايد من المجتمع الأمريكي والتحول نحو ما كان في البداية نسخة أكثر تحفظًا من الإسلام، ثم شيء أكثر قتامة".
مهاجم نيو أورليانز كان يختبئ في منزله ويمنع الاتصال بالجيران
وأردفت نيويورك تيمز: "أن الكثير من التدقيق يتركز على العام الماضي، عندما عمق جبار عزلته عن الآخرين عندما انتقل إلى حي مسلم شمال هيوستن".
وذكرت، أنه حتى عندما وجد نفسه محاطًا بمسلمين آخرين، في مجتمع يقع على مسافة قريبة سيرًا على الأقدام من أحد المساجد، وعلى مسافة قصيرة بالسيارة من مسجد ثانٍ، ظل منبوذًا، كما قال العديد من الجيران.
وأردفت: "كان يختبئ بمفرده في منزله، ويمنع الزوار ويحد من الاتصال بالجيران"، منوهة بأن أحد الجيران يتذكر أن جبار كان يطيل لحيته ثم يقصها مرة أخرى.
وقال العديد من السكان إنهم لم يروه قط في الصلاة في أقرب مسجد، وقال المتحدث باسم المسجد الأبعد أيضًا إنه لا يتذكر حضوره، وفقا للصحيفة.
وقال أحد السكان: "لم نره هنا قط في حياتنا، وأنا في هذا المجتمع منذ عام 2008". بينما قال جيرانه إن "جبار لم يناقش معتقداته الدينية المتشددة المتزايدة مع من حوله، حتى مع نشره أحيانًا تسجيلات صوتية يتبنى فيها تفسيرًا محافظًا للإسلام".
وأوضحت الصحيفة أن في منزل جبار، كانت هناك علامات على حياة مزدوجة، حيث على شرفته، ترك الرجل الذي عمل لسنوات في مجال العقارات وتكنولوجيا المعلومات وراءه العديد من لافتات ساحات العقارات. بينما في الداخل، كان هناك كمبيوتر محمول موضوعًا على محطة عمل بها شاشتان، ورف كتب يحتوي على القرآن وكتاب عن المسيحية.
وكتب المحققون وفقا للصحيفة في الوثائق عن العثور على المزيد من العناصر المشؤومة التي تركها جبار وراءه، بما في ذلك الإمدادات التي يمكن استخدامها في جهاز متفجر مثل "الأسيتون، وزجاجات حمض الكبريتيك وأكياس تحمل علامة نترات البوتاسيوم".