«لا كلمات تصف أحوالنا ولا مهرب من الموت تحت القصف أو غرقًا بمياه البحر والأمطار»، بهذه الكلمات وصف عدد من أهالى قطاع غزة معاناتهم مع الشتاء والبرد القارس، بعد أن استطاع الطقس أن ينال ممن نجا منهم من القصف الإسرائيلى الغاشم، الذى دمر كل شىء فى القطاع، وحوّل حياة قاطنيه من الفلسطينيين إلى جحيم لا يُوصف».
وخلال حديثهم، لـ«الدستور»، تحدث عدد من النازحين من أهالى القطاع عن معاناتهم الحالية مع برد الشتاء وأمطاره، وأمواج البحر التى تضرب خيامهم المنصوبة فى المناطق المسماة بالآمنة على شواطئ غزة، ليل نهار، والأجواء التى تسببت، خلال الأيام الأخيرة، فى وفاة عدد من الأطفال، بسبب البرد، فى عالم انعدمت فيه الرحمة وغابت عنه الإنسانية.
فادى العبسى: لا نملك قوت يومنا.. ونقضى ليالينا فى محاولة إنقاذ الخيام من الغرق تحت أمواج البحر
أوضح المهندس فادى العبسى، مهندس مدنى ومدير وصاحب مكتب هندسى فى غزة، أن العدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة اضطره مثل غيره للنزوح ناحية شاطئ البحر، هروبًا من العدوان وبحثًا عن ماء للاستخدام الشخصى، خاصة مع شح المياه فى القطاع كله، لكن الأمور ازدادت سوءًا مع دخول فصل الشتاء، وتزايد موجات البرد القارس.
وقال: «أسرتى مكونة من ٨ أفراد، أنا وزوجتى وأطفالى الـ٦، ومنهم طفل لا يتجاوز عمره ٣ سنوات، وكنا نعيش فى ظروف صعبة، حيث واجهنا خطر المجاعة والمرض، لكن الأمور فى بداية النزوح كانت نوعًا ما مستقرة، لكن بعد فترة قصيرة تحولت حياتنا إلى جحيم، نتيجة المد البحرى المتكرر».
وأضاف: «فى البداية كنا نحاول حماية خيمتنا عن طريق عمل سواتر ترابية لحماية الخيمة من المياه، وكنا نقضى الليل كله ونحن نحاول، ونفشل فى أحيان كثيرة، خاصة مع تقدم المياه لتسحب جزءًا من الخيمة وتُسقطها، وعندما وصلنا لمرحلة المد العالى والموج المرتفع لم نعد نستطيع الصمود، لأن الأمواج مزقت الخيام، وسحبت كل ما فيها من فرش وأغطية وملابس، وكل شىء ذهب فى غمضة عين، ونجونا نحن بأنفسنا بأعجوبة».
واستطرد: «اضطررنا حاليًا أن ننتقل من شاطئ البحر إلى مكان آخر، لكننا أصبحنا نعانى الأمرين، سواء من البرد القارس أو من شح المياه، هذا إلى جانب قلة الإمكانات والفقر الشديد وخطر الموت القائم فى كل لحظة، وبعد أن كنت صاحب مكتب هندسى ولدىّ شركة مقاولات، فقدت وأسرتى كل شىء، وأصبحنا لا نملك قوت يومنا، حتى نكاد نفقد إنسانيتنا».
وتابع: «كل ما أفكر فيه حاليًا هو كيف نوقف غرق الخيام، وحاليًا لا أملك أنا أو أبنائى أى شىء، ولا أستطيع أن أوفر لهم أى شىء من مقومات الحياة، فلا مال ولا مأوى، بل إننى تحت المعاناة أصبت بمرضى السكرى والضغط، رغم أن عمرى لم يتعد ٤٣ سنة». وتمنى «فادى» أن تنتهى الحرب كى يعود إلى حياته السابقة، رغم تدمير بيته ومكتبه، مع توفير أدنى مقومات الحياة العادية لأبنائه من مأكل ومشرب وملبس، بعد أن تعب من قلة الحيلة، وصار مع أبنائه لا يعرفون أى شىء سوى الخوف من الموت تحت القصف، أو غرقى داخل خيامهم».
