كشف الشاعر، الكاتب أحمد فضل شبلول، في تصريحات خاصة لـ “الدستور” تفاصيل إدراج روايته “الليلة الأخيرة في حياة محمود سعيد”، ضمن قائمة الكتب التي تضمها المكتبة الوطنية الفرنسية في باريس.
الليلة الأخيرة في حياة محمود سعيد على أرفف المكتبة الوطنية في باريس
واستهل “شبلول” حديثه مشيرا إلي: تُرجمت رواية "الليلة الأخيرة في حياة محمود سعيد"، مؤخرا إلى اللغتين الفرنسية والإنجليزية، وكانت الترجمة الفرنسية بواسطة المترجم التونسي د. منصور مهني، بعد الاتفاق مع دار نشر لارمتان الفرنسية بباريس التي تهتم بهذه النوعية من الروايات عن الفنانين التشكيليين خاصة من عاش في فرنسا وتعلَّم هناك من أمثال محمود سعيد.
أما الترجمة الإنجليزية فجاءت بواسطة المترجم المصري حسن حجازي ونشرت في دار النشر الكندية "الحاضرون"، وذلك بعد أن ترجمت قبلها رواية "الليلة الأخيرة في حياة نجيب محفوظ" عن المترجم نفسه، ودار النشر نفسها.
وأوضح أحمد فضل شبلول: وقد حصلت المكتبة الوطنية في باريس على عدد من النسخ من ناشر الترجمة الفرنسية، وأودعتها لديها لمن شاء الاطلاع عليها، وأيضا وضعت معلومات عن الرواية في موقعها الإلكتروني الضخم.
وكان المفروض أن أسافر إلى باريس لحضور حفل توقيع الرواية مع مترجمها د. منصور مهني، والاحتفال الإعلامي بها والذي تعده دار لارمتان، ولكن لظروف عائلية لم أتمكن من السفر. وقد أخبرني الصديق الناقد المغربي د. مصطفى شميعة، أن بعض المهتمين بهذا النوع من الروايات عن الفنانين التشكيليين من الأدباء والمترجمين في المملكة المغربية يكتبون دراسات عن تلك الرواية، وستُلقى هذه الدراسات في ندوة خاصة بعد شهر رمضان القادم. وأدعو الله أن أتمكن من حضورها.
أحمد فضل شبلول: سعيد بأصداء الرواية
ولفت “شبلول” إلي: في حقيقة الأمر أنا سعيد بهذه الأصداء التي تتركها تلك الرواية، خاصة بعد أن حُولت إلى سيناريو وحوار سينمائي لفيلم درامي قصير بمعرفة الشاعر د. فوزي خضر، فاز بإحدى جوائز مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول حوض البحر الأبيض المتوسط الذي يديره الصديق والشاعر الأمير أباظة. وآمل أن أراه منتجًا ومنفذًا ليعرض في المهرجان القادم 2025. كما تم تحويل هذه الرواية إلى مسرحية قصيرة بمعرفة د. فوزي خضر أيضا بالاتفاق مع مركز متاحف محمود سعيد، لتعرض إن شاء الله في ذكرى ميلاد ورحيل الفنان التشكيلي الرائد 8 أبريل القادم، ذلك على مسرح كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية.
وكانت رواية "الليلة الأخيرة في حياة محمود سعيد"، قد صدرت لأول مرة باللغة العربية، في سلسلة روايات الهلال التي تصدرها مؤسسة دار الهلال اعام 2020.
ويتناول أحمد فضل شبلول في الرواية الساعات الأخيرة في حياة الفنان، أثناء لحظات احتضاره في 8 أبريل عام 1964، حيث حضر له ملك الموت ليقبض روحه، ولكنهما اتفقا أن يؤجلا فعل الموت لعدد من الساعات يودِّع فيها الفنان ألوانه وبحره وشطآنه وسماءه في مدينة الحبيبة الإسكندرية التي ولد فيها في 8 أبريل عام 1897 وعاش فيها طيلة حياته عدا بعض السنوات القليلة التي قضاها في القاهرة أثناء تعيين والده محمد سعيد باشا رئيسا لوزراء مصر، وفي باريس أثناء استكماله لدراسة الحقوق وتعلم الرسم، وبعض المدن الأوروبية الأخرى التي كان يرتادها ويزورها لمشاهدة متاحفها وآثارها الفنية المختلفة.
وضمن بنود الاتفاق أن يعلِّم الرسام فن الحياة لملك الموت الذي اختار له الفنان اسم "مَبهَج". وبعد خروجه من حجرة المرض بلونها الأبيض إلى عالم الإسكندرية الشاسع بلونه الأزرق، يذهبان إلى مرسم الفنان في شارع سعد زغلول ليشاهد "مَبهج" لوحات الحياة وأيضا لوحات الموت التي أبدعها الفنان ولوحات أخرى لفنانين عالميين آخرين.