بلال مبارك: نواجه البرد القارس فى خيام مهترئة ودون أحذية أو ملابس شتوية
نزح المهندس بلال خضر مبارك، رئيس مجلس إدارة إيواء مخيمات الجراند هاوس بمواصى رفح، ٥ مرات مع عائلته، تعرض خلالها لغرق خيمته ٣ مرات، واصفًا حياته الحالية بأنها شعور مستمر بالخوف وضياع المستقبل، بعد فقدان كل ما يملك من مسكن ومال ووظيفة.
وقال: «أشعر بأن مستقبل ابنى ضاع، فقد ضاعت سنتان من عمره دون دراسة، ولا حلول أو تغيير يبدوان فى الأفق، ولا شىء سوى تمنى وقف الحرب، وتوفير احتياجاتنا من خيام قوية وملابس وأغطية شتوية، وتوفير بعض الكهرباء التى ترحمنا من الظلام الدامس».
وأضاف: «نعرف أن هذا قدرنا وأنه ما باليد حيلة، لكننا تعبنا، فقد أصبحنا نعيش مسلسل (التغريبة الفلسطينية)، وهذا هو واقعنا الآن، فلم نعد أكثر من أسر وعائلات مضطرة للعيش على شاطئ ضيق، بسبب ضيق المساحة المتاحة، وعدم وجود أراضٍ فارغة يمكن نصب الخيام فيها، حتى الخيام التى يظنها البعض خيامًا، ليست أكثر من بطاطين وشوادر مهترئة».
وأوضح «بلال» أنه فى ظل البرد القارس والرياح الشديدة القادمة من البحر، تعرضت الخيام أكثر من مرة للغرق مع سحب الفرش والأغطية والملابس والأدوات كلها للبحر، مضيفًا: «حتى ما بقى لدينا، وهو قليل، فقد سحبته الأمواج، ونضطر لعدم النوم لحماية الخيام، ونجلس إلى جوار الملابس بالأيام كى تجف، فى ظل وضع مأساوى».
وتابع: «صراخ الأطفال يظل يدوى ليل نهار، والنساء فى هلع، والكل يجرى فى محاولة لإنقاذ أى شىء من الملابس والفرش، والمشهد لا يمكن وصفه، حتى بعض العائلات التى حفرت الحفر أمام الخيام وبنت سواتر رملية لم تنجح فى إيقاف اندفاع المياه، ولا أحد يساعدنا، واستجابة المؤسسات الدولية والصليب الأحمر لمتطلباتنا لم تعد كافية». وأشار إلى أن أكثر مشهد أثّر فيه كان عندما رأى صديقه وأسرته وقد اضطروا للنوم فى الشارع، بعد أن فقدوا كل ما بقى لديهم بسبب أمواج البحر، وأيضًا عندما رأى أصدقاءه وأهلهم اضطروا لعدم النوم طيلة الليل خوفًا من دخول المياه على الخيام لتغرق أطفالهم.
واستطرد: «إذا ما نجحنا فى التعامل مع الأمواج، فلم نعد نستطيع أن نفعل أى شىء أمام الأمطار، فقد أغرقت كل خيمات النزوح، فالخيام مهترئة والأرض طينية، والوضع مزرٍ بشكل لا يتخيله أحد، والأطفال ملابسهم دائمًا ممتلئة بالمياه، والأمراض تنتشر بينهم جميعًا، فليس لدى أحد أى ملابس شتوية، حتى الأحذية أصبحت معدومة».
وأردف: «بشكل شخصى، أعانى من امتلاء فراشى بالمياه عدة مرات فى اليوم الواحد، وأشعر بالخوف الدائم على أطفالى، وأقضى وقتى فى محاولة تدفئتهم قدر المستطاع، والابتهال إلى الله كى يخلصنا من هذا الوضع، الذى لا نتوقف فيه عن الجرى من مكان لآخر.
أشرف أبوعَمْرَة: نتجمد من الأمطار فى أكواخ من الخشب والبلاستيك
قال الصحفى الفلسطينى، أشرف أبوعمرة: «منذ ١٤ شهرًا ونحن مستمرون فى التغطية المباشرة من أول يوم فى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حتى الآن. فى الميدان وفى المستشفيات، لكن بطبيعة الحال الأمر مختلف الآن داخل الخيام».
وأوضح: «أعمل فى مجال الصحافة منذ ٢٣ سنة، أغطى كل الحروب وكل التصعيدات فى قطاع غزة، ولكن هذه الحرب مختلفة تمامًا بكل ما تعنى الكلمة، على كل الأصعدة».
ولفت إلى أنه بسبب استهداف مكاتب الصحافة والأبراج المخصصة للصحفيين، أصبح الصحفيون الآن- وهو منهم- يعيشون فى بعض الخيام البدائية من الخشب والبلاستيك ومن الشوادر، التى لا تقيهم من الحر ومن الشمس بالصيف، والآن لا تقيهم من الشتاء، حيث الأمطار والبرد».
وتابع: «داخل هذه الخيام نتجمد فعلًا من البرد القارس ومن الرياح الشديدة والأمطار، التى تهطل فى أثناء المنخفضات الجوية».
وذكر أن خيمته عبارة عن غرفة ٣ أمتار فى ٣ أمتار، وتضم ٤ صحفيين، يجلسون فيها ويضعون بها معداتهم، من الحواسيب والكاميرات وغيرهما: «نتنقل بين أماكن القصف.. مثل مستشفى شهداء الأقصى ودير البلح، لنغطى ونصور ونوثق فى تقاريرنا ما يحدث، ثم نعود للخيمة لنرسل هذه المواد».
وأضاف: «المكان الوحيد الذى يوفر لنا الكهرباء هو مستشفى شهداء الأقصى، لأن به مولدًا كهربائيًا، فنشحن منه معداتنا كلها». ولفت إلى أنه لأول مرة يرى هذه الأمور البشعة، إذ يعيش الآن فى ظروف استثنائية صعبة وقاسية جدًا، خاصة مع الرياح والبرد القارس وموجات المطر والمنخفضات الجوية، لكنه لا بد من أن يتحمل ويقاوم لأنه يحمل رسالة، وهى رسالة الصحافة.
وأكد: «كتب علينا فى هذه الظروف الصعبة الاستثنائية أن نستمر، رغم الملاحقة المستمرة للصحفيين واستهدافهم، التى كان آخرها فى مخيم السراد، حيث جرى استهداف ٥ من زملائنا الصحفيين الذين كانوا فى سيارة جالسين واستشهدوا جميعًا، وسبقهم بيوم استهداف زميلنا المصور الصحفى أحمد اللوح وهو بالسجن، وغيرهم الكثير من الصحفيين الذين وصل عددهم لـ٢٠٠ من الحقل الصحفى، ارتقوا شهداء خلال هذه الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة».
عزة فخرى: البرد ينخر عظام الأطفال وحرمنا من أبسط أمور الحياة
فقدت عزة فخرى، من سكان مدينة خان يونس، الكثير من أفراد العائلة فى بداية العدوان على غزة، ما اضطرها للنزوح إلى مدينة رفح.
وانتقلت «فخرى» وأفراد عائلتها، من مكان إلى آخر فى رفح ومكثوا هناك ٥ أشهر، ومن ثم تم ترحيلهم إلى مواصى خان يونس على شاطئ البحر؛ ليعيشوا حياة غير آدمية دون عمل يساعدهم فى الحصول على قوت يومهم.
تقول: «كان الوضع صعبًا جدًا، لذلك انتقلنا إلى بيتنا داخل المدينة، حيث كان وضع البيت نوعًا ما يصلح للسكن، وأغلقنا الشبابيك والأبواب بالنايلون والقماش وعشنا فيه أيامًا صعبة جدًا من حيث انقطاع المياه والكهرباء التى لم نرها منذ ١٤ شهرًا، والدمار الهائل المحيط بنا من كل مكان، بخلاف أن المنطقة لم تكن آمنة، حيث صنفها الاحتلال الإسرائيلى بـ(المنطقة الحمراء)، أى خطرة جدًا.
وتابعت: «اضطررنا لمغادرة المنزل مرة أخرى بسبب القصف المستمر لنستقر فى خيمة على شاطئ البحر، لكن لا نستطيع العيش بسبب البرد والأمطار، والخيمة التى لا تصلح للسكن». وتواصل عزة شرح ما يعيشه النازحون قائلة: «منذ بدء الشتاء والأطفال لا يقولون إلا أنهم يشتاقون لدفء بيتنا والجلوس بفراشهم الدافئ، دائمًا أرى الحزن فى عيونهم الدامعة لأنهم حرموا من كل شىء حتى مدارسهم وأكلاتهم المفضلة التى لا يجدون حتى القليل منها، وملابسهم الجميلة التى كانوا يلبسونها فى السابق قبل الحرب، والتى أصبحت بالية ولا يجدون غيرها، حتى الأحذية غير متوافرة أيضًا».
وواصلت: «أنا حزينة جدًا على الأطفال الذين حرموا من كل شىء وأبسط حقوقهم، وأيضًا على النساء وما يتعرضن له فى هذه الفترة الصعبة، هن لا يجدن الراحة أبدًا، لأننا نغسل ونعجن الخبز يدويًا لعدم وجود الكهرباء، حرمنا من أبسط الأشياء التى تحتاجها المرأة، مثل الملابس والفوط الصحية ومواد التنظيف وحليب الأطفال». وتمنت «عزة» من العالم أن ينظر لهم بعين الرحمة وأن يحاول قدر استطاعته إغاثة الناس الذين كانوا يعيشون حياة آدمية فى أجمل بيوت، والآن يتسلل البرد من بين شقوق الخيام البالية لينخر عظام الأطفال
عزة العمور: قسّمنا العائلة لنصفين حتى لا نموت جميعًا ولا نملك أموالًا لشراء ثياب تحمينا
ذكرت عزة العمور، نازحة على مواصى القرارة بخان يونس، أنها تتمنى أن يكون هذا النزوح هو الأخير، وقالت: «نزحت كثيرًا، بسبب القصف والحصار والإبادة والخوف، والآن جاء الشتاء، ليكون معاناة إضافية للفلسطينيين».
وأضافت «العمور»: «لم أعد أعرف إلى أين سأذهب غدًا، وهل سأكون حيّة أم لا؟.. فى الماضى كنا نفكر كيف سنأكل ونشرب، والآن نفكر ماذا سنفعل حينما يهطل المطر ويغرق الخيمة».
وتابعت: «خيمتى مهترئة، ولا أستطيع شراء واحدة جديدة بسبب ارتفاع الأسعار.. حينما يهطل المطر تغرق كل أغراضنا.. حتى الأغطية لا نستطيع النوم عليها، ولكننا فى النهاية ننام مضطرين. وبسبب فقداننا الملابس الشتوية، أطفالى يشعرون بالبرد دائمًا، ولا أملك أى أموال لأشترى لهم ثيابًا جديدة».
وقالت: «لم أعد قادرة على تحمل هذه الضغوط، لو كنت جبلًا لانهدم منذ زمن بعيد.. عائلتى منقسمة نصفين، زوجى وابنى الكبير بمكان، وأنا وأولادى الصغار بمكان آخر، لأننا صرنا نخاف أن نجتمع ونموت كلنا، ففكرنا فى أن ننقسم، ليظل منا على الأقل مَن يعيش، خاصة أن عمليات الإبادة تحدث فجأة، ولا نعلم متى ينزل الصاروخ وكيف ولماذا؟».
علاء صيام: فراشنا على الرمل.. والرطوبة تنهش أجساد الصغار وأصيبوا بتبول لا إرادى.. والأمواج تهددنا
قال علاء صيام، أحد النازحين، إن الأطفال فى غزة أصبحوا يموتون بسبب البرد القارس، مشيرًا إلى عدم وجود أى وسائل للتدفئة، وأنه يضع فراشه هو وأطفاله على الرمل، وتنهش الرطوبة أجسادهم، كما أنهم أصيبوا بتبول لا إرادى بسبب البرد. وأضاف «صيام»: «نسينا إحساس الدفء، وأصبحنا مطاردين بويلات الحروب وويلات البرد. نعيش فى خيام ممزقة والتيار الكهربى مقطوع للعام الثانى».
وتابع: «بسبب شدة البرد وهجمات أمواج البحر على الخيام فى خان يونس ونقص الطعام، أصيب الجميع بضعف المناعة، ويقف الرجال عاجزين أمام أسرهم».
وأشار إلى أنه لا يستطع النوم منذ أيام، ومرض بسبب عدم وجود أغطية كافية، موضحًا: «حينما أنام، أستيقظ وقد تخشب ظهرى من شدة البرد.. الاحتلال لا يكتفى بقتلنا بالرصاص والقنابل، وأصبح يقتلنا بالبرد أيضًا.. الآن نحن جوعى ومرضى وخائفون، وحكام العالم صامتون».
وذكر أنه كان متفائلًا فى وقت ما، وظن أن الحرب لن تطول، لكن بعدما دمر الاحتلال الإسرائيلى بيته المكون من ٨ طوابق، أصيب بالاكتئاب، وأصبح الخوف رفيقه: «أخاف حاليًا من أن يقصفوا الخيام، فهم يضربون الآن المناطق القريبة منا». ولفت إلى أنه يتمنى انتهاء معاناة الفلسطينيين، والعودة إلى غزة، وأن يمارس العرب ضغوطًا على حركة حماس لإنهاء الحرب بأى ثمن، مشيرًا إلى أن مطالبه بسيطة؛ وهى ٤ أغطية ليشعر هو وأولاده بالدفء الذى فارقهم بسبب الرياح والأمطار والخيام البالية.
محمد الدردساوى: نتعرض لطوفان البحر.. والموت سينقذنا
يشكو محمد الدردساوى، نازح فى مواصى خان يونس، فى مستهل حديثه، من تعرضه الدائم لطوفان البحر على خيمته، فى مواصى وشاطئ بحر خان يونس، وما له من تبعات كشدة البرد القارس، خاصة على الأطفال، مستطردًا فى حزن: «العالم كله يفرح بشهر الخير والأمطار، أما فى غزة فندعو بعدم سقوط هذه الأمطار، لأن الأمطار تُغرق خيامنا التى اضطررنا للعيش فيها على شاطئ البحر لعدم وجود مكان آخر غير الشاطئ هربًا من سطو الاحتلال الإسرائيلى». وكشف الدردساوى عن أنه قبل أيام بسيطة كان هناك منخفض جوى أتى إليهم من البحر على شاطئ بقطاع غزة فى منطقة خان يونس، فسحب جميع الخيام، معقبًا: «نحن وجميع العائلات يلاحقنا الموت كل ثانية وكل دقيقة، ونترجى متى يأتى إلينا حتى ننتهى من هذه المعاناة التى نعيشها فى قطاع غزة.